هالة الخياط (أبوظبي) 

 أكدت الريم عبدالله الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، أن الحفاظ على حقوق الطفل يأتي على رأس أولويات خطط واستراتيجيات المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، انسجاماً مع التوجهات العليا لدولة الإمارات التي تضع مصلحة الطفل أولوية في استراتيجياتها وتشريعاتها.
وقالت، في حوار مع «الاتحاد»، بمناسبة يوم الطفل الإماراتي، إن المجلس وانسجاماً مع عام الاستدامة، سيركز في برامجه خلال العام الحالي على توعية الأطفال بمعايير وأسس الاستدامة، تلبية لنداء سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أعلن أن عام 2023 سيكون عاماً للاستدامة، ومواكبة لاستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لـ «كوب 28».
وأضافت أن المجلس يركز العام الحالي ضمن أهدافه على توعية فئات المجتمع بحقوق الطفل التي نصت عليها اتفاقية حقوق الطفل وقانون «حقوق الطفل وديمة»، وتحفيز المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والشركات الخاصة كافة، على العمل من أجل الأطفال، وتعزيز دورهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأشارت إلى أن التطوير مستمر لاستراتيجية المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والتي تستهدف تعزيز وحماية حقوق الطفل والأم، في رعاية شاملة ضمن بيئة صحية مستدامة، ووقاية وحماية الطفل في إطار منظومة متكاملة وشاملة، وحق الأطفال واليافعين في فرص تعلّم جيد النوعية ينمي شخصياتهم وقدراتهم العقلية والبدنية، والمشاركة الفعالة للأطفال واليافعين في المجالات كافة، وتخطيط السياسات والبرامج، بحيث تكون مبنية على أدلة ومعلومات دقيقة تكفل حقوق الطفل.
وقالت، إن المجلس العام الحالي سيعمل على تطوير جائزة البيئة للطفل، وهي جائزة أطلقها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة، تزامناً مع يوم الطفل الإماراتي 15 مارس 2020، وتستهدف الأطفال من 7 إلى 18عاماً. وتهدف الجائزة إلى تعزيز مفهوم العمل البيئي لدى الأطفال، ورفع مستوى وعيهم به، وترسيخ ثقافة الابتكار لديهم، وتحفيزهم على المشاركة الفعالة في مجال البيئة. وتضم هذه الجائزة فئات مختلفة، وهي فئة الفيديو التوعوي، وفئة المشاريع التقنية والعلمية، وفئة الحملة التوعوية، وأيضاً فئتي القصص القصيرة والرسم.ومن خلال برنامج «مستر كلاس» للصغار الصيفي سيتم تخصيص ورش توعوية للأطفال خاصة بالبيئة، وورش إعادة تدوير المخلفات المنزلية، كإعادة تدوير العبوات المهملة إلى أعمال فنية مبدعة باستخدام أنماط خياطة تقليدية. وأيضاً ورش الرسم على الزجاج، من خلال طرق تزيين الزجاج المتوافر في كل مطبخ في المنازل، مثل أكواب الجبن وغيرها، وذلك بوضع رسومات وأشكال مختلفة، ومن ثم تزيينها وتلوينها.
وفي مجال توفير الحماية للطفل، أشارت الفلاسي إلى أن المجلس قطع مسافة طويلة في مجال توفير الحماية للطفل والتي لم تكن لتتحقق لولا دعم وحرص قادة وطننا الحبيب، والتعاون بين جميع مؤسسات الدولة. 

الوقاية من التنمر
وأشارت الفلاسي إلى الجهود التي قام بها المجلس في إطار توفير الحماية للطفل، ومنها جائزة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للوقاية من التنمر في المدارس، حيث وجهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية بإطلاق جائزة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للوقاية من التنمر في المدارس، إيماناً من سموها بضرورة تعزيز الجهود لتوفير بيئة مدرسية آمنة لأطفال الإمارات. 
وتهدف الجائزة إلى تكريم الطاقات الدؤوبة في مكافحة ظاهرة التنمر في المدارس والوقاية منها؛ تعزيزاً للآثار الإيجابية المستدامة في البيئة المدرسية سعياً لأجيال متفتحة متسامحة ومعطاء. وكانت هذه الجائزة نتيجة دراسات طويله وبحث لدراسة وضع التنمر في مدارس الدولة، وكانت الجائزة إحدى نتائج هذا البحث، إلى جانب دليل الوقاية من التنمر في المدرسة والذي سُلم لوزارة التربية والتعليم لتطبيقه في مدارس الدولة كافة، وخلال العام نقوم حالياً بعمل تقييم لهذا الدليل ومدى الاحتياج لتطوير أو تعديل مُحتواه حرصاً على مواكبة التغيرات التي تطرأ على الطفل أو المدرسة.
من جانب آخر، بحسب توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية في فبراير 2018. انضمت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الشراكة العالمية ومبادرة End Violence Against Children، وقام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بتشكيل فريق عمل وطني لإعداد خطة عمل الحد من العنف ضد الأطفال في دولة الإمارات العربية المتحدة. 

أصحاب الهمم
أكدت الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، أن أبناءنا من أصحاب الهمم مصدر فخر لنا في المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ونرى فيهم مستقبلاً لامعاً ومنجماً من النفائس، لا بد من حصوله على الدعم المناسب والكافي ليجني المجتمع ثماره.
وفي المجلس نمضي قدماً في تطوير استراتيجية وطنية لتعزيز حقوق وتنمية الأطفال ذوي الإعاقة «أصحاب الهمم» والتي تسعى إلى دمج الأطفال أصحاب الهمم بشكل كامل في المجتمع وتضمينهم في السياسات والبرامج كافة، بما يضمن مشاركتهم الكاملة في المجتمع، وتعزيز حصولهم على حقوق الإنسان والحريات الأساسية كافة من دون تمييز. 
إلى جانب ذلك، يدعم المجلس جمعية «همة» لأمهات أصحاب الهمم، وهي جمعية ذات نفع عام، ونطاق عملها إمارات الدولة كافة، وتضم في عضويتها أمهات أصحاب الهمم، وتهدف هذه الجمعية إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأمهات أصحاب الهمم، وتكثيف الجهود للنهوض بالخدمات الموجهة لأصحاب الهمم، وغيرها من الأهداف التي تعنى بأصحاب الهمم وحاجاتهم. كما أن جميع مشاريع ومبادرات وخطط المجلس الأعلى للأمومة والطفولة تحرص على وجود أبنائنا من أصحاب الهمم ضمن هذه المشاريع على سبيل المثال لا الحصر تعزيزاً لحق المشاركة لدى الأطفال: المجلس الاستشاري للأطفال يضم عُضوين من أصحاب الهمم، وأيضاً أعضاء البرلمان الإماراتي للطفل يضم خمسة أعضاء من أصحاب الهمم، تأكيداً على ضرورة إدماجهم في المُجتمع ليقوموا بأداء دورهم في خدمة الوطن.

مخاطر «الإنترنت»
قالت الفلاسي، إن جهود المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في ملف الحماية كبيرة وواسعة، ومن ضمن هذه الجهود أمن الأطفال وحمايتهم من مخاطر «الإنترنت»، حيث قُمنا بتدريب الأخصائيين الاجتماعيين على حماية الأطفال، ونظمنا برنامجاً تدريبياً للأخصائيين الاجتماعيين من مختلف الجهات والهيئات المعنية بحماية الطفل في الدولة، والذي يهدف إلى تنمية قدرات الأخصائيين وتطوير سبل حماية هؤلاء الأطفال من مخاطر «الإنترنت» التي قد يتعرض لها الأطفال.
إلى جانب تنظيم العديد من الورش التدريبية والتوعوية الموجهة للأطفال ومُقدمي الرعاية حول موضوع التنمر الإلكتروني ومخاطرة وآثاره وسبل الوقاية منه. 
بالإضافة إلى تنظيم ندوة «إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية: بين التشخيص والعلاج، وهدُفت الندوة إلى تعريف أولياء الأمور على مخاطر وأعراض الإدمان على الأجهزة الإلكترونية وكيفية حماية الأطفال منها. ومن ضمن التوصيات، التوصية بتعزيز الوعي والحوار بين الآباء والأطفال في طريقة استخدام هذه الأجهزة، وتقنين استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية بتحديد الأوقات المناسبة للطفل لاستخدامه دمج الأسرة في برامج الوقاية وتنمية مهارات الوالدين التي تقدمها الجهات المعنية بالطفولة، وتحميل برامج تساعد الوالدين على مراقبة أنشطة أطفالهم على الأجهزة الإلكترونية.