سامي عبد الرؤوف (دبي)

تشارك الجهات الصحية بدولة الإمارات، في الاحتفال اليوم العالمي لمكافحة السمنة، اليوم الذي يصادف سنوياً الرابع من شهر مارس من كل عام، وذلك للتوعية بمشكلات ومخاطر السمنة، والأمراض التي تسببها زيادة الوزن، وطرق تجنب الإصابة. 
وتنظم هذه الجهات، مجموعة من الأنشطة والفعاليات والمبادرات، لتسليط المزيد من الضوء على مرض السمنة بما يتناسب مع المخاطر الصحية المترتبة عليه، وإذكاء الوعي بأهمية وضرورة تضافر الجهود لمكافحة السمنة وما تسببه من أمراض مزمنة، تشكل عبئاً صحياً ونفسياً واقتصادياً على الأفراد والمجتمعات والدول.
وكشف تقرير لاتحاد العالمي للسمنة الذي أصدره لعام 2023، أن أكثر من نصف سكان العالم سيعانون من زيادة الوزن أو السمنة خلال الـ12 عاماً المقبلة أي بحلول عام 2035، لافتاً إلى أن معدلات السمنة آخذة في الارتفاع بسرعة، خاصة بين الأطفال وفي الدول منخفضة الدخل.
وقالت نوف العلي مدير إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، في تصريح لـ «الاتحاد»: إن «الاحتفال بيوم العالمي للسمنة يهدف إلى إذكاء الوعي بأهمية وضرورة تضافر الجهود لمكافحة السمنة وما تسببه من مشاكل صحية وأمراض مزمنة، تشكل عبئاً صحياً ونفسياً واقتصادياً على الأفراد والمجتمعات والدول.
وأكدت أن الوزارة تولي أهمية كبيرة للتوعية بالسمنة حيث أدرجت في خططها الاستراتيجية حزمة من المبادرات والبرامج الفاعلة والهادفة إلى الحد من السمنة وتعزيز أنماط حياة صحية مرتبطة بالغذاء الصحي والنشاط البدني». 
وأشارت إلى ضرورة ترسيخ الجانب التوعوي والوقائي وتخفيض معدل الأمراض المتعلقة بنمط الحياة وبالتوافق مع استراتيجية الوزارة في تقديم الرعاية الصحيـة الشاملة والمتكاملة بطرق مبتكرة ومستدامة تضمن وقاية المجتمع من الأمراض.

وأشارت إلى أنه بناءً على نتائج المسح الوطني الأخير ( 2017 – 2018)، تصل نسبة السمنة عند البالغين في دولة الإمارات إلى 27.8%، بينما بلغت نسبة من يعانون من زيادة الوزن أو السمنة نحو 60 %.   فيما بلغت نسبة السمنة عند الأطفال واليافعين 17.35% في الفئة العمرية من 5 – 17 سنة وذلك حسب آخر الإحصائيات الناتجة عن الفحص الدوري لطلبة المدارس.
وكشفت العلي، أن التوجه الوطني حالياً، هو منع أي زيادة في معدلات السمنة عند الأطفال، حيث تم وضعه كهدف استراتيجي يعمل عليها الفريق الوطني المختص.  وأشارت إلى الجهود المشتركة التي تبذلها وزارة الصحة ووقاية المجتمع مع الجهات الصحية بالدولة لتنفيذ خطة عمل وطنية وفق أطر زمنية ومؤشرات أداء، في تعزيز البيئة الصحية المناسبة وتشجيع الأفراد والأسر على اتباع أسلوب حياة صحي للتعامل مع تحدي السمنة، بما يسهم بتحقيق أهداف المبادرة الوطنية «تعزيز الوعي بأنماط الحياة الصحية.
ولفتت إلى الأسبوع المقبل سيشهد نشر مواد توعوية خاصة بمكافحة السمنة وأهمية الغذاء الصحي من خلال برنامج« الطبخ الصحي» وذلك من يوم الاثنين وحتى الجمعة المقبلين، مشيرة إلى تنظيم برنامج خاص بالنشاط البدني.

زيادة الوعي الصحي
ذكرت العلي أن أهداف هذه الفعاليات التي تعقد بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السمنة تتضمن زيادة الوعي الصحي والتعريف بالسمنة ومخاطرها، وتشجيع أفراد المجتمع لاتباع نظام صحي متوازن، ونشر الوعي الصحي بخطورة مضاعفات مرض السمنة على جميع الفئات العمرية، كذلك لإبراز أهمية النشاط البدني والوصول للمعدلات المطلوبة بناءً على توصيات منظمة الصحة العالمية.
وأكدت أن الوزارة تعمل على جعل الفعاليات التوعوية غير موسمية، أي تكون على مدار العام، وانطلاقاً من ذلك نظمت الوزارة العديد من الحملات التوعوية الإعلامية والتي تهدف إلى الوصول إلى المجتمع. 

«معاً نحرّك مجتمعنا»
وذكرت أن من بين هذه الفعاليات حملة «معاً نحرّك مجتمعنا» بهدف تشجيع النساء من الفئة العمرية 18-44 في الدولة على ممارسة النشاط البدني وتبني أساليب وأنماط الحياة الصحية النشطة للوقاية من السمنة. 
وقالت: «كما شملت هذه الحملات توعية بأهمية الغذاء الصحي من خلال التوعية بأضرار المشروبات المحلاة على الصحة، وتقليل استهلاكها والوقاية من السمنة».
وشددت العلي، على حرص الوزارة على الوصول إلى كافة شرائح المجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فنظمت حملة «معكم» الهادفة لإشراك وتمكين أفراد المجتمع من اتخاذ خطوات جدية وجذرية للارتقاء بالمستوى الصحي للمجتمع، والتي يتم من خلالها تقديم نصائح توعوية مرتبطة بالغذاء الصحي والنشاط البدني. 
كما خصّت الوزارة موظفي الجهات الحكومية بمبادرة «بيئة عمل صحية وإيجابية»، بهدف خلق بيئة داعمة لصحة الموظفين تشجع على تبني أنماط حياة صحية.

إحصائيات عالمية
ولفت الاتحاد العالمي للسمنة إلى أن المشاكل الصحية التي تسببها السمنة المفرطة يمكن أن تتسبب في إنفاق 1.2 تريليون دولار سنوياً اعتباراً من عام 2025، حيث تعد السمنة والتدخين العاملين الرئيسين وراء ارتفاع أعداد المصابين بالسرطان والنوبات القلبية والسكتات الدماغية والسكري في جميع أنحاء العالم. 
وتوقع تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، أن يعاني 2.7 مليار بالغ في جميع أنحاء العالم من زيادة الوزن والسمنة بحلول عام 2025.