أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، أن العام 2023 يحمل بشائر جديدة تعزز من الدور الريادي لدولة الإمارات على الصعيد الدولي فيما يخص المساهمة الكبيرة في مواجهة التغير المناخي والوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.

وأشار سموه إلى أن توجيهات القيادة الرشيدة ورؤيتها الاستشرافية باعتماد الطاقة النووية ضمن مسيرة الانتقال لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة بدأت تعطي ثمارها، مشدداً سموه على الأهمية القصوى لمواصلة تطوير الكفاءات الإماراتية في قطاع الطاقة النووية وكذلك مواصلة البحث والتطوير لمواكبة كل ما هو جديد في هذا القطاع التكنولوجي الهام وذلك لدوره الحيوي في تأمين الطاقة وتعزيز التنمية المستدامة في الدولة.

جاء ذلك خلال استقبال سموه، في قصر النخيل، وفداً من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها مع الإعلان عن بدء التشغيل التجاري للمحطة الثالثة ضمن محطات براكة للطاقة النووية التي يتم تطويرها في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي.

حضر الاستقبال أحمد مطر الظاهري مدير مكتب سمو ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وعيسى حمد بوشهاب مستشار سمو رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وناصر محمد المنصوري وكيل ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ومحمد إبراهيم الحمادي العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية.

وهنأ سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان فرق العمل في محطات براكة على الإنجازات المتواصلة والاستثنائية التي حققها البرنامج النووي السلمي الإماراتي والتي وضعت دولة الإمارات ضمن صفوف الدول المتقدمة في قطاع الطاقة النظيفة حول العالم وذلك بفضل توجيهات القيادة الرشيدة ودعمها المتواصل للبرنامج ومحطات براكة.

وقال سموه «في مواجهة التحديات التي تواجهها دول عدة حول العالم فيما بات يُعرف بأزمة الطاقة المتزامنة مع تفاقم الآثار الناجمة عن التغير المناخي، أثبتت دولة الإمارات صواب نهجها الاستراتيجي القائم على ضمان أمن الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة في نفس الوقت وذلك من خلال تطوير محفظة متنوعة من مصادر الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية».

وأضاف سموه «تواصل محطات براكة للطاقة النووية السلمية القيام بدور متقدم في توفير الطاقة الكهربائية الوفيرة واللازمة لمواكبة النمو الاقتصادي والتطور الحضاري للدولة من دون أي انبعاثات كربونية وذلك في إطار مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، باعتبار العام 2023 عاماً للاستدامة في الدولة، الأمر الذي يجعل من محطات براكة ركيزة أساسية لنجاح مسيرة التحول لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة في الدولة تمهيداً لتحقيق أهداف مبادرة الدولة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050».

وأشاد سموه بالإنجازات الاستثنائية التي تحققت خلال مسيرة تطوير محطات براكة حيث تم التشغيل الكامل لثلاث من محطات براكة الأربع، الأمر الذي يقرب المحطات من تحقيق جزء من أهدافها وتوفير ما يصل إلى ربع احتياجات الدولة من الكهرباء والحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية وزيادة نسبة مساهماتها في تحقيق أهداف الدولة الخاصة بخفض البصمة الكربونية بحلول عام 2030 حيث ألهمت محطات براكة الشباب الإماراتي ووفرت لهم العديد من الفرص الوظيفية المجزية فضلاً عن مساهمتها في التطور الحضاري الذي تشهده منطقة الظفرة.

ولفت سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان إلى أهم النجاحات التي حققها البرنامج النووي السلمي الإماراتي المتمثلة في تطوير الكفاءات الإماراتية في هذا القطاع والتي أصبحت ثروة بشرية علمية تستفيد من معارفها وخبراتها الدولة والمنطقة عموماً، مشدداً سموه على ضرورة مواكبة كل جديد في قطاع الطاقة النووية وتطبيقاتها المختلفة من خلال مواصلة البحث والتطوير من أجل تعزيز المكانة الريادية للدولة ضمن الجهود العالمية لإيجاد الحلول الكفيلة بتأمين الطاقة ومواجهة التغير المناخي في ذات الآن.

وقدم وفد المؤسسة والشركات التابعة لها عرضاً لآخر المستجدات الخاصة بتطوير محطات براكة حيث تنتج المحطات الثلاث حالياً ما يصل إلى 4200 ميغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية على مدار الساعة بينما وصلت المحطة الرابعة إلى المراحل النهائية من الإنجاز وتستعد لبدء مرحلة الاختبارات التشغيلية ما يعني اقتراب المحطات أكثر من تحقيق أهدافها المتمثلة في توفير 25 بالمائة من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء والحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية كل عام.

كما اطلع سموه من الوفد على استراتيجية مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وخططها المستقبلية حيث تركز المؤسسة حالياً على البحث والتطوير والابتكار والاستثمار في الطاقة النووية محلياً وخارجياً إلى جانب استكشاف فرص تطوير التقنيات المتقدمة الجديدة في الطاقة النووية بما يشمل نماذج المفاعلات المعيارية المصغرة والجيل التالي من مفاعلات الطاقة النووية.

كما تركز المؤسسة على البحث في مصادر الطاقة الجديدة الخالية من الانبعاثات الكربونية مثل الهيدروجين والوقود الاصطناعي فضلاً عن التطبيقات المدنية للطاقة النووية في مجالات الطب والزراعة والفضاء.

من جانبه، قال محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: «بفضل دعم القيادة الرشيدة، نواصل في المؤسسة العمل على تعزيز التميز الذي حققه البرنامج النووي السلمي الإماراتي من خلال الاستثمار في الإمكانيات الكبيرة للكفاءات الإماراتية فيما يخص البحث والتطوير والابتكار ولا سيما أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تركز على تحقيق الأهداف الأوسع للبرنامج النووي السلمي الإماراتي من أجل تسريع مسيرة الانتقال لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة باستخدام التقنيات المتقدمة وزيادة الاعتماد على الطاقة النووية محلياً ودولياً».

وأضاف «المستجدات الدولية أبرزت الحاجة إلى الطاقة النووية من أجل تسريع الحد من الانبعاثات الكربونية على نطاق واسع وتحقيق الحياد المناخي».

وتوفر محطات براكة آلاف الفرص الوظيفية المجزية إلى جانب تطوير سلسلة إمداد محلية ودعم الشركات المحلية بما يزيد على 24 مليار درهم لغاية اليوم بينما ستوفر المحطات الأربع فور تشغيلها بالكامل مليارات الدولارات من الغاز الطبيعي سنوياً والتي كان من الممكن استخدامها في إنتاج الكهرباء.

كما تساهم المحطات، التي تعد أكبر مصدر للكهرباء الصديقة للبيئة المستخدمة في شبكة الدولة، بما تصل نسبته إلى 25 بالمائة من التزامات الدولة الخاصة بخفض البصمة الكربونية تمهيداً لتحقيق الحياد المناخي.