دبي (الاتحاد) 

 توج معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم، الفائزين بلقب العالم الإماراتي الشاب، وذلك خلال حفل ختام فعاليات المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار. وحصد اللقب للعام 2023 الطلاب، وهم راكان رأفت العمري، وأحمد عوض المهيري، وعبد الله ثاني الزفين من مدرسة دبي الوطنية – البرشاء، عن مشروع كرسي متحرك متكيف لجميع التضاريس للرياضيين من أصحاب الهمم.
وأسدل الستار يوم أمس، على جدول أعمال المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار في نسخته السادسة الذي استمر لخمسة أيام متواصلة، وأقيم تحت شعار بالمعرفة نتخطى كل الحدود، وذلك في الآرينا بمدينة الفستيفال بدبي، بالتزامن مع انطلاق شهر الابتكار في الإمارات.
وفاز بالمركز الثاني في مسابقة الإمارات للعالم الشاب، الطالبات، ميرا أسامة الكحالة، وشما خالد السويدي، وميثاء سعيد المنصوري من مدرسة دبي الوطنية – البرشاء، عن مشروع ملء الفجوة.. حل عبر الأجيال يقصر المسافات بين كبار السن والشباب. وتوجت مدرست دبي الوطنية –البرشاء، كأفضل مدرسة مشاركة، كما تم خلال الحفل تكريم الطلبة المشاركين والفائزين في مسابقات المهرجان العلمية بمختلف أقسامها وفئاتها. 
وشهد حفل الختام، معالي الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم، والدكتور حسان المهيري الوكيل المساعد لقطاع المناهج في وزارة التربية والتعليم، والدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، الوكيل المساعد لقطاع الرعاية وبناء القدرات، والدكتورة بشرى عبدالله الملا، مدير عام هيئة الرعاية الأسرية، والدكتور غالب الحضرمي البريكي مدير جامعة الإمارات بالإنابة، والدكتورعيسى محمد البستكي رئيس جامعة دبي، والدكتورة فريدة الحوسني المدير التنفيذي لقطاع الأمراض المعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة.

وتهدف وزارة التربية والتعليم من تنظيم المهرجان بصفة دورية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، تتمثل في ترسيخ العلوم والتكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال في دولة الإمارات عبر إطلاق وتنفيذ مبادرات مبتكرة ونوعية في هذه المجالات، وتعزيز الشغف بها لدى الطلبة والعاملين في المجال التربوي ومختلف شرائح المجتمع.
وشهد المهرجان في نسخته الحالية، حضوراً مجتمعياً كبيراً، وسط منافسات نوعية بين الطلبة المشاركين، وتقديم مشاريع ابتكارية واعدة، حيث بلغ عدد الطلبة المشاركين 418 طالباً وطالبة، ينتمون إلى 4475 مدرسة على مستوى الدولة، بواقع 2274 مشروعاً، وتأهل منها 100 مشروع، و222 طالباً وطالبة من 38 مدرسة، فيما بلغ عدد الطلبة المشاركين في المهرجان خلال 5 سنوات، 18597 طالباً وطالبة، ووصل عدد المدارس خلال الفترة ذاتها إلى 1728 مدرسة على مستوى الدولة، و8656 مشروعاً، بينما تأهل منها 654 مشروعاً.
وفي مستهل حفل الختام، ألقت الدكتورة الشامسي كلمة أكدت فيها أن دولة الإمارات أصبحت موطن الريادة والابتكار، وقبلة للمواهب والباحثين عن التميز والإنجاز، وهذا أساسه رؤية القيادة الرشيدة التي آمنت بقدرات الشباب وراهنت عليها، ورسخت لدولة فتية تعانق المريخ.
وقالت: إن الأحلام في دولة الإمارات تصبح حقيقية، وذلك لأنه لا يوجد في قاموس الإمارات كلمة مستحيل، ولأن الشغف والطموح هما المفردتان اللتان تدفعنا إلى بذل الجهد والاخلاص في العمل من أجل ريادة المستقبل، وتحقيق المزيد من المكتسبات الوطنية.

وباركت للطلبة الفائزين، الذين اجتهدوا وأصروا على التميز وواصلوا الليل بالنهار، لكي يثمر حلمهم نجاحاً وفوزاً مستحقاً، مؤكدة أن وزارة التربية والتعليم ستظل تدعم التميز وتمهيد الطريق لجيل من العلماء والنوابغ، وتمكين الطلبة ليقودوا زمام المستقبل لأنهم رهان الغد الذي نعول عليه في تنافسية الإمارات وريادتها على خريطة العالم في شتى مؤشرات التقدم والرفعة.
ويوفر المهرجان كل عام، بيئة جاذبة لكل من المتعلمين والمعلمين، تعزز شغفهم بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال، وتطور مهاراتهم البحثية وقدراتهم في مختلف مجالات ريادة الأعمال مما يسهم في تأهيلهم للمهن المستقبلية ويمكنهم من الانطلاق في عالم ريادة الأعمال ويُتيح لمواهبهم ومعارفهم الجديدة وابتكاراتهم أن تضيف إلى التنمية الاقتصادية والمستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة حيث إن الابتكار والبحث العلمي والعلوم والتكنولوجيا وريادة الأعمال تشكل ركائز الاقتصاد القائم التنافسي المستدام على المعرفة والإنتاجية العالية والذي يقوده رواد الأعمال في بيئة مواتية للأعمال التجارية. 
ويشتمل المهرجان على عدة أقسام رئيسة، أبرزها معرض المشاريع البحثية العلمية المتأهلة في مسابقة الإمارات للعالم الشاب، ومختبر الابتكار الذي يشتمل على مسابقة رواد الأعمال الصغار ومسابقة رائد الأعمال القادم، ومؤتمر عالمي المستوى، ومهرجان عائلي يعزز التوعية المجتمعية بأهمية العلوم والتكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال ضمن أجواء عائلية تجمع ما بين التعلم والمرح والترفيه.

الطالب راكان طوّر كرسيه المتحرك فأوصله إلى جائزة «الإمارات للعالم الشاب»
في 10يناير 2020، أحسّ الطالب الرياضي راكان العمري وكأن جبلاً وقع على ظهره فقصمه، غاب عن الوعي ليستيقظ في المستشفى محاطاً بأفراد عائلته التي غلّف الهمّ وجههم، تتوسطهم والدته راوية التي حاولت جاهدة كبت دموعها أمام ولدها المطروح على سرير المستشفى. 
كسر في العامود الفقري، هي النتيجة التي أظهرتها صور الأشعة السينية. وهو كسر كاد أن يتحول إلى قطع كامل للعامود الفقري، تسبّبه جدار خشبي وقع على ظهر راكان. بعد ثلاث سنوات من ذاك اليوم المشؤوم، اعتلى راكان وصديقاه أحمد المهيري وعبد الله ثاني الزفين من مدرسة دبي الوطنية في البرشاء، مسرح الأرينا في الفستيفال سيتي ليستلم جائزة الإمارات للعالم الشاب 2022-2023. 
في حديث معه خلال مشاركته في مهرجان العلوم للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، قال راكان: إن الحادث مثّل نقطة تحول في حياته وحياة جميع أفراد عائلته، فقد غيرّ الحادث قدرته على القيام بأبسط الأمور الحياتية بعد أن تعرّض لشلل أقعده على كرسي متحرك، ما منعه من ممارسة هوايته المفضّلة وشغفه في الحياة وهو الرياضة.
قال: إنه في البداية، بدا الكرسي المتحرك قبيحاً ويشكّل عبئاً كبيراً، كما كان يقيد أفكاره ومشاعره. إلا أنه بفضل دعم عائلته ومدرسته وأصدقائه، اتخذ قراراً بأن هذا الكرسي المتحرك يجب أن يحمله إلى مرحلة مختلفة من الحياة، بعد أن يحوّله من عقبة حقيقية إلى مفتاح للفرص وتحقيق الأحلام.
وبالفعل، بدأ الحلم يتحقق مع تشكيل فريق مع زملائه للعمل على فكرة مشروع الكرسي المتحرك متعدد الاستخدامات لمختلف الرياضات والتضاريس.  يعمل الكرسي المتحرك على تحسين نوعية المشاركة الاجتماعية والتنقل لأصحاب الهمم ذوي التحديات الجسدية، وسيمنحهم مرونة الحركة الكاملة على الطرق الوعرة وعلى الشواطئ ومناطق التخييم، وسيسمح لهم أيضاً بممارسة أنواع مختلفة من الألعاب الرياضية باستخدام الكرسي نفسه.
وشرح الطالبان المهيري والزفين ومنسقة المشروع نفيسة الجبان عن مميزات الكرسي المتحرك، وهي أنه يتكيف مع الأنشطة الرياضية المختلفة ومصمم ليكون لديه محور ممتد يقوم بثني العجلات بزوايا مختلفة للحفاظ على نطاق واسع لمركز الكتلة وتحقيق التوازن الآمن للكرسي المتحرك خلال ممارسة الأنشطة المختلفة، بالإضافة إلى درع قابل للتمدد في الجزء السفلي للحماية من الاصطدام خلال الحركة. 
كما يكتشف الكرسي وضعية الجلوس الخاطئة وينبّه المستخدم من خلال وسادة ذكية مبرمجة لإصلاح وضعية الجلوس. ويساعد ذلك بفضل مستشعرات الضغط، على الحدّ من خطر الإصابة بالتقرحات الجلدية ومشاكل انحناء العمود الفقري. 
وقالا: إن الكرسي يتمتع بخاصية إضافة أجهزة إلكترونية مثل الدراجات الذكية لجعلها أكثر ملاءمة للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في استخدام أيديهم أو الاستمتاع بحركة أسرع.
ولفتا إلى أنه يمكن تفعيل جميع الميزات عبر تطبيق إلكتروني باستخدام تقنية البلوتوث من خلال معالج، أردوينو، متصل بالكرسي المتحرك. 
 وشرح العمري أنه من أهم الأهداف المستقبلية لهذا المشروع، هو استخدام تطبيق ذكي عبر الهاتف المتحرك للتحكم في جميع مميزات الكرسي المتحرك بما في ذلك وظيفة الوسادة الذكية وحركة المحور، وإضافة ميزة الكرسي الذي يستخدم للوقوف للمصابين بالشلل النصفي، وكذلك إضافة محركين صغيرين داخل المحور لإضافة ميزة التسارع الآلي.