هدى الطنيجي (رأس الخيمة)
دعا عدد من أصحاب الصيدليات العاملة في إمارة رأس الخيمة، إلى أهمية تحقق المستهلكين من صبغات الشعر والزيوت ومادة الحناء الصالحة للاستهلاك، سواء على الشعر أو للتزيين، والتي قد تعرض أمامهم منتهية الصلاحية أو محظورة في المنشآت، وذلك لخطورتها على المستهلك وصحته.
من جهتها، أكدت دائرة بلدية رأس الخيمة، متمثلة في إدارة الصحة العامة تكثيف حملات الرقابة على المنشآت التي تعرض تلك المنتجات، ومصادرة الأصناف المحظورة والمنتهية الصلاحية، وتوجيه الإجراءات المتبعة بحق المخالف منها، حفاظاً على الصحة العامة.
قالت إيمان علي العاملة في إحدى الصيدليات: إن استخدام صبغات الشعر منتهية الصلاحية قد يتسبب في أضرار على صحة وسلامة فروة الشعر، ويزيد من احتمال تساقطه بكميات كبيرة، وتاريخ وصلاحية الإنتاج والانتهاء التي وضعت على العبوة يأتي بغرض تنبيه المستخدم لأهمية تجنب استخدامه بعد تاريخ الصلاحية المدون، لكي لا يتعرض إلى أي أضرار صحية، وكذلك أهمية الحفاظ على تلك المنتجات في أماكن جافة، وفق درجات حرارة تتناسب مع سلامة المنتج.
لم يختلف معها في الرأي الصيدلاني خالد محمد الذي ذكر هو الآخر أن الصبغات ومادة الحناء تؤثر على سلامة الشعر والفروة في حال انتهت صلاحيتها، وقد تسهم في ضرر على فروة الشعر، وتتسبب إلى جانب التساقط احمرار الفروة وحساسية وحكة شديدة، وفيما يتعلق بالزيوت المنتهية، فإن ضررها قد يكون أقل، حيث يمكن للمستهلك معرفة الصالح للاستهلاك من غير الآمن بعد أن تفوح رائحة كريهة من الزيت أثناء الاستخدام.
وأكد أهمية أن يتمتع المستهلك بمعرفة تامة عن مكونات المواد الاستهلاكية المستخدمة للشعر وقراءة تاريخ الإنتاج والانتهاء، حيث إن الغرض من شرائها هو تحقيق الفائدة من مكوناتها التي تعود بالنفع للشعر وليس العكس تماماً.
مستوفية الاشتراطات
من جهتهم، أكد عاملون في محال العطارة أن منتجات الحناء وزيوت الشعر، لا بد أن تعرض أمام المستهلك مستوفية الاشتراطات، لتجنب الإضرار بهم، وقال أبو سلمان العامل في محل العطارة: تأتي مادة الحناء المقدمة في محل العطارة على شكلين، منها الحناء البودرة المطحونة من الورق والتي تخلو من أي مواد خارجية، يمكن أن يمتد تاريخ صلاحيتها لأشهر، وهي في الأساس لا تبقى كثيراً في المحل، ويتم بيعها مباشرة نظراً إلى كثرة استخدامها من قبل شريحة من أفراد المجتمع.
وذكر أن المحل يحرص على شراء الحناء، وكذلك الزيوت من المصدر الرئيس، ولا يعتمد على استيرادها من موردين مجهولين، ممن قد يتجهون نحو الغش التجاري أو إضافة بعض المكونات التي قد تضر بصحة المستهلك، مشيراً إلى أن الحناء المطحونة مادة طبيعية لا تدخل في إعدادها مواد أخرى بخلاف النوع الآخر المخلوط الذي قد تتم إضافة مواد تسهم في زيادة لون الصبغة والذي يصل البعض منه إلى حد الحظر من عرضه وبيعه.
لم يختلف معه في الرأي أحمد علي، عامل محل عطارة الذي ذكر هو الآخر أن الحناء الطبيعية تحتوي على تاريخ إنتاج وصلاحية في الكيس المعبأة به الذي يتم شراؤه من المصدر، والذي يحرص المحل على تدوينه أمام أعين المستهلكين، وبالنسبة لمادة الحناء الأخرى المخلوطة فإن المكونات التي تدخل في عملية إعدادها كذلك مدونة لكي يكون المستهلك على دراية تامة بالمحتويات التي قد لا تتناسب مع طبيعة بشرته أو لا تتخالف مع القرارات التي تحظر بعض الأصناف عن الأخرى.
رقابة صارمة
أكدت إدارة الصحة العامة أهمية أن تلتزم المنشآت كافة بالقرارات التي يتم إصدارها المتعلقة بالمنتجات الصالحة لاستهلاك، والأخرى الممنوع عرضها في الأسواق أمام أعين المستهلكين، والتي قد يعتقد البعض منهم أنها منتجات مناسبة وآمنة يمكن أن تستهلك نظراً إلى السماح بعرضها في المنشآت.
وقالت شيماء الطنيجي مدير إدارة الصحة العامة في البلدية: إن الإدارة ومن خلال المفتشين التابعين لها، تحرص على تكثيف حملات الرقابة الموجهة إلى منافذ البيع كافة التي تقع ضمن نطاق اختصاص الصحة العامة والعمل على توجيه القرارات المختلفة الجديدة والسابقة للدعوة والتذكير بأهمية الالتزام بها والتي تصب في الصالح العام، أهمها تجنب عرض منتجات قد تعرض صحة المستهلكين إلى الضرر. وذكرت أن من تلك القرارات التي سبق تعريف أصحاب المنشآت بها هي حظر بيع منتج الحناء السوداء الذي أثبتت الدراسات خطورته على المستهلك نتيجة ما يحويه من مكونات تضر بالصحة، حيث قد يعتقد بعض المستهلكين أن عرض هذا المنتج المحظور آمن للاستهلاك مع سماح الجهات الرقابية بعرضه لكونه موجوداً في المنشآت.
وأشارت إلى أن أعين الرقابة مستمرة ومكثفة في مواجهة تلك السلوكيات التي تصدر من قبل شريحة قليلة من المنشآت التي ترغب في تحقيق الربح المادي دون الاكتراث للأضرار التي قد ينجم عنها استهلاك المنتجات المحظورة والمنتهية كذلك، ولكنّ المراقبين يتجهون نحو رصد جميع المنتجات والتدقيق عليها خلال الحملات التفتيشية، فضلاً عن دعوة المستهلكين إلى ضرورة الاطلاع على تفاصيل المنتجات غير المسموح بشرائها لخطورتها والتعاون مع الفرق الرقابية في الإدارة للإبلاغ عنها، ليتم عمل اللازم والتحقق من الشكوى ومصادرة المنتجات في حال رصدها وتوجيه الإجراءات اللازمة بحق المنشآت المخالفة غير الملتزمة بتطبيق القرارات.
ولفتت إلى أن الإدارة نفذت مؤخراً حملة على عددٍ من المنشآت والتي استمرت لمدة 3 أشهر، تمكنت خلالها من مصادرة 15 عبوة من مادة الحناء السوداء المحظورة والتي تم عرضها في عدد 5 منشآت ومخالفتها بحسب القوانين والنظم المتبعة في دائرة بلدية رأس الخيمة، بينما كشفت الحملات التزام شريحة كبيرة من المنشآت بالقرار، مؤكدة أهمية أن تواصل المنشآت الالتزام التام بكافة القوانين التي تصب في الصالح العام من ناحية الحفاظ على صحة وسلامة المستهلكين، ومنع توجيه المخالفات والإنذارات للمنشآت المخالفة.
وأشارت إلى أن الإدارة، وعبر الحملات، تمكنت كذلك من مصادر قرابة 40 منتجاً غير قابل للاستهلاك، منها زيوت الشعر وصبغة الشعر نتيجة انتهاء الصلاحية والأخرى المحظور، والتي دعت المستهلك إلى أهمية التعرف على تاريخ الإنتاج والصلاحية لتجنب الإضرار بالشعر، وكذلك على المنتجات التي تم حظرها.