منى الحمودي (أبوظبي) 

تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة على مدار أكثر من 30 عاماً التزامها بمكافحة الأمراض المدارية المهملة، بدءاً من عام 1990 الذي بادر فيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- بدعم الجهود الرامية للقضاء عليها من خلال تبرعه بمبلغ 5.77 مليون دولار إلى مركز «كارتر»، دعماً منه لجهود استئصال مرض دودة «غينيا» وهو أحد الأمراض المدارية المهملة. واستمرت بعد هذه المنحة السخية جهود دولة الإمارات وتأكيد التزامها بالقضاء على الأمراض المدارية المهملة والعمل بشكل وثيق مع الجهات والمنظمات الداعمة لهذه المساعي.
وتشارك دولة الإمارات احتفاء العالم باليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة الذي يصادف الـ30 من شهر يناير من كل عام، بهدف التوعية والتعاون وتحفيز مجتمع الصحة العالمي وتعزيز الجهود للقضاء على هذه الأمراض حول العالم من خلال إشراك أفراد المجتمع بأهمية بذل الجهود للقضاء عليها تماماً، وذلك بمشاركة أكثر من 360 منظمة من 61 دولة تتعاون لوضع نهاية للأمراض المدارية المهملة التي تؤثر على حياة أكثر من 1.7 مليار نسمة يعيشون في المجتمعات الأكثر فقراً في أنحاء المعمورة.
ويعد اعتراف منظمة الصحة العالمية الرسمي باليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة، تتويجا لجهود دولة الإمارات وشركائها، وتستمر الجهود المبذولة لدعم اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة وتواصل مسيرة دولة الإمارات وريادتها فيما يتعلق بقضايا الصحة العالمية، وهي جزء من مبادرة بلوغ الميل الأخير للقضاء على الأمراض.

جهود عالمية
وأحرزت الجهود العالمية للقضاء على الأمراض المدارية المهملة، تقدماً كبيراً خلال السنوات الماضية، وذلك منذ إعلان لندن التاريخي لعام 2012 بشأن الأمراض المدارية المهملة، والذي وحد كلمة الشركاء من مختلف القطاعات والدول والمؤسسات من أجل زيادة الاستثمار والجهود لمكافحة الأمراض المدارية المهملة. وتعتبر دولة الإمارات من الدول الرائدة في دعم هذه الجهود وسجلت إرثاً غنياً في الشراكة مع المؤسسات الدولية والعمل مع الحكومات للقضاء على الأمراض المدارية المهملة. ومنذ تبرع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه إلى مركز كارتر، حيث نجحت الشراكة التي امتدت لعقود مع مركز كارتر في منع 80 مليون حالة إصابة بمرض دودة غينيا، ويسير العمل على الطريق الصحيح ليصبح المرض أول مرض يتم استئصاله دون استخدام لقاحات أو أدوية. وتم ترسيخ هذا الالتزام تجاه مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة في عام 2017 من خلال صندوق بلوغ الميل الأخير- وهي مبادرة مدتها 10 سنوات بقيمة 100 مليون دولار أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- بدعم من مؤسسة بيل وميليندا جيتس ومختلف الشركاء عام 2017.
ويهدف صندوق بلوغ الميل الأخير الذي يديره صندوق استئصال الأمراض المدارية المهملة END، إلى تمهيد الطريق للقضاء على داء العمى النهري (المعروف أيضًا باسم داء كلابية الذنب) من خلال البناء على النجاحات السابقة، واستكمال الجهود الجارية، وتقليل البصمة العالمية للمرض. وتضم مبادرة بلوغ الميل الأخير مجموعة من البرامج الصحية العالمية التي تعمل على التخلص من الأمراض، وهي تستند إلى التزام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتؤكد التزام الإمارات بالقضاء على الأمراض المدارية المهملة من خلال وضعها على رأس جدول الأعمال، والمحافظة على التقدم المحرز، وتعزيز التمويل، والعمل بشكل وثيق مع الشركاء العالميين والمبادرات متعددة الأطراف لحشد الدعم والتمويل.

170 ألف حالة وفاة سنوياً
يُعد مصطلح «الأمراض المدارية المهملة» مصطلحاً شاملاً لوصف مجموعة من 20 مرضاً منقولاً من الممكن الوقاية منها ومعالجتها، وتسبب هذه الأمراض تحديات صحية، وإعاقات، وتشوهات وتصيب ضحاياها بالعمى في بعض الأحيان، كما تشكل تهديداً لمستقبلهم على المستوى البدني، والاقتصادي، والاجتماعي. حيث أنها تصيب واحدا من كل ستة أشخاص في العالم.
وأحرز العالم تقدماً هائلاً في مكافحة الأمراض المدارية المهملة، وهناك مئات ملايين الناس اليوم لم يعودوا بحاجة إلى علاج للأمراض المدارية المهملة، وثمة دول عديدة تمكنت من التخلص من هذه الأمراض التي كانت منتشرة منذ آلاف السنين، لكن هذا التقدم المحرز لم يكن متساوياً، وهناك عدد كبير من الناس ما زالوا متأثرين بالأمراض المدارية المهملة، وخاصة من يعيشون في ظروف من الفقر الشديد، وفي أماكن نائية، ولا يستطيعون الحصول على احتياجاتهم الأساسية، مثل المياه النظيفة.
وتعد الأمراض المدارية المهملة مسؤولة عن 170 ألف حالة وفاة سنوياً، وهو أمر يمكن تجنبه والوقاية منه، من خلال توفير سبل الوقاية والعلاجات بشكل مبكر، وذلك لتجنب التبعات على مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، كون أن هذه الأمراض سبباً في خلق حلقة الفقر للأسر التي تبقى في معزل عن سوق العمل وعجز أطفالها عن الانضمام للمدارس وتلقي التعليم المناسب لهم. وتسعى جهود القضاء على الأمراض المدارية المهملة لتوفير طرق علاج فعالة للمجتمعات التي تهددها الأمراض المدارية المهملة، عن طريق تزويدهم بالأدوية الوقائية لتجنيبهم الإصابة بالإعاقات الدائمة المدمرة لرب الأسرة مثل فقدان البصر أو التشوهات.

صندوق بلوغ الميل الأخير 
صندوق بلوغ الميل الأخير الذي يديره صندوق إنهاء الأمراض المهملة END Fund، هو عبارة عن مبادرة ممتدة على مدار 10 سنوات بقيمة 100 مليون دولار أميركي تم إطلاقها في عام 2017 من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وبدعم من مؤسسة «بيل وميليندا غيتس» ووزارة التنمية الدولية بالمملكة المتحدة ومؤسسة إلما الخيرية.
ويركز الصندوق على القضاء على العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوية، وداء دودة غينيا، والملاريا، في عدة دول، وذلك من خلال العمل بالشراكة مع الحكومات المحلية ومنظمة الصحة العالمية، حيث يدعم صندوق بلوغ الميل الأخير عملية تقديم الأدوية على نطاق واسع، ويعمل مع شركات الأدوية لتوفير الأدوية للوقاية والعلاج مجاناً. 
كما يدعم الصندوق رسم الخرائط المعنية بجهود القضاء على الأمراض، وتدريب فنيو الدمختبرات، وغيرها من جهود المساعدة التقنية وبناء القدرات. ويؤمن الصندوق الوقاية والعلاجات في 7 دول في أفريقيا والشرق الأوسط هي: تشاد وإثيوبيا ومالي والنيجر والسنغال والسودان واليمن، وفي 2018، وفّر صندوق بلوغ الميل الأخير أكثر من 13.5 مليون علاج لداء العمى النهري وداء الفيل، ودرّب 76 ألف عامل في قطاع الرعاية الصحية للمساعدة في توسعة نطاق العلاج والحملة.

علاجات ورعاية وقائية لتحسين حياة الملايين 
كان للتعاون بين دولة الإمارات والشركاء العالميين دور في تحقيق العديد من المبادرات الصحية العالمية والكثير من الإنجازات والنجاحات التي ساهمت في تحسين حياة مئات الملايين من الأسر في مختلف مناطق العالم، ويأتي إعلان النيجر عن استكمال التقييمات اللازمة للمصادقة على وقف سريان «العمى النهري» أحد أبرز الإنجازات في مكافحة الأمراض المدارية المهملة، والتي كان لدولة الإمارات الدور والدعم الكبير لتحقيقها. 
وتضم مبادرة بلوغ الميل الأخير مجموعة من البرامج الصحية العالمية التي تعمل على التخلص من الأمراض المعدية، وتستند إلى التزام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» بمواصلة دعم هذه الجهود.
وتوفر المبادرة العلاج والرعاية الوقائية في المجتمعات التي تفتقر إلى إمكانية الحصول على الخدمات الصحية ذات الجودة العالية، مع التركيز خاصة على بلوغ الميل الأخير في القضاء على الأمراض.. وتمثل رسالة «بلوغ الميل الأخير» التزام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها وتؤثر على أفقر سكان العالم والمجتمعات الأكثر هشاشة فيه، إضافة إلى مساعدة ملايين الأطفال والبالغين على عيش حياة صحية بكرامة.

دودة غينيا
مرض دودة غينيا، يؤدي إلى إعاقة الأشخاص لعدة أشهر، وتركهم غير قادرين على رعاية أنفسهم، أو العمل، أو زراعة الطعام لعائلاتهم، أو الذهاب إلى المدرسة.
ورغم عدم وجود دواء للوقاية من مرض دودة غينيا أو علاجه، إلا أنه من الممكن صدّه من خلال التدخلات المجتمعية وترشيح مياه الشرب.
 ويوشك أن يصبح المرض الثاني الذي يتم القضاء عليه في تاريخ البشرية، وسيكون المرض الوحيد الذي سيتم القضاء عليه دون استخدام العقاقير الطبية أو اللقاحات.
 ولا يزال المرض مستوطناً في 5 بلدان هي أنغولا وتشاد وجنوب السودان ومالي وإثيوبيا.

الخدمات الصحية والرعاية الوقائية
توفر المبادرة العلاج والرعاية الوقائية في المجتمعات التي تفتقر إلى إمكانية الحصول على الخدمات الصحية ذات الجودة العالية، مع التركيز خصوصاً على بلوغ الميل الأخير في القضاء على الأمراض. وتمثل رسالة «بلوغ الميل الأخير» التزام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- في القضاء على الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها وتؤثر على أفقر سكان العالم والمجتمعات الأكثر هشاشة فيه إضافة إلى مساعدة ملايين الأطفال والبالغين على عيش حياة صحية بكرامة. 

العمى النهري
العمى النهري (الذي يعرف أيضاً بداء كلابية الذنب (الأنكوسركية)) هو عدوى طفيلية تصيب العين والجلد تسببها الديدان الطفيلية
 وينتقل المرض عن طريق اللدغات المتكررة للذباب الأسود الذي يحمل الطفيل الذي يعيش على ضفاف الأنهار والجداول سريعة التدفق.
كما يعاني العديد من الأشخاص من حكة وتشققات وعقيدات جلدية، وضعف في الرؤية. وفي حال تُرك المرض دون علاج، فإن الحكة الشديدة قد تؤدي إلى الإصابة بجروح والتهابات بكتيرية تصيب البشرة بالخشونة وتؤدي إلى فقدان صبغة الجلد بشكل جزئي.
وتتطور حالة العمى بعد الإصابات الشديدة، وغالباً بين الأفراد الذين تتزايد أعمارهم عن 30 سنة.
 ويحتاج أكثر من 200 مليون إنسان في 31 دولة حول العالم إلى علاج لداء العمى النهري، غالبيتهم في قارّة أفريقيا.
و98 مليون شخص معرض للإصابة بداء العمى النهري
وتبلغ التكلفة السنوية نحو مليار دولار لداء العمى النهري في اقتصادات البلدان المتأثرة بالداء

داء الفيل
داء الفيلاريات اللمفي - المعروف أيضًا باسم داء الفيل - هو مرض ينتقل عن طريق البعوض وتسببه الديدان الطفيلية ويصيب الجهاز الليمفاوي البشري بالأذى
ويمكن أن يتسبب المرض في حدوث تورم شديد في الأطراف السفلية (الوذمة اللمفية)، والذي قد تصاحبه نوبات حمى مؤلمة.
 ويتعرض الأشخاص المصابون بداء الفيل لخطر الإصابة بالتهابات بكتيرية قد تحد من الحركة بسبب زيادة سماكة الجلد وجفافه وتشققه
ويواجه أكثر من 850 مليون شخص خطر الإصابة بداء الفيلاريات اللمفي، أغلبهم في آسيا وأفريقيا وغرب المحيط الهادئ وأجزاء من الكاريبي وأمريكا الجنوبية.

شلل الأطفال
شلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يسببه فيروس شلل الأطفال. 
ويصيب هذا المرض الأطفال الصغار بشكل أساسي ويمكن أن يسبب الشلل في بعض الحالات.
ولا يوجد علاج لشلل الأطفال ولكن يمكن الوقاية منه بالتطعيم.
ولا يزال المرض حتى الآن متفشياً في دولتين فقط – باكستان وأفغانستان، مع تشخيص تسع حالات إصابة بشلل الأطفال في الموزمبيق في عام 2022. 
 200.000 إصابة جديدة..قد تنتج سنوياً بمرض شلل الأطفال على مدى 10 سنوات إذا أخفقنا في القضاء على شلل الأطفال من الدول الثلاث الأخيرة التي لا يزال يستوطن فيها الداء.