دينا جوني (دبي)  

قال جيف ماغيونكالدا الرئيس التنفيذي للمنصة التعليمية «كورسيرا» إن التغيير المقبل في التعليم سيكون مدهشاً وسيتحقق من خلال منصة الذكاء الاصطناعي الجديدة «شاتبوت»، التي تقلّد عمل العقل في الجزء الخاص باللغة. 
وقال: إنه على الرغم من صعوبة تحديد تأثير تلك التقنية الجديدة، إلا أنها من دون شك ستكون عنصراً مساعداً وقوياً في العملية التعليمية، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن «كورسيرا» بدأت بالفعل في تكييف دوراتها التعليمية لتواكب التغيير المقبل في التعلّم التفاعلي، وهي تتجه لترجمة جميع دوراتها إلى كل لغات العالم باستخدام «شاتبوت».
وأعلن ماغيونكالدا خلال جلسة كيف تطور التكنولوجيا مخرجات التعليم؟ عن توقيع اتفاقية مع وزير التربية والتعليم معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي أمس على هامش القمة العالمية للحكومات، تحقيقاً لتكيّف الأنظمة التعليمية التقليدية ومؤسسات التعليم العالي مع التطورات الحاصلة في القطاع، وذلك من خلال دمج منصات التعلّم ضمن الأنظمة الأكاديمية الصارمة. وقال: إن الإمارات في العام 2019 احتلت المرتبة الـ39 في محور التعلّم في المؤسسات، وهي اليوم تحتل المرتبة الأولى، مشيراً إلى أن الإنجازات المتواصلة للدولة تتحقق من خلال أربعة عناصر هي الرؤية والعمل والتطبيق والموارد المالية. 
وعن مسار التطور في كورسيرا، قال: إن المنصة كونها شركة ناشئة كان عليها استغلال الفرص المناسبة لتحقيق القفزة النوعية، وذلك بعد سنوات من التجريب والتعلّم من الأخطاء. وأضاف: أن جائحة «كورونا» شكّلت تلك الفرصة التي أسهمت في تحقيق النمو والانتشار الكبير للشركة، لافتاً أن التغيير المقبل سيكون مبنياً على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر «شاتبوت».
وأكد أن التغيير المقبل في شكل التعليم في كورسيرا، والذي سيكون كبيراً ومدهشاً، يحتاج أيضاً إلى دورة جديدة من التجريب والفشل والتعلّم من الأخطاء للتمكّن من رؤية المسار الصحيح. 
وقال: إن المؤسسات بإمكانها أن تكون في صلب تلك التغييرات من خلال تبني اتجاه تعلّم وتنمية مهارات موظفيها، لافتاً أن ذلك وإن كان مساهماً في تحقيق سياسات المؤسسات والحكومات وتحقيق المزيد من الأرباح، إلا أنه يعني بالنسبة لكورسيرا، تلبية احتياجات المجتمع والمتعلمين.

إيجابي
وشرح ماغيونكالدا أن «كورسيرا» بدأت بمحاول تحويل التعليم عبر منصتها إلى «إيجابي» و«تفاعلي»، وسيسمح بتجربة تعليم مختلفة تعزز من وصول الطلاب إلي التعلّم النوعي الذي يقدّم تحليلاً دقيقاً لتطور المتعلّم. وقال إن التكنولوجيا الآلية في اللغات التي تقدمها «شاتبوت» جعلتنا نتجه إلى ترجمة جميع الدورات إلى كل لغات العالم. 
وقال: إن هدف كورسيرا أن تجمع أفضل المعلمين في العالم في منصة واحدة، مؤكداً أن «شاتبوت» ستعزز من العملية التعليمية لكنه لن يكون أفضل من المعلم، الذي يزرع الثقة في نفوس المتعلمين ويشجعهم على المضي قدماً. واعتبر أن عولمة المواهب هي أبرز ما نتج عن جائحة كورونا، مما أسهم في تعزيز التعلّم عن بُعد، والعمل عن بُعد أيضاً والذي يشكّل ميزة اقتصادية للشركات ومنها «كورسيرا»، التي يعمل معها أفراد من مختلف أنحاء العالم. 
لكنه أشار أن أكثر ما يقلقه من الانتشار السريع والكبير لتطبيق «شاتبوت» والذي لامس الـ100 مليون مستخدم خلال شهر واحد فقط من إطلاقه، هو نوع وحجم الوظائف التي ستتأثر، منبّهاً في الوقت نفسه أن الأفراد سيكونون عرضة للتلاعب بصحة المعلومات، إذا ما ترك الأمر تماماً للتكنولوجيا في التفكير واتخاذ القرار. 
أما عن أثر غياب التفاعل البشري بالنسبة للجيل الجديد من الأطفال، أكد أنه سلبياً والدليل ارتفاع مستويات القلق واليأس والانتحار بين صفوف الطلبة خلال وعقب جائحة كورونا. وأشار أنه لن يضع اللوم على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن العيش في عالم الإنترنت أمر سلبي والجانب البشري لا يمكن استبداله.