آمنة الكتبي (دبي) 

يخضع سلطان النيادي رائد الفضاء الإماراتي وفريق المهمة للعزل الصحي في قاعة رواد الفضاء في مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا في فلوريدا، وذلك قبيل الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، في يوم الاثنين المقبل في الساعة 10.45 صباحاً بتوقيت الإمارات، وذلك من المجمع رقم 39A بقاعدة «كيب كانافيرال».
وقامت وكالة ناسا بصيانة مقر طاقمها في فلوريدا في عام 2018، لتحديث مساحة المعيشة لتوفير الراحة لرواد الفضاء، حيث تشغل مساكن الطاقم في مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا نحو 26000 قدم مربعة من مبنى عمليات نيل أرمسترونج، كما يقتصر الوصول إلى هذه المنطقة على رواد الفضاء، التي تضم 23 غرفة نوم لكل منها حمام وغرفة البدلة، حيث يتم مساعدة رواد الفضاء في ارتداء ملابسهم الضاغطة قبل لحظات من ركوب السيارة لنقلهم إلى منصة الإطلاق.
وتم استخدام غرفة البذلة في عام 2011 للمهمة النهائية لبرنامج مكوك الفضاء، واستغرقت تسع سنوات حتى تم استخدامها مرة أخرى من قبل رواد الفضاء في سبيس إكس، كما يوجد الآن ثلاث غرف بذلات، واحدة لكل من Orion وBoeing وSpaceX.

وبحسب وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، فإنها تلزم شركاءها الدوليين على بقاء رواد الفضاء في العزل الصحي لأسبوعين قبل الانطلاق لأي مهمة بالفضاء، وتسمي ذلك بـ«الاستقرار الصحي»، كما أنها تتحمل خلال هذه المدة المسؤولية الكاملة عن صحة الرواد، إذ تتكفل بمنع الجراثيم من دخول منشآتهم الأرضية والفضائية، إضافة إلى تنفيذ الوكالة عملية تعقيم شاملة من الميكروبات، وتخضع المرافق والأدوات التي يستخدمونها للتعقيم المتكرر، وتشمل مكان الإقامة وحافلاتهم ومواقع التدريبات، كما يأخذ الخبراء في الوكالة باستمرار عينات مخبرية من مختلف المرافق والأدوات، للتحقق من وجود الجراثيم ومنعها من الانتقال إلى المركبة والمحطة الفضائية الدولية.
وقبيل الرحلة مباشرة، يعمل خبراء الصحة على تعقيم مركبة الفضاء «كرو دراجون»، إضافة إلى وضع رواد الفضاء فيما يسمى بـ«الغرفة النظيفة»، حيث يخضعون والحمولة التي ستنطلق معهم إلى المحطة الدولية للتعقيم الصحي الأخير استعداداً لرحلة الإقلاع.
وتتولى الدكتورة الإماراتية حنان السويدي، طبيب رواد فضاء، مسؤولية التأكد من صحة الرواد خلال فترة العزل الصحي التي تسبق عملية الإطلاق بأسبوعين، كما ستتابع الحالة الصحية لرائد الفضاء سلطان النيادي، خلال وجوده على متن المحطة، كما ستشرف على وضعه الصحي فور عودته من الفضاء في مكان مخصص لفحص رواد الفضاء عند موقع الهبوط.

3 مراحل لعملية الإطلاق
وتشمل عملية الإطلاق 3 مراحل، حيث تستغرق الأولى دقيقتين، وتمثل انطلاق الصاروخ والمركبة المثبتة أعلاه نحو الغلاف الجوي، إلى ارتفاع 90 كيلومتراً، ثم تنفصل المركبة عن الصاروخ، لتواصل طريقها نحو مدار المحطة الدولية، بينما يبدأ الصاروخ عملية دوران من أجل العودة إلى موقع الإطلاق على الأرض، لإعادة استخدامه في مهمات مستقبلية. وتستغرق المرحلة الثانية 7 دقائق، وتشمل وصول المركبة إلى ارتفاع 200 كيلومتر تقريباً. ثم تبدأ المرحلة الثالثة، وتتضمن دفع المركبة نحو المحطة الدولية، التي ستكون في حالة مناورة من أجل التحام «دراغون» بالمحطة آلياً على ارتفاع 400 كيلومتر، استعداداً لدخول الروّاد إليها ولقاء زملائهم الآخرين على متنها.

19 تجربة علمية
سيجري رائد الفضاء النيادي 19 تجربة علمية خلال 4000 ساعة على متن محطة الفضاء الدولية، وذلك ضمن سلسلة من التجارب والأبحاث المتقدمة، التي تهدف إلى التوصل لنتائج علمية مهمة، حيث سيقوم النيادي بإجراء عدد كبير منها بشكل شخصي، وستكون التجارب البحثية بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا». 
وسيجري رواد فضاء طاقم «سبيس إكس كرو 6» أكثر من 200 تجربة علمية وعرض تقني سيتم إجراؤه خلال مهمتهم، سيتضمن بعضها أبحاثاً علمية جديدة ومثيرة للتحضير للاستكشاف البشري خارج مدار الأرض المنخفض ومن ثمّ الاستفادة من نتائجها في مختلف علوم الحياة على الأرض، وتشمل التجارب، دراسات حول كيفية احتراق مواد معينة في الجاذبية الصغرى، وأبحاث رقائق الأنسجة حول وظائف القلب والدماغ والغضاريف، واستقصاء سيجمع عينات ميكروبية من خارج المحطة الفضائية، فيما من المقرر أن تشتمل مهمة رواد فضاء الطاقم العديد من عمليات الصيانة الداخلية الخارجية الخاصة بمحطة الفضاء الدولية خلال مهمات السير بالفضاء.

جاهزية
أعلنت الوكالة الأميركية جاهزية الطيران والإطلاق للصاروخ «فالكون 9»، حيث تم تصميمه وتصنيعه من قبل شركة سبيس إكس، من أجل النقل الموثوق والآمن للأشخاص والحمولات إلى مدار الأرض والفضاء العميق، فيما من المقرر أن تستغرق رحلة المركبة الفضائية «سبيس إكس دراجون انديفور» نحو 13 ساعة وصولاً للمحطة الدولية.