أبوظبي (الاتحاد)

برعاية سموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، تنظم المؤسسة، بالتعاون والتنسيق مع مجموعة لوتس هوليستك أبوظبي، والجمعية الروسية لتحديات التوحد وحلوله بموسكو- روسيا الاتحادية، أعمال المؤتمر الدولي للمستجدات في أبحاث التوحد في دورته الـ 11 خلال الفترة من 27 وحتى 30 أبريل في فندق الشاطئ روتانا أبوظبي، بمشاركة 52 من الخبراء والمتخصصين في مجالي تعديل السلوك والطب الحيوي ومستجداته، وعدد من الجهات والمؤسسات من 26 دولة من أنحاء العالم. يأتي تنظيم المؤتمر بهدف نشر الوعي حول اضطراب طيف التوحد، وفي إطار الاهتمام بفئة المصابين به، وتقديم آخر المستجدات من الناحية النظرية والممارسة لعلاج التوحد للمجتمع الدولي، وتحفيز نشر تدابير جديدة وفعالة وآمنة طبية وتعليمية على حد سواء، لمساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد، وتعظيم الإفادة من الأبحاث العملية والدارسات التي تعرض خلال المؤتمر الذي تصاحبه ثلاث ورش عمل تدريبية عملية تبدأ من تاريخ 27 أبريل 2023 من قبل مدربين عالميين.
ويتم خلال المؤتمر استعراض ومناقشة الأبحاث والإنجازات المبتكرة في الطب الحيوي التي قد تساعد في تلبية الاحتياجات المختلفة في التوحد، وعرض نتائج المرحلة التجريبية لمشروع تجريبي فريد من نوعه لتعليم الأطفال المصابين بالتوحد بناءً على نموذج مبتكر للتعليم الشامل للأطفال ذوي الاحتياجات الإدراكية الخاصة، والاستفادة من أفضل الممارسات الدولية، وأحدث الأبحاث، ومناقشة طرق وأساليب تنفيذ بعض هذه النتائج في الممارسة الدولية
ويمثل المؤتمر فرصة مهمة للعودة إلى نهج متكامل لدمج أصحاب الهمم، وضرورة التحديد المبكر للأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد «ASD» والتدخل المبكر وإدماجهم في نظام التعليم، وسيتم خلال المؤتمر استعراض أحدث المهارات والخبرات في مجال تطوير الأساليب الحديثة في معالجة اضطراب التوحد ضمن جلسات حوارية ومناقشات وأبحاث علمية وعروض مرئية تتضمن حلولاً وأفكاراً تطويرية بمشاركة عدد كبير من الأطباء والباحثين والخبراء المختصين من الأكاديميين العالميين في هذا المجال.

قال محمد أحمد الجابر، سفير الدولة لدى روسيا الاتحادية: «إن الرعاية الكريمة من سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، لأعمال المؤتمر الدولي للمستجدات في أبحاث التوحد في دورته الحادية عشرة، تنسجم مع رؤية قيادتنا الرشيدة، ما يؤكد الدور الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة محلياً وإقليمياً ودولياً، في التوعية بالتوحد وبذل الجهود كافة للتعريف به، ودمج الفئات التي تعاني من اضطراب طيف التوحد في المجتمع والتعريف بحقوقهم، وقد تم إطلاق العديد من المبادرات الوطنية التي تخدم هذا الهدف النبيل، وتأتي استضافة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بالتعاون مع مجموعة لوتس هوليستك أبوظبي والجمعية الروسية لتحديات التوحد وحلوله، والتي تعتبر أبرز المؤسسات في الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية هذا المجال، لتؤكد النهج الراسخ التي تتبعه الدولة في أهمية الاطلاع على آخر ما توصل إليه العلم في أساليب الدعم النفسي وتعليم المصابين بالتوحد وتبادل الخبرات والأنشطة والدراسات وتدريب المتخصصين والمعلمين والأطباء، بالإضافة إلى إجراء التغييرات على القوانين لتوفير الحياة الكريمة للمصابين بالتوحد وضمان حصولهم على التعليم وحماية مصالحهم في مختلف مجالات الحياة».
وقال السفير محمد أحمد الجابر: «نعرب عن تمنياتنا بالنجاح لأعمال المؤتمر، آملين أن يحقق أهدافه في تحقيق إسهامات وأبحاث علمية رصينة تساهم في التعريف بالتوحد وآثاره على فئة من فئات المجتمع والبحث عن الحلول الناجعة له».
من ناحيته، قال عبد الله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم: «المؤتمر يلقي الضوء على أحدث ما توصلت إليه الدراسات العلمية والبحوث الحديثة في مجال التوحد، ويوفر الفرصة الحقيقية للمشاركين من الخبراء وكوادر المؤسسة والمؤسسات والجهات المعنية من مختلف دول العالم وأولياء أمور ذوي التوحد، للاطلاع على أفضل الخبرات المتعلقة بحالة التوحد».
وأضاف، خلال المؤتمر الصحافي للإعلان عن المؤتمر: «إن وجود هذا الكم من الخبراء والمشاركين في المؤتمر يسهم في الخروج بتوصيات مفيدة ومؤثرة في مجال رعاية مصابي التوحد، ولاكتشاف مزيد من أساليب العلاج لتحقيق الأهداف المنشودة في مساعدة هذه الفئة، والأسر التي تنتمي إليها، ولنصل إلى توفير أفضل السبل للعلاج، ونواصل الدرب على طريق العمل الإنساني، لتكون الإمارات مستدامة في صدارة رعاية كل الجوانب الإنسانية».
من ناحيته، أكد الدكتور عبد الحميد عبد الحي، رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر، أنه إضاءة جديدة في إنجاز دولة الإمارات لتقديم البحوث العلمية الطبية المتخصصة لآخر ما توصل علماء وأطباء هذا الاختصاص لتقديمه للأطفال المصابين بالتوحد
وقال: «إن المؤتمر الدولي للمستجدات في أبحاث التوحد يهدف بالدرجة الأولى إلى تخفيف المعاناة عن المصابين، وذلك من خلال جمع الباحثين من سائر الأقطار لتبادل المعلومات ووضع الخطط الاستراتيجية، كما يتطلع المؤتمر إلى نقلة نوعية في دمج هذه الفئة مع سائر أقرانها من طلبة المدارس، الأمر الذي يساهم في اكتشاف المبدعين وأصحاب الابتكار من ذوي التوحد، في شتى أنواع العلوم والفنون والتطبيقات العلمية».
وعبّر عبد الحميد عن بالغ شكره وتقديره لسموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، لتفضل سموّه برعاية المؤتمر، وللمسؤولين كافة بالمؤسسة على تعاونهم المثمر لتنظيم واستضافة المؤتمر للمرة الأولى على أرض الدولة، وبالتعاون مع مجموعة لوتس هوليستك أبوظبي، وسائر المراكز المتخصصة بإصابات التوحد.
يعقد المؤتمر 18 جلسة، يتم خلالها طرح آخر المستجدات في التوحد، والاتجاهات الفعلية في تعديل السلوك، ويناقش مشاكل التغذية والأمعاء في المصابين بالتوحد، والممارسات المبنية على الأدلة للمصابين بالتوحد، وأساليب التدخل التعليمية الشاملة، والمؤشرات الحيوية وآليات حدوث التوحد، وتعديل التواصل اللفظي، والبحث والنهج الطبي الحيوي.