إعداد: حسن العقلة أسدل معرض الدفاع الدولي «آيدكس 2023» الستار عن دورته الثلاثين، بتقدير «ناجح بامتياز»، وإشادة دولية واسعة بحسن التنظيم والبنية التحتية، وصفقات تعد الأكبر في دوراته وصلت إلى 56 صفقة بقيمة 23.34 مليار درهم، بعد أن قدم نسخة استثنائية، كبرت عن الدورة الأولى في عام 1993 أكثر من 285 مرة.
وعلى مدار الخمسة أيام الماضية، وضع «آيدكس» الإمارات تحت المجهر، إذ ثمة حدث هنا يثير فضول الدول الكبيرة منها والصغيرة بأن تعرف ما الجديد فيه؟ وتتساءل أخرى: أين أوصلت التكنولوجيا «الصناعات الدفاعية»؟ والأكثر إلحاحاً: ما قصة «الجنية» التي ظهرت في الإمارات؟.
وهنا أيضاً تقول شركات الطيران العالمية، بالنسبة لنا «لكل وجهته موليها»، لكن أغلبها اتجهت إلى دولة الإمارات، فالعالم تابع بشغف وصول أكثر من 367 وفداً رسمياً، و132507 زائرين لـ «آيدكس ونافدكس» في خمسة أيام فقط، وهذا كله للتعرف على أحدث الابتكارات الدفاعية، وفرصة اللقاء بالشركات العالمية لعقد الشراكات الاستراتيجية في قطاع الصناعات الدفاعية والعسكرية.
فرد «آيدكس ونافدكس» أوراقهما أمام الملأ، كل ورقة تعج بمئات الاختراعات والابتكارات، التي تعرض لأول مرة أمام الجمهور، وأبرز ما فيها يبعث على الفخر والاعتزاز، مشاركة 41 جناحاً وطنياً بزيادة قدرها 17% من المساحة الإجمالية للمعرض، التي زادت 135 مرة عن الدورة الأولى، الأمر الذي يبرهن على حجم الدعم المقدم للقطاع الصناعي في الدولة وخاصة «الصناعات الدفاعية»، لتسجل المساحة الكلية للمعرض 165 ألف متر مربع، وهذا غيض من فيض.
وبين 1353 شركة عارضة - منها 216 شركة وطنية - قدم «آيدكس ونافدكس»، أبرز ما طورته 65 دولة في تكنولوجيا الصناعات الدفاعية، فالكل اجتمعوا في مكان واحد ليعلنوا عن أن استشراف مستقبل الدفاع ينطلق من الإمارات، بعد أن أعاد 1800 مشارك في فعاليات مؤتمر الدفاع الدولي، رسم ملامح جوانب الأمن والمجتمع والتجربة الإنسانية في عصر التحول التكنولوجي، في جلسات نقاشية تتناول التبعات الاقتصادية والاجتماعية ومخاطر الاعتماد للتقنيات الحديثة، وتطوير المواهب وإدارة رأس المال البشري، وتأثير التقنيات على مستقبل العمليات الدفاعية.
وفي التنقل بين أروقة المعرضين، يلمس الزائر النقلة النوعية في تطور الصناعة المختصة، ودخول الذكاء الاصطناعي لها، وتطور الأسلحة القتالية بمفرداتها الكثيرة، انطلاقاً من المسدسات الصغيرة والسفن والطائرات والقاذفات والمسيرات والصواريخ وحتى اللانهاية، شركات تسابق الليل بالنهار لتقدم الأفضل والأبرز والأكثر غرابة، ومعها تتنافس
58 شركة ناشئة من 25 دولة، التي نجحت أيضاً باستقطاب الخبراء والمختصين، للتعرف على أبرز ابتكاراتها في قطاع الصناعات الدفاعية، خاصة مع تسجيل 9 دول جديدة تشارك للمرة الأولى في المعرضين.
ووسط ضخامة المعروضات خطفت، «قرموشة» و«جنية» و«مظفر» و«طنب الكبرى» و«كنانة» و«نمر» و«وحش»، وغيرها من عشرات المعدات والأسلحة البرية والبحرية والجوية التي قدمتها الشركات الإماراتية، خطفت الأضواء تحت عنوان: «صنع في الإمارات»، لتمثل جيلاً جديداً من الأسلحة الدفاعية محلية الصنع، كنموذج جديد يبرز النجاح الذي وصلت إليه صناعاتنا الوطنية، بفضل دعم لامتناه من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وحرص سموه المستمر لتقدم الصناعات الدفاعية وتطورها.
وبإمضاء سموه، على الطائرة المسيرة «REACH-S» من شركة «إيدج»، تعطى صناعاتنا الدفاعية صك نجاح تقدمها وتميزها، والأكثر وصولها إلى العالمية عبر منصة «آيدكس ونافدكس»، المعرضان الأكبر والأضخم من نوعهما في العالم.
وقبل إعلان اختتام الدورة الاستثنائية للمعرضين، أعلنت «أدنيك» عن حجز أكثر من 75% من مساحة الدورة المقبلة في عام 2025، كدليل على الثقة العالمية التي يحظى بها المعرضين، وسعادة القادة وصناع القرار والمشاركين على مستوى العالم التي وصلت نسبتها إلى 98%، والقادم أكبر.