أبوظبي (الاتحاد)
تفقد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، مستجدات سير عمل مشروع تطوير منطقة «قدفع» بالفجيرة والذي أطلقه مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، كأول مشاريع «قرى الإمارات»، وذلك خلال زيارة ميدانية لسموه لموقع المشروع.واطلع سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان خلال الجولة على المخططات لمشروع منطقة «قدفع»، وسير العمليات الإنشائية والتطويرية وما تم إنجازه، حيث شدد سموه على أهمية هذا المشروع تنموياً وسياحياً، وأهمية تضافر كافة الجهود، وضمان التعاون الوثيق بين جميع الجهات الحكومية المعنية بالمشروع، فضلاً عن دعم المشاركة المجتمعية الفاعلة، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، لضمان تحقيق مستهدفاته الاستراتيجية.
وأعرب سموه عن شكره لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة؛ لتوفير جميع التسهيلات لبدء العمل في أول قرية ضمن المشروع الوطني، كما أثنى سموه خلال الزيارة على الجهود المبذولة من فرق عمل المؤسسات والجهات في الإمارة.
رافق سموه في الزيارة التفقدية راشد سعيد العامري وكيل قطاع الشؤون الحكومية بديوان الرئاسة، والمهندس محمد سيف الأفخم، مدير عام بلدية الفجيرة، وشادي ملك الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات، وسعيد الزعابي عضو مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، وأحمد الشامسي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات، ومحمد الكعبي أمين عام مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، إلى جانب فريق العمل.
تنمية المقومات السياحية
تهدف خطة تطوير منطقة قدفع إلى جذب 100 ألف سائح سنوياً من خلال تنمية المقومات السياحية والتعريف بالإمكانات المميزة التي تحظى بها المنطقة لتعزيز موقعها كوجهة سياحية. كما تعمل الخطة على إطلاق 50 مشروعاً تنموياً لشباب المنطقة، فضلاً عن تدريب 200 شاب وشابة في مختلف المجالات والقطاعات، بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الشركاء الاستراتيجيين من القطاعين العام والخاص.
وتعتمد آلية العمل في المشروع على 5 مسارات، تتضمن تطوير مشاريع تنموية، وتنسيق وتجميل المنطقة، والتوعية بالبعد التاريخي والأثري لها. كما تشمل المسارات التنموية إطلاق مشاريع لاستيعاب طاقات الشباب وإطلاق حملة إعلامية تسلط الضوء على أهم المرافق والمقومات التي تمتلكها المنطقة، بما يعزز تواجدها على خريطة السياحة الداخلية في الدولة.
منهجية مبتكرة
يعدّ مشروع تطوير منطقة «قدفع» التابعة لإمارة الفجيرة، أول مشاريع «قرى الإمارات»، التي تأتي ضمن استراتيجية مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة وجهوده الهادفة إلى تطوير المناطق البعيدة في الدولة عبر نموذج تنموي مستدام، بغية توفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين بوصفها أولوية لدى قيادة الإمارات لتعزيز الاستقرار الاجتماعي والارتقاء بمستويات المعيشة وجودة الحياة، من خلال منهجية مبتكرة تدعم خلق الاقتصادات المصغرة.
وتولي المسارات التنموية لخطة تطوير«قدفع» أهمية كبيرة للشباب عبر تقديم كل سبل الدعم لهم وتمكينهم من إطلاق طاقاتهم ورفع نسبة مشاركتهم في مختلف مسارات التنمية، ويشمل هذا المسار إنشاء المساحات التجارية وسوق محلي للمزارعين وتطوير طرق مبتكرة لتسويق المنتجات الزراعية لأهالي المنطقة في جميع إمارات الدولة ومدنها.
ويهدف المسار إلى توفير الدعم اللازم لتنشيط الأعمال التجارية وخلق الفرص المناسبة للأهالي في مختلف القطاعات الاقتصادية والسياحية. بالإضافة إلى خلق فرص استثمارية للقطاع الخاص باعتباره شريكاً أساسياً في مسيرة تنمية وتطوير المنطقة، لاسيما في القطاع السياحي الذي يحظى بإمكانات واعدة من شأنها جعل «قدفع» واحدة من أهم المراكز الجاذبة للسياحة الداخلية في الدولة.
وتعتمد الخطة على تمكين الشباب من خلال إتقان الحرف الزراعية في إطار السعي لتحقيق أفضل استفادة من الإمكانات الكبيرة للقطاع الزراعي في منطقة «قدفع»، حيث يسعى المشروع إلى ربطهم بالشركات والجهات المعنية بهدف مساعدتهم على تطوير أعمالهم.
كما يشتمل المسار على دعم أصحاب المزارع ودعم القطاع الخاص لإنشاء مصانع للتمور والتين، بما يسهم في خلق وظائف جديدة لأهالي المنطقة، ويعزز التعاون مع العديد من الشركات في الدولة لتدريب شباب المنطقة وتوفير فرص العمل لهم.وقد شهد المشروع توقيع اتفاقيات مع سبعة شركاء رئيسيين للمساهمة الاجتماعية في دعم المشروع ضمن أجندة الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات في دورتها الأخيرة، وتأتي المساهمات التي تتجاوز قيمتها 200 مليون درهم في إطار إشراك جميع القطاعات الحكومية والخاصة في تطوير الخدمات والمرافق في القرى وبما يسهم في جعلها وجهات سياحية وثقافية وتراثية توظف الطاقات البشرية والإمكانات الطبيعية التي تزخر بها كل منطقة.