أضاءت دولة الإمارات مجموعة من معالمها دعماً لليوم العالمي الرابع للأمراض المدارية المهملة، المناسبة السنوية الهادفة إلى حشد دعم المجتمع الدولي للقضاء على تلك الأمراض التي تؤثر على حوالي 1.7 مليار شخص حول العالم.

وبهذه المناسبة، تمت إضاءة سبعة عشر مبنى ومعلماً في كل من أبوظبي ودبي باللونين البرتقالي والبنفسجي، وهما اللونان الرسميان لليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي حول هذه الأمراض، وتأكيد التزام دولة الإمارات بالقضاء على تلك الأمراض الخطيرة. شملت قائمة المعالم المشاركة كلًا من بلدية أبوظبي، وسوق أبوظبي العالمي، ومركز أبوظبي الوطني للمعارض، ومقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وبلدية العين، وبرج العين، وبرواز دبي، وقصر الإمارات، والاتحاد أرينا، والقرية العالمية بدبي، وجامعة خليفة، ومارينا مول أبوظبي، ومكتبة محمد بن راشد، ومقر شركة مبادلة، وبرج الشمس في حلبة مرسى ياس، وجسر الشيخ زايد، وفندق دبليو أبوظبي.

جدير بالذكر أن الأمراض المدارية المهملة هي مجموعة من الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها وعلاجها، إلا أنها ما زالت تصيب شخصاً من بين كل خمسة أشخاص حول العالم - بما فيهم مليار طفل.. وهناك 20 مرضاً ومجموعة من الأمراض التي تندرج تحت مصطلح الأمراض المدارية المهملة وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، منها العمى النهري والجذام ووداء الفيلاريات اللمفي، ومرض دودة غينيا، وداء الكلب. ويعاني المرضى المصابون بالأمراض المدارية المهملة من وطأتها الشديدة، فهي منهكة للجسد قادرة على خلق الإعاقات والتسبب بالعمى، وقد تكون قاتلة في بعض الحالات.

وتؤثر هذه الأمراض على الأشخاص الذين يعيشون في فقر وضمن المجتمعات النائية ذات الموارد المتدنية وتضع معظم الأسر بحالة مستمرة من العجز والفقر، ما يكلف الدول النامية خسائر تصل إلى مليارات الدولارات سنوياً.. فيما تتحمل أفريقيا ما يقرب من 40% من العبء العالمي للأمراض المدارية المهملة. وتلعب جهود التوعية والتأييد مثل اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة دوراً هماً في ضمان استمرار الزخم وصولاً إلى تحقيق الهدف العالمي بالقضاء على تلك الأمراض، وفقاً لما ورد في خريطة الطريق لمنظمة الصحة العالمية لعام 2030 فيما يتعلق بالقضاء على الأمراض المدارية المهملة.

وقد أُطلق اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة في عام 2019 بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله واعتمدته منظمة الصحة العالمية رسمياً عام 2020 بفضل جهود دولة الإمارات والشركاء الملتزمين.

واحتفاءً بهذا اليوم، استضافت حلبة مرسى ياس فعالية «سباق الميل الأخير للمشي وركوب الدراجة» للقضاء على الأمراض المدارية المهملة بالشراكة مع حملة مدى، وهي مبادرة بقيادة دولة الإمارات تهدف إلى جمع التمويل اللازم لدعم جهود القضاء على اثنين من الأمراض المدارية المهملة، وهما العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي.

شهدت الفعالية مشاركة أكثر من 900 شخص ممن قدموا إلى حلبة مرسى ياس لإبداء الدعم والمساعدة في رفع مستوى الوعي بالأمراض المدارية المهملة وبالمجتمعات الضعيفة التي ترزح تحت وطأتها. ودعت الفعالية المشاركين إلى ركوب الدراجات أو السير لقطع «الميل الأخير» - وهو مصطلح تبنّاه قطاع الرعاية الصحية على الصعيد العالمي للإشارة إلى المجتمعات السكانية التي يصعب وصول الخدمات إليها.

فهذه المجتمعات الريفية والنائية، غالباً ما تعاني من الفقر وضعف أو انعدام البنية التحتية والمياه النظيفة والخدمات الصحية، لتكون المرحلة الأخيرة والأصعب في القضاء على هذه الأمراض. وتتجه عائدات الفعالية لدعم صندوق بلوغ الميل الأخير والذي يهدف إلى القضاء على مرضيّ العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وقد أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الصندوق عام 2017 بالتعاون مع عدد من الجهات المانحة مثل مؤسسة بيل ومليندا غيتس، ومؤسسة إلما الخيرية ومؤسسة هلمسلي الخيرية، وهو عبارة عن مبادرة بقيمة 100 مليون دولار لمدة عشر سنوات يديرها صندوق إنهاء الأمراض المدارية المهملة (END Fund)، وهو الجهة الخيرية الرائدة المعنية بالقضاء على الأمراض المدارية المهملة.