آمنة الكتبي (دبي) 

تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم العالمي للسعادة الذي يوافق 20 مارس من كل عام، بإنجازات استراتيجية تعزز سعادة المجتمع بفئاته كافة، وتحقق أفضل جودة حياة ممكنة للأفراد، تجسيداً لرؤية القيادة بأن تكون الإمارات دائماً في مقدمة دول العالم كأفضل مكان للعيش والاستقرار والرفاهية بالسعادة وجودة الحياة.
ووفقاً لنتائج «تقرير السعادة العالمية، 2022»، الصادر عن «شبكة حلول التنمية المستدامة» التابعة للأمم المتحدة، تقدمت الإمارات 3 مراكز في ترتيبها على «المؤشر العالمي للسعادة»، وبحسب نتائج التقرير، نالت الإمارات المركز الـ24 عالمياً، بالمقارنة بالمركز الـ27 عالمياً في تقرير السعادة العالمية 2021.
وبلغ الرصيد الإجمالي للإمارات هذا العام على المؤشر 6.576 درجة، وتفوّقت الإمارات هذا العام على كلٍ من سنغافورة التي جاءت في المركز الـ27 عالمياً، إسبانيا الـ29، إيطاليا الـ31، اليابان الـ54، الصين الـ72، روسيا الـ80، وهونغ كونغ الـ81 عالمياً.

أسعد دول العالم
تعتمد فكرة «المؤشر العالمي للسعادة» على تصنيف أسعد دول العالم بصفة سنوية استناداً إلى استبانة تعكس الآراء الشخصية لسكان كل دولة والمُقيمين فيها في حياتهم بالدولة. كما يربط المؤشر هذه الآراء الشخصية بعوامل موضوعية لرصد مستويات معيشة السكان في كل دولة، وهي تحديداً 6 عوامل، وهي الناتج المحلي الإجمالي للدولة، ومتوسط الأعمار المُتوقّعة للسكان، والسخاء، والدعم الاجتماعي، والحرية والفساد، ويهتم المؤشر أيضاً ببعض الجوانب المعنوية غير القابلة للقياس كالصحة النفسية، والجوانب الأخلاقية ودورها في تحقيق السعادة، وغيرها.
واحتفظت فنلندا هذا العام بلقب «أسعد بلدان العالم» للعام الخامس على التوالي، وجاءت الدانمارك، في المركز الثاني، ونالت أيسلندا المركز الثالث، فيما جاءت سويسرا في المركز الرابع، وهولندا خامسة، حيث بلغ رصيدها في مؤشر السعادة هذا العام 7.821 درجة. وتضمن تقرير هذا العام أول مرة مؤشراً خاصاً يصنف مستويات السعادة على مستوى المدن من خلال تقييم الأفراد لحياتهم بشكل عام، إذ شمل 186 مدينة في العالم، وحلت مدينتا دبي وأبوظبي في المراكز الأولى عربياً لأكثر المدن سعادة.

التنمية المستدامة وجودة الحياة
وتضمن تقرير السعادة العالمي دراسة تسلط الضوء على العلاقة بين أهداف التنمية المستدامة وجودة الحياة، عبر تحليل أداء الدول التي يشملها مؤشر السعادة العالمي ومقارنتها بمؤشر أهداف التنمية المستدامة، وهو المؤشر الذي يرصد جهود الدول في العالم وجهوزيتها لتحقق أهداف التنمية المستدامة الـ17 الأجندة العالمية 2030. 
وتضمن تقرير السعادة العالمي دراسة تسلط الضوء على العلاقة بين أهداف التنمية المستدامة وجودة الحياة، عبر تحليل أداء الدول التي يشملها مؤشر السعادة العالمي ومقارنتها بمؤشر أهداف التنمية المستدامة، وهو المؤشر الذي يرصد جهود الدول في العالم وجهوزيتها لتحقق أهداف التنمية المستدامة الـ17 الأجندة العالمية 2030. كما حافظت دولة الإمارات على مركزها الريادي في العالم العربي منذ إطلاق التقرير في السنوات الأربع الماضية، محققة بذلك إنجازات جوهرية في المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية، والصحية، والسياحية، والبيئية.
تنال سلامة البيئة واستدامتها أهمية كبيرة في دولة الإمارات؛ نظراً لدورها في دعم وتعزيز مستويات جودة الحياة في المدن والمجتمعات، حيث تتواصل جهود خفض الانبعاثات الكربونية والمحافظة على جودة الهواء، تزامناً مع زيادة عدد المحميات الطبيعية، والتوسع بالمساحات الخضراء، كالحدائق والمسطحات المائية، مثل الشواطئ أو القنوات المائية، والتي تشكل بدورها متنفساً طبيعياً للأفراد والعائلات.

قياس مستوى السعادة 
حرصت القيادة الرشيدة على تضمين السعادة وجودة الحياة في صميم السياسات الحكومية، وإدراجها في آليات العمل الحكومي، وعمليات التخطيط الاستراتيجي وتطوير الأداء في مختلف القطاعات، ووضعت مؤشرات ومعايير لقياس مستوى السعادة وجودة الحياة، وصاغت مفاهيم جديدة في تحسين الأداء الحكومي والخدمات التي تقدمها، وسخّرت التكنولوجيا لخدمة الإنسان واستدامة إسعاد المجتمع وتلبية طموحات أفراده.
ورفعت الحكومة شعار «سعادة المواطن أولوية في سياسات الحكومة وخططها الاستراتيجية»، وتم إطلاق سلسلة من المبادرات والخطط والاستراتيجيات التي تجعل المواطن وسعادته محوراً أساسياً لها والعديد من البرامج التي أسهمت في تحقيق استقرار ورفاهية أفراد المجتمع وإسعادهم، وقامت بتعيين وزير دولة للسعادة. 
كما اعتمدت البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية الذي يضم مجموعة من السياسات والخدمات التي تعزز من أنماط الحياة الإيجابية، مما جعل الإمارات تتبوأ مراتب متقدمة، وبالنسبة لمؤشر سعادة المواطنين فقط، حققت دولة الإمارات المركز الـ11 عالمياً. وحرصت حكومة الإمارات على إسعاد الناس، وتسهيل حياتهم واختصار الطاقات والأوقات في الإجراءات والحصول على الخدمات في أسرع وقت ومن أي مكان، وعملت على تطوير تجربة حياة مميزة ذات جودة عالية لجميع المواطنين والمقيمين والزائرين بهدف تحقيق إسعادهم، واهتمت الإمارات بمؤشرات السعادة، ووضعتها ضمن مقاييس تقييم الأداء بهدف تعزيز هذه الثقافة التي تنتج مواطناً إيجابياً قادراً على المساهمة في مسيرة التنمية وخدمة وطنه.

ترسيخ ثقافة السعادة
تواصلت جهود الدولة في ترسيخ ثقافة السعادة في المجتمع، واعتمد مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حام دبي، الميثاق الوطني للسعادة والإيجابية والذي ينص على التزام حكومة دولة الإمارات، من خلال سياستها العليا وخططها ومشاريع وخدمات جميع الجهات الحكومية على تهيئة البيئة المناسبة لسعادة الفرد والأسرة والمجتمع، وترسيخ الإيجابية كقيمة أساسية فيهم مما يمكنهم من تحقيق ذواتهم وطموحاتهم.
وتواصل الإمارات تطوير منظومة خدمات تكنولوجية ولوجستية تهدف إلى تسهيل حياة الناس واختصار أوقاتهم، عبر مجموعة من الإجراءات المبتكرة والمميزة ذات الجودة العالية، والتي تنظر إلى الإنسان بوصفه القادر على المساهمة في مسيرة التنمية وخدمة الدولة، ما دام سعيداً وينعم بالرفاه، حيث عملت على الارتقاء بمستوى الخدمات، وتحويل مراكز خدمة المتعاملين إلى مراكز سعادة المتعاملين، وإطلاق ميدالية «أبطال السعادة والإيجابية» لتكريم موظفي الصف الأمامي، وإصدار دليل سعادة المتعاملين، وقياس سعادة المتعاملين، وإطلاق جائزة أسعد بيئة عمل لمؤسسات القطاع الخاص، وتصنيف مؤسسات الدولة بحسب مستوى السعادة فيها.

المسح الوطني للسعادة والإيجابية
أطلقت حكومة دولة الإمارات المسح الوطني للسعادة والإيجابية، ويهدف إلى قياس مستويات السعادة والإيجابية في الدولة، وتحديد أولويات المجتمع ومصادر السعادة بالنسبة لشرائحه المختلفة، وتأسيس قاعدة بيانات وطنية واستخدام نتائج المسح، بحيث تستفيد منها الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في تطوير التشريعات والسياسات والبرامج والخدمات لتحقيق الإيجابية وسعادة المجتمع. وتضمن هذا المسح 8 محاور أساسية، هي: السعادة والإيجابية وتقييم الحياة، التعليم والتعلم، الصحة، المجتمع والثقافة، البيئة والبنية التحتية، الخدمات الحكومية، المستوى المعيشي، والعمل.