سامي عبد الرؤوف (دبي) 

احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس بيوم الصحة العالمي، تحت شعار «الصحة للجميع»، للتركيز على الهدف الأساسي والوظيفة الأسمى للجهات الصحية على مستوى العالم، وهي تقديم كل أنواع الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض. 
ويأتي هذا الاحتفال تزامناً مع احتفال منظمة الصحة العالمية أمس الموافق السابع من شهر أبريل الجاري، باليوم العالمي للصحة، وبالذكرى الخامسة والسبعين على إنشائها، حيث اجتمعت بلدان العالم في عام 1948، وأسست منظمة الصحة العالمية لتعزيز الصحة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضعفاء - حتى يتمكن الجميع في كل مكان من بلوغ أعلى مستوى من الصحة والرفاه. 
وعلى الصعيد الوطني، نظمت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية مبادرة نوعية بهذه المناسبة العالمية، تضمنت إطلاق مبادرة «ما تشوف شر» التي تستهدف تنفيذ زيارات ميدانية للمرضى في عدد من المستشفيات التابعة للمؤسسة.
وقام وفد مكون من قيادات المؤسسة ومديري الإدارات، بعدد من الزيارات الميدانية للمرضى في عدد من المستشفيات للاطمئنان على حالهم وإدخال الفرحة إلى قلوبهم، كما تضمنت الزيارات توزيع هدايا على 50 مريضاً مقيماً في مستشفيات المؤسسة، وتوزيع هدايا عينية على الطاقم الطبي الذي يعتني بالمرضى، مع ترك بطاقات شكر وتقدير لهم. 
بينما نظم العديد من المجموعات الطبية بالقطاع الخاص، احتفالية كبيرة لتكريم أطبائها وكوادرها المتخصصة في قطاع الرعاية الصحية، تقديراً لإنجازات الأطباء وجميع أعضاء فريق العمل الطبي الذين أسهموا بدور محوري في الارتقاء بقطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.

رعاية مستدامة 
وتفصيلا، أكّد الدكتور يوسف محمد السركال، المدير العام لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن يوم الصحة العالمي الذي تحتفي به المجتمعات هذا العام تحت شعار «الصحة للجميع»، ينسجم مع رؤية المؤسسة واستراتيجيتها الهادفة إلى توفير خدمات صحية مستدامة ومتكاملة، وفعّالة ومبتكرة ومتاحة لمختلف أفراد المجتمع الإماراتي. 
وأشار إلى أن هذه المناسبة تعتبر فرصة لتسليط الضوء على أبرز الإنجازات التي حققها القطاع الصحي في الدولة، وتحديد متطلبات المرحلة المقبلة لتحقيق أهداف الدولة واستراتيجياتها المتعلقة بتوفير قطاع صحي مستدام يلبي احتياجات وتطلعات المتعاملين، ويواصل تعزيز التنافسية على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأكد أن مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية ماضية في مسيرة التطور والتميز للارتقاء بالقطاع الصحي في الدولة، من خلال استقطاب الكفاءات الطبية وتمكين رأس المال البشري على أسس مستقبلية ومستدامة. 
وأشار السركال، إلى الدور المحوري والجهود الملموسة للكوادر الطبية والتمريضية والفنية والإدارية بالقطاع الصحي في توفير أعلى معايير الخدمات الطبية والعلاجية، مؤكداً التزام المؤسسة بمواصلة دعم جميع المنشآت التابعة لها بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الطبية الحديثة، لتحقيق مستهدفات رؤية «نحن الإمارات 2031»، ومئوية الإمارات 2071.
التغطية الصحية 
من جهته، قال الدكتور حسين الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لقطاع الصحة العامة، في تصريح لـ«الاتحاد»: «تعد دولة الإمارات نموذجا في توفير التغطية والرعاية الصحية للجميع، وذلك بفضل توجيهات ودعم قيادتنا الرشيدة للقطاع الصحي والعاملين فيه». 
وأشار إلى أن الدولة استطاعت أن توفر الرعاية الصحية لكافة أفراد المجتمع بطرق مختلفة، ففي كل من أبوظبي ودبي هناك التأمين الصحي، وفي باقي الإمارات تتوفر البطاقات الصحية التي توفر الخدمات بأسعار تنافسية للجمهور.

ولفت إلى دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالدولة، حيث تعمل على توفير العلاج والعمليات الجراحية والأجهزة الطبية وغيرها من الخدمات الطبية والصحية للمرضى المعسرين وذوي الدخل المحدود، وذلك بالتنسيق والتعاون مع الجهات الصحية الاتحادية والمحلية والقطاع الصحي الخاص. 
ويعنى بالتغطية الصحية الشاملة أن يستطيع جميع الناس الحصول على ما يحتاجون إليه من خدمات صحية جيدة، دون أن يعانوا ضائقةً ماليةً‎.
المسح الصحي الوطني
وأعلن الرند أن الجهات الصحية سوف تبدأ قريباً في تنفيذ المسح الصحي الوطني الذي سيمكن القطاع الصحي من الحصول على نتائج ومؤشرات أساسية على نطاق الدولة. 
وذكر أن المسح الوطني الصحي يغطي جميع الإمارات، بالتعاون والتنسيق مع جميع الجهات الصحية الأخرى، ويشمل مختلف الجوانب الصحية وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، ويضم عينة من المواطنين والمقيمين، وبعد الانتهاء منه، سيتم تحليل النتائج والإعلان عنها، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. 
وأشار إلى العمل على إجراء المسح الوطني الأول لأمراض الفم والأسنان، الذي يعد الأول من نوعه على المستوى الوطني والإقليمي، بهدف دعم الدراسات المسحية والأبحاث العلمية لتحديد المسببات والعوامل المرضية، التي تقود إلى نظام صحي متكامل يتبنى استراتيجيات وخدمات صحية ووقائية فعالة.
وأفاد أن المسح الوطني لصحة الفم والأسنان يتضمن محاور تتمثل بدارسة نسبة تسوس الأسنان وأمراض اللثة وسوء الإطباق وسرطان الفم، هذا ما يتضمنه الفحص الإكلينيكي، بالإضافة إلى استبيان لتقييم العوامل التي قد تؤدي لحدوث هذه الأمراض ومدى تأثير هذه الأمراض على جودة حياة الأفراد.
وأكد الرند أهمية هذه النوع من المسوحات الطبية، حيث تسعى المؤسسة إلى دعم الدراسات المسحية والأبحاث العلمية لتحديد المسببات والعوامل المرضية، التي تقود بدورها إلى نظام صحي متكامل يتبنى استراتيجيات وخدمات صحية  فعالة.

خدمات المتعاملين
أكد الدكتور عصام الزرعوني، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية بالإنابة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن يوم الصحة العالمي يعد مناسبة مهمة لتسليط الضوء على جهود كافة الكوادر العاملة في مجال القطاع الصحي، وإبراز دورها في توفير أعلى معايير الخدمات الصحية للمتعاملين، وهو فرصة لتثمين تلك الجهود وتقديرها من خلال المبادرات التي يتم تنظيمها في مختلف المنشآت الصحية التابعة للمؤسسة.
وأشار إلى أن احتفاء المؤسسة بيوم الصحة العالمي يأتي ترجمة لحرصها على تعزيز تكاتف الجهود نحو تطبيق نظام صحي متميز يضمن الشمولية والفاعلية لتحقيق أعلى مستوى لصحة الأفراد، مستندين في ذلك إلى توجيهات ورؤية القيادة الرشيدة بتوفير خدمات صحية فائقة الجودة.
شهادة أممية 
أعلنت منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق أن دولة الإمارات هي الثانية إقليمياً في الإنفاق الصحي على خدمات الرعاية الصحية، وهذه النسبة «متميزة وجيدة جداً»، مشيرة إلى أن الإمارات قامت بجهود كبيرة وخطوات مهمة في مجال توفير التغطية الصحية الشاملة للسكان، ومنها توفير التغطية التأمينية الصحية.
التميز خليجياً 
حصلت الدولة على المركز الأول على المستوى الخليجي والدولي في العديد من المؤشرات الصحية وتتضمن: النسبة المئوية لعدد الرضع الأحياء والذين تلقوّا لقاحين موصى بهما من منظمة الصحة العالمية، وتسجيل المواليد من قبل السلطة المدنية، والأطفال دون سن 5 سنوات، وتغطية الرعاية السابقة للولادة، وغياب الوفيات والإصابات من الكوارث الطبيعية، والتحصن من أمراض DPT، وقلة تلوث الهواء داخل المنازل بسبب الوقود، والتحصن ضد الحصبة، والوفيات الناجمة عن تلوث الهواء المنزلي (الوفيات/ 100.000).  وحققت دولة الإمارات المركز الأول بين دول مجلس التعاون الخليجي في تقرير الحزمة الفنية للبيانات الصحية SCORE حيث إن 98% من المؤشرات لديها بيانات متاحة لرصد أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وتمت إضافة هذا الإنجاز إلى المرفق الرئيسي والإشارة إليه من قبل مركز الإحصاء والبحوث. وعلى المستوى العربي والخليجي، حصلت دولة الإمارات على المركز الأول عربياً وخليجياً في 6 مؤشرات، هي: معدل مواليد المراهقات، نسبة وفيات الأمهات والصحة الإنجابية وتغطية علاج السل وانتشار التقزم دون سن الخامسة، بالإضافة إلى مؤشر انتشار الهزال دون سن الخامسة.
وتدخل دولة الإمارات الخمسية الثانية بعزيمة وثقة وخارطة عمل مستقبلية منبثقة من الرؤية الطموحة للقيادة الرشيدة في تعزيز مكانة دولة الإمارات كنموذج عالمي رائد في المواجهة الاستباقية لتحديات المستقبل، لتنطلق نحو تحقيق استراتيجية «نحن الإمارات 2031».