إبراهيم سليم (أبوظبي) 

استقبلت مدينة الشيخ خليفة الطبية، فجر الجمعة، 5 حالات لأطفال سوريين أصيبوا جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، وتم تقديم الخدمات الطبية من خلال كادر طبي فور وصولهم، وهم محمد صلاح قبلاوي وعيسى شاهين، وعلي سمير وعلي علاء، ومحمد جعفر صقور.
وأعرب المصابون وذووهم، لـ«الاتحاد»، عن تقديرهم واعتزازهم بدولة الإمارات، وما قدمته من جهود إنقاذ، وأعمال إغاثة، بالإضافة إلى توفير العلاج لعدد من المصابين من الأطفال والبالغين، ممن يتحملون السفر، وأنهم لن ينسوا أبداً هذا الموقف الإنساني من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، مقدرين اهتمام الكوادر الطبية والأطقم المختلفة بهذه الرعاية التي خففت عليهم الآلام الجسدية والنفسية، موجهين الشكر للإمارات قيادة وشعباً.
وتم إجراء عمليتين جراحيتين بنجاح، ويخضع جميع الأطفال للرعاية الصحية من خلال عدد من التخصصات وتشمل تخصصات الأطفال والعلاج الطبيعي والتأهيلي والعظام وكذلك الدعم السيكولوجي والنفسي، والجراحة والأوعية الدموية والعناية المركزة، وإدارة الطوارئ.. وفقاً للدكتورة زبيدة الإسماعيلي المدير الطبي بالإنابة لمدينة خليفة الطبية. 
وقالت الإسماعيلي: إن الفريق الطبي كان جاهزاً لاستقبال الحالات وكانت هناك تقارير وردت من سوريا من خلال فريق الهلال الطبي، عن حالتهم، مما مهد الطريق للتعامل الفوري مع الحالات، ويتم تقديم الرعاية للمصابين وأسرهم، وكان الفريق الطبي بـ«خليفة الطبية» على استعداد للمشاركة في تقديم ما يلزم من فحوصات للتأكد من عدم وجود أمراض غير مكتشفة وخلال 4 ساعات من وصولهم، تم الانتهاء من الفحص والعمليات وتواجدوا بغرفهم في السابعة صباحاً.. ويخضعون حالياً للمراقبة الطبية وتركيز مكثف على العلاج الطبيعي والتأهيلي مع توفير طبيب نفسي عند الحاجة.
وقال الطفل عيسى شاهين، المصاب بعدد من الكسور والإصابات المختلفة: كنا نائمين عند وقوع الزلزال مع إخوتي وأمي وبعد 4 ساعات تم إخراجنا من تحت الأنقاض، وخرجنا وإخوتي، وتلقينا العلاج لمدة 14 يوماً في اللاذقية، سوريا، وللأسف أمي توفيت، وخرجت مصاباً أنا وأخي الأكبر والذي يعاني من إصابة بالغة بيده اليمنى ولا يستطيع استخدامها وهو طالب ثانوي وأتمنى توفير العلاج اللازم له بجواري في هذه المستشفيات التي ليس لها مثيل.. وأحب أن أشكر دولة الإمارات العربية المتحدة وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، على رعايتها لأطفال سوريا.

إمارات الإنسانية
وقال الأب شاهين والد عيسى، إنه يعمل طبيباً وفي مدينة أخرى، وعقب الزلزال تواصل مع الأسرة ولم يجد رداً وأجرى اتصالاته، ولم يجد رداً، وعرف من خلال اتصال من جيرانه أنه مطلوب للقدوم الفوري، وعندما عاد وجد أن منزله المكون من 4 طوابق انهار بالكامل، والعائلة دفنت تحته.. وجريت مسرعاً وتم انتشالهم من تحت الركام، وللأسف أن الزوجة توفيت وهي تحتضن ابنها عيسى وفدته بروحها، فيما نجا الأبناء الثلاثة، وتعد إصابة عيسى الأكثر بين إخوته، وأصيب بالصدمة، وكسور في الوجه والارتفاق العاني والفخذ الأيسر، وكسر مفتوح في الساق اليسري، وكسر في الفخذ الأيمن، وتم تلقي العلاج في المستشفيات السورية، حتى جاءت منحة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، لاستكمال العلاج في دولة الإمارات، وكل الشكر لدولة الإمارات قيادة وشعباً، والشكر الجزيل لـ«أم الإمارات» لعنايتها واهتمامها بأبنائنا وأطفال سوريا، والذي يجسد معاني الإنسانية في أبهى صورها، ومواقف الإمارات الإنسانية لا تنسى. وأكد أن الاهتمام فاق التوقعات، وتلقينا كل الدعم من صعود الطائرة وحتى الآن، وجدنا أنفسنا بين أهلنا، ونشكر سموها على ما قدمته، وأن يديم الأمن والأمان لدولة الإمارات.

علاج ودواء
وقال الطفل محمد صلاح قبلاوي: أولاً أشكر دولة الإمارات و«أم الإمارات»، على علاجي في مستشفياتهم، عالجوا كسور يدي، وما تسببت فيه الأحجار التي هرست عظام الضحايا، قدموا لنا كل ما نحتاج إليه من علاج ودواء، وعمليات، منذ وصولنا، أطباء وممرضين، وزارنا مواطنون إماراتيون للاطمئنان علينا. 
من جانبه، قال عبدالفتاح قبلاوي عم الطفل محمد صلاح قبلاوي، والذي تعرض لإصابات وهرس: نشكر دولة الإمارات على كل ما قدمته، ومساعيها لتقديم العلاج لمحمد صلاح وهو يتيم من 10 سنوات.
وأكد الدكتور ذي اليزن صباغ، رئيس لجنة جراحة الطوارئ بمدينة الشيخ خليفة الطبية، استقرار الحالة الصحية للمصابين، وتم التعامل معهم بشكل مناسب في قسم الطوارئ، حيث تم دراسة كل حالة على حدة من خلال استشاريين ورؤساء الأقسام، لافتاً إلى وجود فكرة تقديرية للحالات من خلال الفريق الطبي في سوريا وتم دراسة ملفات المرضى بشكل سريع وتم إجراء الفحوصات الإشعاعية اللازمة للحالات.
وقال: إن أحد المرضى كان قادماً على جهاز تنفس صناعي وتم إدخاله غرفة العناية المركزة للأطفال بشكل فوري وهو تحت الملاحظة الطبية من الأطباء.
وأضاف: تم إجراء عمليتين جراحيتين لاثنين من المرضى من فريق متخصص في جراحة الأوعية الدموية والتجميل لتنظيف الجروح والكشف عن الأطراف المصابة، حيث تعرضت الأطراف لتناثر الأحجار وتلف في الأنسجة الرخوة، وتمت العمليتان بنجاح وأدخل أحدهما في العناية المتوسطة، وهناك حالتان مستقرتان والفريق الطبي من جراحي العظام والأعصاب والأوعية الدموية يقدمون ما يلزم، آملاً أن تكون جميع النتائج جيدة لجميع المصابين.

وفد «الهلال الأحمر»
زار وفد من الهلال الأحمر الإماراتي برئاسة راشد مبارك المنصوري نائب الأمين العام العام لقطاع الشؤون المحلية، المصابين من الأطفال السوريين الذين أصيبوا نتيجة الزلزال، ويتلقون العلاج والرعاية في مدينة خليفة الطبية، مع مرافقيهم، واطمأن على حالة المصابين، وأوضاعهم الصحية، والعلاجية، وما يلزمهم من رعاية، وتابع ما قام به الأطباء تجاه المصابين، وأجرى حوارات مع الأطفال المصابين، ومرافقيهم، ونقل إليهم تحيات القيادة الرشيدة، وأنهم ضيوف سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، والتي أمرت بتلقيهم العلاج في الدولة، مؤكداً لهم أنهم إخوة وأشقاء، وأنهم بين أهليهم وذويهم، وكلنا أبناء زايد في الإمارات. وفور وقوع الزلزال تابعنا الموقف ولم يقصر أحد، والكل تعاطف مع أبناء سوريا، فهم منا ونحن منهم، ولن يقصر أحد سواء من الكادر الطبي أو غير ذلك، متمنياً تمام العافية للمصابين، ومقدماً العزاء في من فقدوا آباءهم أو أمهاتهم أو جيرانهم، أو إخوانهم.