شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وإلى جواره صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، كلمة مسجلة لفخامة رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، ألقاها خلال جلسة رئيسية ضمن أعمال اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات 2023.
كما شهد الكلمة فخامة ماكي سال، رئيس السنغال، وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، وعدد من سمو الشيوخ ومعالي الوزراء وكبار المسؤولين.
استهل فخامة الرئيس التركي، رسالته بتقديم التحية إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، مؤكداً أن القمة العالمية للحكومات منصة معرفية جامعة لمختلف الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات، وتعزز الشراكات، ما يسهم في تعزيز جودة حياة الأفراد وإحداث الأثر الإيجابي في إحلال السلام والعدل في العالم.
- محور مركزي وأكد فخامة رجب طيّب أردوغان أنه في خضم الأزمات التي تحاصر النظام العالمي، فإن أهمية كل من المنصات الثنائية والمتعددة باتت جليّة، وأنه في إطار هذه المعادلة، تشكل تركيا ودول الخليج العربي المحور المركزي لأمن المنطقة واستقرارها، ورخائها وتحقيق التكامل الاقتصادي. وقال «في تركيا، دائماً ما نقول إن استقرارنا وأمننا مرتبطان بشكل وثيق باستقرار وأمن منطقة الخليج».
وأضاف فخامته «إلى جانب التكنولوجيا المتطورة، وبرامج الفضاء، والطاقة المتجددة، نولي أهمية قصوى لبنية النقل البري وشبكة السكة الحديدية التي ستربط منطقة الخليج بأوروبا وآسيا عبر تركيا». وأكد فخامة الرئيس التركي أن العالم يواجه الآن مجموعة من التحديات، من بينها الكوارث الطبيعية، والتغير المناخي، والنزوح، والأزمات السياسية، لافتاً إلى أن تعطل سلاسل التوريد، والكوارث الطبيعية الناجمة عن التغير المناخي، والأزمة الروسية الأوكرانية، وأزمة الغذاء والطاقة، وارتفاع التضخم العالمي تشكل جميعها تحديات على الاقتصاد العالمي ومسيرة التنمية العالمية. كما أن منجزات أهداف التنمية المستدامة، خاصة في الدول الأقل نمواً. تشهد تراجعاً. وبالتالي، فإن احتمال تحقيق أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 يتضاءل في مواجهة كل هذه التحديات.
- ترسيخ العدل والسلام وقال فخامته، إن «الحوكمة العالمية والتعاون الدولي الوثيق سوف يحددان مستقبل عالمنا. ومع قرب احتفال جمهوريتنا بمئويتها في خلال العام الجاري، تواصل تركيا بذل جهود كبيرة لترسيخ مناخ من الازدهار والأمن في المنطقة والعالم. ونحن نؤمن أنه بالإمكان إرساء عالم أكثر عدلاً، وقد ركزت حكومتنا على هذا الأمر في كل المبادرات والمشاركات العالمية، وخصوصاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة».
وأضاف «آمل أن تجلب القمة العالمية للحكومات الخير لنا ولمنطقتنا وللإنسانية جمعاء. كنتُ قد خطّطتُ كي أكون حاضراً معكم شخصياً، لكن بسبب الأحداث الأخيرة وتبعات الزلزال الذي ضرب بلادنا في 6 فبراير لم أتمكن من الحضور.. وقد شمل الزلزال الذي بدأ في كهرمان مرعش، منطقة مساحتها 500 كيلومتر فيها 10 أقاليم، يعيش فيها 13.5 مليون شخص، متسبباً للأسف، بدمار شامل، إلى جانب المدن المجاورة التي شعرت بآثار الهزات الأرضية، حيث أثّرت الكارثة على ما يصل إلى 20 مليون شخص. وبحسب العلماء، فإن الطاقة التي انبعثت من الزلزال تعادل 500 قنبلة ذرية».
- رسائل دعم وقال فخامة رجب طيب أردوغان «أود أن أعبر عن امتناني لكل من شاطرونا معاناتنا، في أعقاب كارثة الزلزال، وشدوا عزيمتنا بدعمهم وصلواتهم، وكانوا مصدر قوة عززت عزيمتنا بدعمهم وصلواتهم. لقد تلقينا الدعم ورسائل المواساة من أكثر من 100 دولة، وخصوصاً من دولة الإمارات.. لن ننسى أبداً يد الصداقة الممدودة إلينا خلال هذه الأوقات الصعبة».
وأضاف الرئيس أردوغان «نحن لا نشهد واحدة من أكبر كوارث الطبيعة في تاريخ دولتنا فحسب، بل في تاريخ البشرية ككل، وبينما نقوم بإزالة الأنقاض والركام لآلاف المباني المدمَّرة، فإن خسائرنا للأسف في ازدياد جرّاء الزلزال الذي يوصف بكارثة القرن. فغالبية ضحايا الزلزال من الجرحى، البالغ عددهم أكثر من 81 ألف شخص، غادروا المستشفيات، في حين لا يزال البعض يتلقون العلاج، وقد أنقذت فرق البحث والإنقاذ لدينا أكثر من 8000 شخص تم انتشالهم من تحت الأنقاض».
- تضامن دولي وقال الرئيس التركي «في أعقاب الزلزال، حشدنا كل موارد الدولة والشعب في المنطقة المنكوبة، ورفعنا حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، وطلبنا مساعدة دولية، وأعلنا حالة طوارئ في المنطقة التي تأثرت بشكل أكبر، إضافة إلى مؤسسات الدولة المعنية، وتبذل منظماتنا غير الحكومية والمتطوعون جهوداً كبيرة لمساعدة الناجين من الكارثة. وسنبدأ قريباً في إعادة بناء واستعادة المدن المدمَّرة، سوف تضمد دولتنا وشعبنا الجراح التي سببتها هذه الكارثة».
وذكر «لقد أعربت دولة الإمارات عن تضامنها مع تركيا من خلال الاتصال شخصياً، كما أرسلت فرق إنقاذ ونظمت حملات إغاثة، أود أن أشكر ثانية بحضوركم كل الدول الشقيقة والصديقة التي تقدم مساعدات لشعبنا ليل نهار، وتدعم جهود البحث والإنقاذ من خلال فرقهم، لقد برهنت هذه الكارثة مرة أخرى على أهمية التضامن الدولي».