سعد عبد الراضي (أبوظبي)
ضمن ملفها «مواهب إماراتية على خطى العالمية»، التقت «الاتحاد» بعض أمهات المواهب السبعة عشر الذين سلطت عليهم الضوء، لتتعرف أكثر على جوانب من أسباب تميز أبنائهن، والحاضنات الأسرية التي أدت لهذا التميز والتألق، وأخذت بأيدي الموهوبين الصغار حتى وصلوا إلى حصد الجوائز وتحقيق الإنجازات.
فضيلة عبدالله الخوري، «أم حمدان»، حققت بإخلاصها وتفانيها في رعاية أبنائها الثلاثة جائزة الشارقة للتميز التربوي بالمركز الأول، فئة ولي الأمر المتميز 2023، والمركز الأول في جائزة سعيد بن لوتاه لرعاية الأبناء 2020. وحصدت أيضاً جائزة خليفة التربوية فئة الأسرة الإماراتية المتميزة 2018.
تقول: تخرجت في كلية الدراسات الإسلامية واللغة العربية، ثم التحقت بالعمل معلمة مجال لتدريس مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية، تتكون أسرتي من ثلاثة نجوم هم: حمدان مواليد 2009، وشيخة مواليد 2010، وخليفة مواليد2011.
وتضيف: قبضت بيدي على زمام تربيتهم، وأعطيت كل اهتمام لرعايتهم، لأجتاز كل التحديات وأنطلق لفضاء العطاء والنجاح والتميز. ومن الصعوبات التي واجهتني اضطراري لتقديم استقالتي من عملي والتفرغ التام لتربية أبنائي، ومضاعفة جهودي لأقوم بتربيتهم على أكمل وجه، فاهتمامي بهم ورعايتي لهم كان في مقدمة أولوياتي لتحقيق تربية سليمة وجعلهم يتمتعون بشخصيات قيادية متعلمة وملتزمة بالعادات والتقاليد، وغرس العديد من السلوكيات الحسنة لديهم.
وفي مرحلة دخولهم المدرسة، انضممت إلى مبادرة علم من أجل الإمارات، وعدت للتدريس بنظام المياومة كبديلة للمعلمة الأساسية في فترة إجازتها المرضية، وقمت بالتدريس في مدارس الأبناء نفسها، لأكون قريبة وموجودة معهم من أجل توفير احتياجاتهم وتشجيعهم.
من التحديات بدأت الإنجازات
وتابعت «أم حمدان»: سعيت أكثر لتنمية مهارات الأطفال وتعزيز قدراتهم ودعم هواياتهم ومواهبهم فصاروا من المتفوقين والمتميزين، فكنت لهم العضيد والسند، ومن التحديات بدأت قصة الإنجازات. وتضيف: ما يميزني أكثر هو إصراري بكفاحي لتحقيق أهدافي وتغلبي على التحديات كافة بدافع حبي لأبنائي وبوجودي بين أهلي وأحبائي، فإنجازاتي تميز مستدام لأسرتي والجوائز التي حصدها أبنائي على مستوى الدولة هي: فوز حمدان بجائزة حمدان بن راشد، فئة الطالب المتميز ثلاث مرات 2023 - 2021 - 2018. وفوز خليفة بجائزة حمدان بن راشد، فئة الطالب المتميز 2022. وكذلك فوز حمدان بجائزة القائد المؤسس، فئة أفضل طالب 2020. وفوز شيخة بجائزة حمدان بن راشد، فئة الطالب المتميز 2019. وفوز حمدان بجائزة الشارقة للتميز التربوي، فئة الطالب المتميز 2019.
توثيق لإنجازاتي وعطائي
وأضافت فضيلة الخوري: تتويجي على منصات التكريم توثيق لبصمات إنجازاتي وعطائی، وتميز أبنائي وسام شرف وتاج فخر على رأسي.. أتمنى أن أكون شخصية ملهمة في المجتمع وأماً قدوة لأبنائها في المستقبل. وأكون مثالاً يحتذى به لكل أم، وأختم قولي بعبارة: المرأة ليست نصف المجتمع فقط المرأة هي الأم لكل المجتمع.
رحلة الظبي المهيري
تقول موزة سالم الضبع الدرمكي والدة الموهبين الظبي وسعيد المهيري: نحن محظوظون بوجودنا في دولة ترعاها أم كريمة، تفانت في رعاية أبنائها في مختلف المجالات، لتكمل مسيرة القائد المؤسس بدعم المرأة الأم والأخت والابنة والطفلة بالخير والعطاء والإنجازات الحافلة في رقي هذا الوطن، والتطلع نحو المستقبل والعمل بجد من أجل جيل الأمل، أمي وأم الوطن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات».
تقول موزة سالم الضبع الدرمكي عن ابنتها الظبي المهيري، الناشرة وأصغر كاتبة باللغتين في العالم: في سن 3 سنوات بدأت الظبي في دمج الحروف وقراءتها بكل سلاسة، حينها أدركت أن ما أفعله هو الطريق الصحيح، ولا بد أن أكمل ما بدأت، الدراسة المنهجية لم تكن بالنسبة لي ضرورة ولكن كان من المهم عندي ألا أقف على مسمى تخرجت به في الجامعة أو الكلية، وألا تقف مسيرة التعلم لديّ لأواكب مسيرة أبنائي، فكل يوم هو إضافة جديدة في حياتي، وفي كل إضافة رقي وتقدم، وأنا بدوري عليّ أن أنشره وأدعمه، كما كانت لنا الداعمة الأكبر أمنا «أم الإمارات».
وتضيف الدرمكي: لطالما كنت أحلم بأن أتخرج وأعمل ولكن بعد أن أصبحت أماً للظبي وسعيد ومن بعدهما المها وخليفة، تغير كثير من المفاهيم لديّ، فقررت أن أعمل كأم بالدرجة الأولى مرافقة وسنداً لربان السفينة، الذي اختار أن يكون أباً محباً وداعماً لمسيرتنا.
وطن الأحلام
تضيف موزة الدرمكي: إنني لمحظوظة بأنني ولدت في أرض الأحلام، دولة الإمارات العربية المتحدة، وأن يكون لأبنائي دور فعال فيها، في إلهام ودعم الأطفال نحو العلم والعمل والسعي وراء شغفهم وأحلامهم ليس فقط في الإمارات، بل على مستوى عالمي، ليصل صوت الطفل للعالم أجمع بأنه قادر على الإبداع ومتمكن ويطمح للأفضل.
رحلة أم متميزة
تقول الدرمكي عن رحلتها: تخرجت في كليات التقنية العليا بامتياز، ولازمني شغف الطيران، فدرست الملاحة الجوية، ثم التمست الجانب الإنساني في رعاية أطفال التوحد وأصحاب الهمم، فأحببت أن أدرس هؤلاء الأطفال وأقدم ولو القليل في مجالهم، فتخصصت في أطفال التوحد، ثم درست في مجال الطفولة المبكرة، وأمارس هواياتي في الفن والتصميم والتصوير بكل أريحية، ولا أتردد من القول إن أول من دفعني للجانب التربوي هو أبنائي، فمع الظبي تعلمت أن أنصت لتتكلم، وأن أخاطبها بصدق وحب ورفق، وألا أكتفي بذلك بل أبادر لمعرفة ما هو شغفها منذ نعومة أظفارها، إلى أن اكتشفت أن الظبي قارئة شغوفة بالعلم والتعلم. كنت أقرأ لها منذ أن كانت في المهد مع يقيني بأنها كانت تفهم بعض الجمل التي أقرؤها.
أصغر ناشرة
الظبي المهيري (8 سنوات) هي اليوم أصغر ناشرة ورائدة أعمال، وقد دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية مرتين خلال عامين على التوالي كأصغر ناشرة باللغتين. وتساهم الآن في خدمة المجتمع بنشر كتابات ورسومات الأطفال الجميلة لتشجيعهم على النشر والقراءة المفيدة. ويليها أخوها سعيد (4 سنوات)، وهو الآن أصغر كاتب في العالم، وأملي أن تكون إنجازاتهما رسالة صادقة بأن الأم هي من تغرس الإبداع في القلوب، وهي من تسقي الغرس بالحب والعطاء والتضحية.
وتابعت موزة الدرمكي: لم أقف هنا، فأنا اليوم رائدة أعمال ولكن من المنزل، وأنا صاحبة مشاريع قائمة، كذلك من المنزل، ولا أرى عائقاً للإبداع والإنجاز أمام المرأة في أي مجال تفكر فيه على هذه الأرض الطيبة. شكراً «أم الإمارات»، شكراً لكل هذا الدعم والحب والعطاء.
أسماء النقبي: أردنا أن نكون مثالاً مشرّفاً وقدوة
تقول أسماء أحمد النقبي، والدة الموهوبين شريفة وموزة والحور الهوتي: حينما منّ الله عليّ بأبنائي الخمسة، قطعت على نفسي عهداً ووعداً بأن أجعلهم من الأبناء المتميزين والمتفوقين وأسعى دوماً لهذا، وأنا على يقين تام بأن النجاح والتفوق والتميز ليس له طريق محدد، فكل ما نقدمه ونسعى إليه يعتبر نجاحاً. وتضيف: أبنائي ولله الحمد يتميزون بمهارات وهوايات عدة، وكنت عندما ألاحظ مهارة أو هواية جديدة لديهم، أبحث عن مراكز تنمي لهم تلك الهوايات والمهارات، وقد كان لمركز الطفل دور فعال في صقل مهاراتهم وهواياتهم، وللمعلمة الفاضلة ابتسام مال الله، رحمها الله، ولا ننسى الورش والدورات التي نسّبتهم وأدخلتهم إليها ساعية لتنمية مهاراتهم وهواياتهم..
وتابعت أسماء النقبي: لاحظت في فترة الجائحة أن ابنتيّ موزة وشريفة لديهما مهارة كتابة القصص، وسرعان ما ذهبت وتحدثت مع صانعة محتوى الأطفال الكاتبة هيا القاسم ورحبت بالأمر كثيراً، وبذلت مجهوداً كبيراً في تنمية هذه المهارة لديهما، من خلال العديد من الورش والدورات، وكانت مع أبنائي خطوة بخطوة وظلت سنداً لي ولأبنائي. وأكملت معهم الطريق إلى أن انتهت المهمة بنجاح وأصدرت شريفة قصتين، وأما موزة فصدرت لها قصة واحدة، وها نحن نكمل الطريق ونسعى لكتابة قصص أكثر.
وتقول الأم أسماء: علمت أبنائي دوماً أن انتماءنا الحقيقي الذي كبر معنا على هذه الأرض الطيبة هو لدولة اللامستحيل، لدولة المجد والعز والفخر، دولة الإمارات العربية المتحدة، التي يحيطنا العطاء والحنان والدعم فيها من كل الجهات. وتضيف: أحببنا أن نرد لهذه الدولة الحبيبة، ولو بشيء بسيط، الجميل الذي قدمته ولا تزال تقدمه لنا.
ولطالما كان الأبناء متميزين في جميع المجالات، حيث حصلت الحور وموزة وشريفة على جائزة حمدان فئة الطالب المتميز، وأيضاً حصلت الحور على جائزة الشارقة للعمل التطوعي في دورتين ولله الحمد. وحصلت موزة وشريفة على جائزة حمدان فئة «مبتكرون».. كما حصلت الحور على المركز الثالث على مستوى العالم في مسابقة عبقري الرياضيات.. والكثير من الجوائز المتميزة الأخرى. والأم أيضاً ولله الحمد حصلت على جائزة الإمارات فئة ولي الأمر المتميز، كما حصلت على وشاح «شكراً لعطائك» للخدمة المجتمعية، فأحببنا أن نكمل الطريق بالمشاركة في الجوائز الأسرية، ولله الحمد كان الفوز من نصيبنا.
لحظات الفوز
وقالت أسماء أحمد النقبي، والدة الموهوبين شريفة وموزة والحور الهوتي: كان التميز عنواناً لنجاحنا.. وكان الفوز في الجوائز الأسرية مثل جائزة الشارقة للتميز التربوي والحصول على المركز الثالث، وجائزة «أسرة وطن» في برنامج «صيفنا سعادة»، والحصول على المركز الأول في جائزة سعيد بن لوتاه.
وأضافت: لحظات الفوز ولحظات التكريم والتتويج من أجمل اللحظات، حيث إن المشاعر كانت ممزوجة بالفرح والفخر، كم هو جميل أن ترى الجميع يصفق لك على نجاحك وعلى تميزك. زادنا التميز والفوز فخراً وشرفاً لكوننا إحدى الأسر المشرّفة التي ترفع اسم وطننا الغالي. وأصبحنا ولله الحمد من الأسر المعروفة في الدولة، وأصبح أبنائي في قائمة المتميزين. وسبحان من زرع حبهم في قلوب الناس. وما زلنا مستمرين على هذا النهج، وسنكمل الطريق، ونسعى دوماً نحن الوالدين، لأن نكون مثالاً مشرّفاً وقدوة لأبنائنا، كما تطمح الأسرة أيضاً لأن تكون مثالاً يحتذى به وتكون قدوة حسنة لجميع الأسر.