ركزت جلسات مسار حوكمة متغيرات المستقبل ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2023، على كيفية اتخاذ أفضل القرارات في عالم سريع المتغيرات، وتأثير التطورات التكنولوجية المتسارعة على مستقبل الحوكمة. وأكد المتحدثون، خلال الجلسات التي عقدت ضمن أعمال القمة على ضرورة تعزيز التعاون والشراكات الدولية بين حكومات العالم، بما يمكّن المجتمعات من استشراف مستقبل الحوكمة ووضع أهم التحديات واقتناص الفرص التي تحملها.

- صنع السياسات

أكد معالي نوريوكي شيكاتا، أمين مجلس الوزراء للشؤون العامة في اليابان، خلال الجلسة الأولى بعنوان: «الحكومة.. حوكمة المتغيرات لصنع السياسات»، على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في ظل ما يواجهه العالم من تحديات متعددة والتي سيتم مناقشتها خلال قمة مجموعة السبع التي ستترأسها اليابان وتستضيفها مدينة هيروشيما في مايو المقبل.

وقال «يهمنا دعم الملاحة السلمية والتجارة الحرة بمنطقة الشرق الأوسط، كما أننا ملتزمون بتقليص الانبعاثات والتحول نحو الاقتصاد الأخضر بالعمل الحثيث مع الإمارات ودعم جهودها في استضافتها وترأسها لقمة Cop 28، ونرغب ببناء شراكات وعلاقات مع المؤسسات الحكومية والخاصة».

- تسارع التغيرات

وفي الجلسة الثانية التي حملت عنوان «كيف سيتغير النظام العالمي في العقد القادم؟»، ناقش كل من: بروفيسور أرتورو بربس، مدير مركز التنافسية العالمية IMD، والدكتور سمير ساران رئيس Observer Research Foundation، أبرز التحديات التي تواجه الحكومات والمؤسسات في استشراف والتعرف على طبيعة التغيرات التي ستطرأ على النظام العالمي خلال العقد القادم، في ظل تسارع التغيرات الجيوسياسية ووقوعها بصورة غير متوقعة كجائحة «كوفيد-19».

في حين أكد جون كليفتون، الرئيس التنفيذي لـ Gallup، خلال الجلسة الثالثة بعنوان «كيف تتخذ أفضل القرارات في عالم المتغيرات السريعة؟» أن اتخاذ القرارات الأفضل يقوم على جمع المعلومات من خلال الاستماع بنسبة 80% والقيام بعملية حسابات قائمة على توظيف مهارات التفكير النقدي بنسبة 20%، إلى جانب ضرورة توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقال «يعمل قادة العالم على حل مشكلات الشعوب من خلال دمج الجانب العقلي والعاطفي، حيث يقضون 80% من وقتهم بالتفكير العقلاني والاستماع لمطالب وتطلعات الشعوب، إلى جانب مدخلات ومخرجات المؤشرات التقليدية بنسبة 20%».

وحدد بول دولان، أستاذ العلوم السلوكية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، خلال الجلسة الرابعة بعنوان «الاستقرار والحوكمة.. نظرة حول العقد المقبل»، خمسة خطوات ستؤثر على وضع السياسات وأنظمة الحوكمة في المستقبل، بهدف تحقيق الاستقرار، وتشمل: التقبّل، والموازنة بين الأفضل والمناسب، ووضع قائمة مهام للتنفيذ، والتنوع، والتقييم.

وقال «يعد الجانب الأخلاقي واحداً من الأمور المهمة لدى الأفراد بوضع السياسات، في ظل السيل الهائل من البيانات الذي نجمعه بشكل مستمر». وتبحث القمة العالمية للحكومات 2023، أهم التوجهات العالمية في عدد من القطاعات الحيوية التي تسهم في تعزيز الخطط لبدء عقد حكومي جديد، ووضع سياسات واستراتيجيات وخطط مستقبلية تعزز جاهزية الحكومات ومرونتها للمرحلة التالية من التطور، ويتم تنظيم هذه المنتديات بالشراكة مع عدد من المنظمات الدولية، والمؤسسات التكنولوجية العالمية، والشركات الرائدة.