دبي (الاتحاد)
تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، افتتح سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي لأمن المنافذ الحدودية، أمس، أعمال الدورة الثامنة لمنتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع الذي تنظمه هيئة الطرق والمواصلات بالتعاون مع معهد إدارة المشاريع، وهيئة كهرباء ومياه دبي، ودي بي ورلد، والمعهد العالمي للتعليم الشريك التعليمي، وذلك تحت شعار «تعزيز جودة الحياة».
وتستقطب الدورة الحالية للمنتدى أكثر من 2000 مشارك، و55 متحدثاً عالمياً وإقليمياً، من خلال 50 جلسة وحلقة نقاشية وكلمة رئيسة، تتناول العديد من المحاور المتعلقة بالاتجاهات المستقبلية في إدارة المشاريع، ودورها في تعزيز جودة الحياة للسكان والزوار.
وكان في استقبال سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم لدى وصوله قاعة أرينا بمدينة جميرا، معالي مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، وحضر حفل الافتتاح، عدد من أصحاب المعالي والسعادة رؤساء ومديري عموم الهيئات والدوائر الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، إلى جانب نخبة من الخبراء العالميين المتخصصين في مجال إدارة المشاريع.
وتابع سموه والحضور فيلماً قصيراً عن منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع، سلط الضوء على مسيرة البناء والتنمية في إمارة دبي، التي أصبحت إحدى أهم مراكز المال والأعمال، إضافة إلى مراحل تطور المنتدى، الذي نجح في ترسيخ مكانته باعتباره منصة عالمية، تستعرض أفضل الممارسات العالمية، والحلول المبدعة في مجال إدارة المشاريع، بمشاركة خبرات عالمية ذات رؤى وأفكار وإبداعات تساهم في التنفيذ الناجح للمشروعات الكبرى، حيث سجل المنتدى في دوراته السبع الماضية نجاحاً كبيراً من حيث حجم الحضور الذي تجاوز 11 ألف مشارك، من 45 دولة حول العالم، وشهد تنظيم أكثر من 180 جلسة نقاشية
ألقى الدكتور بيتر ديامانديس، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«إكس برايز»، الرائدة في مجال تصميم وإدارة المسابقات التحفيزية، خلال الافتتاح، الكلمة الرئيسة للمنتدى، تحدث فيها عن التقنيات المتسارعة الرئيسة التي تسهم في إحداث تحول في كافة القطاعات، ومنها التطور المتسارع والمستمر في قدرات الحواسيب، والاتصالات وتطور تقنيات شبكات الاتصال عبر الأقمار الصناعية G5 وG6، كما تطرق إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، وصعود نماذج (ChapGPT)، والتوجه نحو الذكاء الاصطناعي، وكذلك ظهور الروبوتات للتغلب على تحدي نقص العمالة الماهرة، كما تناولت الكلمة الاستخدامات الحديثة لتقنيات الحيوية في مجال تسلسل الجينوم في العلاج الجيني، ودور التقنيات الحديثة في تعزيز الحياة الصحية للإنسان.
تكريم الرعاة
كرّم سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، يرافقه معالي مطر الطاير، الشركاء المنظمين للمنتدى، وهم معهد إدارة المشاريع، وهيئة كهرباء ومياه دبي، ودي بي ورلد، كما كرّم سموه كلاً من مجموعة إينوك، ونخيل، عن فئة الراعي الاستراتيجي للمنتدى، وبلدية دبي، و«فامكو»، و«قطر للتأمين» عن فئة الراعي البلاتيني، ومجموعة اتصالات من «&e» و«شركه ويد آدمز للمقاولات ش.ذ.م.م» عن فئة الراعي الذهبي، و«خطيب وعلمي»، وشركة «سي دي ام سميث CDM »، و«دولار لتأجير السيارات»، عن فئة الراعي الفضي.
توقف سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، عند جدارية كبيرة، تضمنت صوراً لـ 15 مشروعاً بارزاً في دبي، مسجلة ضمن قائمة «غينيس» للأرقام القياسية.
كما تشمل الجدارية حقائق وأرقاماً عن مسيرة منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع في دوراته السبع الماضية، حيث بلغت أيام انعقاده 26 يوماً، حضرها 11000 شخص من 45 دولة، وتحدث خلاله 370 متحدثاً، ألقوا 30 كلمة رئيسة، وتضمن 26 جلسة نقاشية، و126 جلسة متزامنة، و10 ورش عمل، و33 دورة تدريبية تخصصية، و12 جلسة مغلقة، كما شهد المنتدى تنظيم 17 زيارة فنية، و16 حالة دراسة.
وتتضمن الدورة الثامنة للمنتدى، (35) جلسة، و(5) حلقات نقاشية، و(3) كلمات رئيسة، و(6) جلسات متزامنة، و(4) لقاءات حوارية، و(6) دورات متقدمة، و(6) زيارات ميدانية، وتستقطب هذه الدورة أكثر من 2000 مشارك، وتضم قائمة المتحدثين أكثر من 55 شخصية من الأسماء البارزة عالمياً ومحلياً، بزيادة 25% على الدورة الماضية للمنتدى، ويمثلون العديد من القطاعات الاقتصادية والتجارية.
ويتقدم المتحدثين معالي حصة بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، ومعالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ومعالي سعيد محمد الطاير العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي.
حضور عالمي
يشارك بالحديث خلال المنتدى: الدكتور بيتر ديامانديس، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«إكس برايز»، الرائدة في مجال تصميم وإدارة المسابقات التحفيزية، الحاصل على لقب أحد أفضل خمسين شخصية قيادية في العالم وفق تصنيف مجلة «فورتشن»، والبروفيسور جيريمي بايلينسون، المدير المؤسس لمختبر التفاعل البشري الافتراضي في جامعة ستانفورد، وأنطونيو نيتو رودريغيز المتخصص في القيادة الفكرية، وهو مؤلف وأستاذ جامعي في تنفيذ المشاريع والاستراتيجيات، وجينيفر ثارب، رئيسة مجلس الإدارة في معهد إدارة المشاريع، وعضو مجلس إدارة قانوني، والدكتور جون أوشيا، كبير الخبراء التقنيين في شركة ديل للتكنولوجيا، ومارغا هوك، مؤلّفة في مجال الأعمال التجارية والاستدامة، والبروفيسور كارلو راتي، مدير في مختبر «سنسيبل سيتي» التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والشريك المؤسس لمكتب «كارلو راتي أسوتشاتي».
منى المرّي: إيمان القيادة الرشيدة بأهمية دور المرأة وراء تميز الإمارات
أكدت منى غانم المرّي، نائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات أولت منذ تأسيسها أهمية قصوى لدور المرأة في المسيرة التنموية الشاملة للدولة، مؤكدةً أن الدولة حققت إنجازات لافتة في مجال التوازن بين الجنسين في عام 2022 بالتقدم إلى المركز الحادي عشر عالمياً والأول عربياً بمؤشر التوازن بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، متقدمةً 38 مركزاً عالمياً خلال 7 سنوات فقط من تأسيس مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين عام 2015، وللعام الثاني على التوالي جاءت في المركز الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتقرير المرأة وأنشطة الأعمال والقانون الصادر عن البنك الدولي، وتقرير الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
جاء ذلك خلال جلسة التوازن بين الجنسين ضمن منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع، الذي تُعقد دورته الثامنة هذا العام، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، حتى 26 يناير الجاري بفندق جميرا دبي.
وأضافت منى المري، أن «عام 2022 شهد بناء شراكة نوعية مع القطاع الخاص الإماراتي من خلال مبادرة (تعهد تسريع الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة)»، مشيرةً إلى أن «56 شركة وطنية وعالمية تعمل في مجالات متنوعة داخل الدولة وخارجها انضمت لهذه المبادرة الطوعية الهادفة إلى زيادة نسبة تمثيل المرأة في المناصب القيادية إلى 30% بحلول عام 2025، والعمل على تحقيق التوازن بين الجنسين في هذا القطاع الحيوي الذي يمثل ركيزة رئيسية في تقدم وازدهار دولة الإمارات».
حصة بوحميد: جودة الحياة في صلب أولويات الإمارات
دعت معالي حصة بو حميد وزيرة تنمية المجتمع إلى وضع مبادرات وحلول استباقية في تحسين جودة الحياة تجاه أبرز التحديات المستقبلية، منها الثورة الصناعية الرابعة، والحياة الرقمية المتزايدة، وزيادة العمر المتوقع، وإعادة صياغة نظام التعليم، وزيادة الضغط على الصحة النفسية، لافتة إلى كل ذلك سيكون له مردود وتأثير بشكل ما على حياة الأفراد.
وقالت لـ«الاتحاد»، على هامش منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع، إنه من الضروري بالنسبة للجهات المعنية بالتنمية المجتمعية وتحسين جودة الحياة، أن تواكب التغييرات والمستجدات العالمية في مجالات عدة، منها الاقتصادية والتقنية والصحية والبيئية. وأكدت أن دولة الإمارات ستبقى أكثر تفاؤلاً بالمستقبل، لأنه على نطاق المجتمع، وعلى مستوى الحكومة، ستظل جودة الحياة في صلب الأولويات والاهتمامات.
وعن أهمية الشراكة الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص لتسريع التنمية المجتمعية وتعزيز جودة الحياة، قالت معاليها: إنه على جميع الجهات الحكومية مواءمة جهودها مع أجندة جودة الحياة، كما أن القطاع الخاص هو شريك أساسي للقطاع العام في استدامة وتطوير ملف جودة الحياة بدءاً من الاستراتيجيات، والبرامج، والإجراءات، والممارسات، لذلك لا يمكن تحقيق استدامة رفاه شعب الإمارات والنهوض به من دون شراكات استراتيجية بين القطاعين العام والخاص.
وأضافت معاليها، أن الوزارة لديها اليوم عدد من مجالس جودة الحياة، لتنظيم العمل وتكامل جميع الجهود المتعلقة بجودة الحياة، مثل مجلس جودة الحياة الذي يشمل عضوية 21 جهة حكومية اتحادية ومحلية، ومجلس جودة الحياة الرقمية برئاسة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وعضوية 12 جهة حكومية، والشبكة الحكومية للرؤساء التنفيذيين للسعادة وجودة الحياة بعضوية 120 رئيساً يمثلون 84 جهة حكومية.
عمر العلماء: القطاع الحكومي يبدع في خدماته للجمهور
شهدت جلسات منتدى دبي العالمي بدورته الثامنة حضوراً لافتاً وتفاعلاً كبيراً من المشاركين والزائرين من داخل الدولة والمنطقة والعالم. ومن فعاليات اليوم الأول، جلسةٌ حواريةٌ بعنوان: التوجهات المستقبلية في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدّمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مع معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل «عن بُعد».
واستهل العلماء الجلسة بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتأسيس الحكومة الإلكترونية التي تطورت عبر الأعوام السابقة لتصبح حكومة ذكية أساسها الابتكار والذكاء الاصطناعي.
وقال معاليه: «إن المبادئ التي وضعها سموّه في هذا المجال هي خريطة الطريق التي نسير عليها لنضمن لجميع أفراد المجتمع أفضل جودة للخدمات، ومن ثم أفضل جودة للحياة».
وأضاف معالي عمر العلماء، أن من يستخدمون الذكاء الاصطناعي الآن هم سبّاقون في استشراف المستقبل؛ لأن السنوات القليلة القادمة ستشهد تطورات سريعة في هذا المجال، الذي دخل جميع القطاعات في الدولة الآن ومنها المواصلات العامة والقطاعات الأخرى الصحية والتعليمية والترفيهية والخدمية وقطاعات الطاقة المتمثّلة بالنفط والغاز والطاقة المتجددة.
وأشار معالي العلماء، في حديثه، إلى الاهتمام البالغ لدولة الإمارات العربية المتحدة بقطاع الذكاء الاصطناعي من خلال العديد من المبادرات، منها: تأسيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، الأولى من نوعها على مستوى المنطقة والعالم، وقبلها إطلاق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي في عام 2017، ما جعل القطاع الحكومي يبدع في تقديم خدماته إلى الجمهور لا بل عمل هذا التوجّه على انتعاش القطاع الخاص، الذي أبدع هو الآخر تيمّناً بالقطاع الحكومي في الدولة.
منصة عالمية
قال معالي مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات: «يناقش منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع، في دورته الثامنة، العديد من المحاور المتعلقة بالاتجاهات المستقبلية في إدارة المشاريع، ودورها في تعزيز جودة الحياة للسكان والزوار، والابتكار، والاستدامة في إدارة المشاريع العملاقة في المنطقة، إضافة إلى التوازن بين الجنسين وتمكين المرأة، والعلاقة بين تنمية المجتمعات وتعزيز جودة الحياة، واقتصاديات المشاريع، وإدارة الأحداث الرياضية الكبرى».
وأضاف: «تعد إدارة المشاريع من الأدوات الفعالة في إدارة الأعمال وتنظيمها في مؤسسات القطاعين العام والخاص، وأسهمت المتغيرات التكنولوجية المتسارعة، في تغيير قواعد إدارة المشاريع والأعمال التجارية، والاقتصاد، ويُظهِر المنتدى كيفية تنفيذ الممارسات الذكية والمستدامة والمبتكرة في إدارة المشاريع لضمان تحقيق أفضل النتائج».