هدى الطنيجي (رأس الخيمة) 

تحرص دولة الإمارات على دعم وحماية حقوق الطفل وفقاً لسياسات وتشريعات تواكب التوجهات العالمية التي تسهم في إيجاد بيئة آمنة وصحية تلبي احتياجاته وتطلعاته، وتطور من مهاراته وقدراته المختلفة، فهو نواة التنمية والداعم لمسيرة التطور والازدهار.
ويعد يوم الطفل الإماراتي الذي يصادف 15 مارس من كل عام، مناسبة وطنية تعكس دلالة واضحة على توجهات دولة الإمارات في حفظ وصون حقوق الطفل، وقد قطعت الدولة شوطاً طويلاً في مضمار حمايته وتمكينه وتحقيق أعلى درجات الاستقرار المعيشي في مختلف جوانب حياته. 
وتساهم إمارة رأس الخيمة، بمختلف مؤسساتها التي أطلقت المبادرات ومراكز الدعم الاجتماعي وخدمات الاستشارات الأسرية والتربوية، في مساندة التوجهات الرشيدة التي تدعم «الطفل»، لحفظ حقوقه وحمايته، ورفع مستوى الوعي المجتمعي لترسيخ القيم والمبادئ التي تحترم هذه الشريحة من المجتمع وتصونها.

مبادرة «سعادتنا برؤيتنا»
وقال المستشار أحمد محمد الخاطري رئيس دائرة محاكم رأس الخيمة: «إن مبادرة (سعادتنا برؤيتنا) التي دشنتها محكمة الأسرة لتنفيذ أحكام رؤية الأطفال المحضونين تهدف إلى رعاية حقوقهم وتوفير بيئة آمنة وحمايتهم من الإهمال والإساءة والاستغلال لضمان تنشئتهم تنشئة سليمة ومتزنة، بعيداً عن خلافات الآباء التي قد تؤثر على الأبناء».
وذكر أن المبادرة المجتمعية، التي انطلقت في شهر أغسطس من العام 2021، والخاصة بتنفيذ أحكام رؤية الأطفال المشمولين بالحضانة في القضايا المنفذة في محاكم الأسرة، والتي تهدف إلى الحفاظ على صحة الأطفال النفسية وتوفير حياة آمنة وعدم حرمان الطفل رؤية والديه وحماية حقوقهم، لا تزال تؤتي ثمارها في الحفاظ على التماسك الأسري والنسيج المجتمعي.
وأشار إلى أن هذه الخدمة تقدم ليس فقط للأسر الإماراتية، بل لكافة الجنسيات في الإمارة، والتي تأتي بالتنسيق مع جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، ويتمثل التعاون في توفير القاعات لاستقبال اللقاءات المنفذة بين الأسر والأطفال باعتبار الجمعية موقعاً محايداً.
وذكر أن المبادرة استفاد منها حتى الآن 35 أسرة و78 طفلاً، من خلال اللقاءات التي جمعتهم وبلغ عددها 2278 لقاء، عبر توفير بيئة ومكان مناسب بعيداً عن أروقة المحاكم ومكاتبها ورهبتها التي قد تؤثر على نفسية الطفل.

وأوضح بأن هذه المبادرة قد تم تدشينها بالتعاون مع جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية وذلك رغبة في التيسير على الأسر المنفصلة التي لديها ملفات تنفيذية متعلقة بأحكام رؤية الأطفال المحضونين ولتوفير بيئة مناسبة وملائمة للحفاظ على نفسية الأطفال ورغبة في السعي ولم شمل هذه الأسر، لما تتمتع به مقرات وفروع جمعية الإمارات من بيئات مناسبة وإمكانيات تساعد في توفير المناخ الملائم لإتمام عملية الرؤية.
وأكد أن المبادرة تعالج وتقلل نسب الخلافات المتكررة في بعض الحالات الأسرية، نظراً لصعوبة تحديد المكان المناسب الذي يتفق عليه الطرفان لتنفيذ أحكام رؤية الأطفال المحضونين مما يتسبب في تفاقم المشاكل الأسرية وحرمان الطرف المحكوم له من رؤية أطفاله، حيث قامت المحكمة بتحديد مقرات وفروع جمعية الإمارات مكاناً محايداً يرضي الطرفين وتتم فيه عملية الرؤية واستلام وتسليم الأطفال تحت إشراف قاضي تنفيذ الأحوال الشخصية.
وأكد أهمية أن يراعي الأطراف العواقب التي ستقع على أطفالهم قبل اتخاذ قرار الانفصال وإنهاء العلاقة الزوجية وكيفية توجيه الرعاية المطلوبة التي تضمن حقوق أطفالهم ولا تؤثر عليهم وتجعلهم في وضع غير آمن وغير مستقر، مشيراً إلى أن دولة الإمارات حرصت على تعزيز دور الأسر وزيادة تماسكها وإيجاد منظومة متكاملة لحماية الأطفال المشمولين بالحضانة عبر سن التشريعات والقوانين التي تضمن حمايتهم والحفاظ على الأسر.

دعم استقرار الأسر
وقال خلف سالم بن عنبر، نائب الرئيس المدير العام لجمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية في رأس الخيمة: «إن مبادرة (سعادتنا برؤيتنا) التي أطلقتها محاكم رأس الخيمة تأتي مشاركتها عبر توفير مقر في مختلف أفرع الجمعية، لإيجاد موقع مناسب يسمح بتنفيذ اللقاءات الأسرية بين الأطفال المشمولين بالحضانة وللأسرة المتخاصمة التي تواجه خلافات وتحديات تتطلب تعاون وتكاتف الجهات المعنية بهدف دعم استقرارها والحفاظ على أطفالها من أي عوامل قد تسهم في التأثير السلبي على مستقبل الطفل وصحته النفسية والجسدية والاجتماعية».
وذكر أن الجمعية دشنت مؤخراً «مركز جمعية الإمارات للاستشارات الأسرية» يقدم مختلف الاستشارات على أيدي الخبراء المختصين، منها الاستشارات التربوية المتعلقة بجوانب تربية الأولاد ومشكلاتهم ومتابعة النمو النفسي للأطفال وتعديل سلوك المراهقين والبالغين ومشكلات الطفولة والمراهقة ومشكلات الشباب وانحرافات سلوكية، واستشارات نفسية تتمثل في قضايا وإرشادات نفسية عامة والشخصية وتطوير الذات والحالات النفسية العصبية ومشكلات الطفولة ومشاكل الطفل النفسية والحالات النفسية والسلوكية والمراهقة وغيرها.
وأشار إلى أن تلك الخدمات تقدم بالمجان للأسر الإماراتية وإلى كافة أطياف المجتمع، بهدف تعزيز التماسك الأسري والحفاظ على النسيج المجتمعي وتعزيز الصلات الاجتماعية لبناء الأسر المستقرة وعلاج المشكلات السلوكية لدى الأبناء في مختف الفترات منها الطفولة والمراهقة، مؤكداً أن الجمعية تسعى عبر مختلف أنشطتها نحو تطوير الأسرة الإماراتية وزيادة استقرارها وتلاحمها ونشر الوعي الاجتماعي ووقاية المجتمع من الظواهر والمشكلات، لبناء أسر متوازنة والتقليل من الخلافات عبر المركز المتخصص والاستشاريين وتوجيه أفضل الطرق في حل الخلافات في سبيل تعزيز جودة الحياة.

مركز الدعم الاجتماعي
قال المقدم الدكتور أحمد إبراهيم سبيعان، مدير مركز الدعم الاجتماعي في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة: «إن المركز يولي اهتماماً كبيراً بقضايا وشؤون الطفل والأسرة عبر توفير وتسخير كل الجهود والإمكانيات المعنية بهذه الفئة المهمة من شرائح المجتمع، وتحقيق الأمن والاستقرار وتحقيق الرعاية السليمة وإيجاد البيئة الأمنة والمناسبة التي تساهم في نشأته ودعم الأمن المجتمعي واستقرار أسرته».
وذكر أن المركز يسعى إلى تدشين العديد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى الحفاظ على النسيج الأسري ولبنات بناء المجتمعات وهي «الأطفال» الذين قد تختلف طبيعة حياة بعضهم عن باقي الأطفال الموجودين ضمن كنف أسرهم يتلقون الرعاية والاهتمام المناسب، حيث قد يتعرض الطفل المشمول ضمن قضايا الخلافات الأسرية والحضانة، إلى ظروف مختلفة تماماً تتطلب الدعم والرعاية الخاصة ودراسة حالته من كل الجوانب من قبل المختصين في مجال الاستشارات الأسرية والرعاية وتقديم النصائح والإرشادات، للحفاظ عليهم ودعم كيان الأسر التي تعتبر النواة الأولى لدعم واستقرار الأطفال نفسياً اجتماعياً وأخلاقياً.
وأكد أن المركز يقدم خدمات متنوعة لهذه الشريحة عبر الابتكار من طرق الدعم واعتماد الخطط المستقبلية والبرامج المجتمعية للأطفال والأسر والتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالأسرة والطفل، حيث إن المركز يقدم الدعم المعنوي والتوجيه اللازم للجمهور من خلال 4 أفرع متخصصة تتعامل مع كل أشكال الحالات والمشكلات الأسرية والنفسية والمجتمعية، وذلك تحقيقاً للأهداف الاستراتيجية المنشودة لوزارة الداخلية في نشر التوعية المطلوبة بين كل شرائح المجتمع وخلق بيئة مجتمعية متسامحه متراحمة وآمنة ونشر قيم التسامح.