أحمد مراد، عبدالله أبوضيف، أحمد عاطف، شعبان بلال (القاهرة، أبوظبي)

حمل اللقاء الأخوي التشاوري الذي استضافته العاصمة أبوظبي، أمس، أهمية خاصة، لاسيما في إطار بناء رؤية جماعية مشتركة تهدف إلى مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، حسبما يؤكد خبراء ودبلوماسيون.
وتقتضي الظروف الدولية والإقليمية الراهنة قدراً كبيراً من التشاور والتنسيق من أجل مواجهة التحديات التي تأخذ أبعاداً عالمية، ومن هنا تأتي أهمية اللقاءات العربية التشاورية التي تُعقد بين الحين والآخر لتفعيل وتثبيت دعائم وآليات العمل العربي المشترك.
ويؤكد اللقاء، الذي استضافه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وحضره السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان والملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والملك عبد الله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية، والرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، على تكثيف العمل وزيادة وتيرة التنسيق والتعاون العربي.
وتبنت دولة الإمارات دوماً مبدأ الوحدة، وهو إرث راسخ بناه الشيخ زايد وأرسى دعائمه، كما أعربت الدولة دوماً عن تطلعها إلى المستقبل، فيما تتطلب الفترة المقبلة تركيزاً على الحوار والتعاون، وبناء جسور التواصل لبلورة حلول مبتكرة ودائمة لتحديات العصر.

توقيت مهم
وأوضح السفير السيد أمين شلبي، المدير التنفيذي الأسبق للمجلس المصري للشؤون الخارجية، أن اللقاء الأخوي التشاوري الذي دعا إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يأتي في إطار حرص دولة الإمارات على تنسيق المواقف العربية المشتركة حيال القضايا الإقليمية والدولية، وتعزيز وتقوية العلاقات العربية ـ العربية. 
وأكد الدبلوماسي المصري، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن اللقاء يأتي في توقيت مهم، في ظل ما يمر به العالم الآن من ظروف بالغة الدقة، مؤكداً أهمية هذه اللقاءات العربية الأخوية التشاورية، واعتبرها ظاهرة إيجابية مهمة ومطلوبة، لا سيما في ظل هذه الظروف والأوضاع الدقيقة، من أجل تفعيل وتثبيت دعائم وآليات العمل العربي المشترك في جميع المجالات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية، بما يخدم مصالح الشعوب، إضافة إلى المساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. 
 من جانبه، أشاد الدكتور محمد صادق إسماعيل، خبير العلاقات العربية، ومدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، باللقاءات الأخوية التشاورية بين القادة العرب في الآونة الأخيرة، مؤكداً أن هذه اللقاءات المتكررة تساهم في تعزيز أوجه التعاون والتنسيق المشترك بين الدول العربية، الأمر الذي يخدم الاستقرار والازدهار في دول المنطقة. 
وأكد إسماعيل، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن لقاء أبوظبي الأخوي التشاوري يأتي في إطار التحركات المعنية بتنسيق المواقف العربية المشتركة تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وبالتالي تتطلب تشكيل صف عربي موحد للتعامل معها بشكل إيجابي. 
اللقاء ركز على الحوار والتعاون وبناء جسور التواصل لبلورة حلول مبتكرة ودائمة لتحديات العصر الحالي خاصة مع الأزمة الاقتصادية العالمية والتحديات الإقليمية التي تواجه العالم العربي تحديداً خلال الفترة الأخيرة. 
وفي هذا السياق، قالت أستاذ العلوم السياسية الدكتورة نهى أبو بكر، إن اللقاء يعزز التشاور والتنسيق بين القادة بشأن تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، مشيرة إلى أنه يؤكد على دعم دولة الإمارات كافة الجهود المبذولة والعمل العربي المشترك لتجاوز الظروف التي تمر بها المنطقة لتنعم الأمة العربية بالأمن والاستقرار والازدهار.

وحدة الصف
واعتبر المحلل السياسي البحريني أسامة مهران، أن لقاء الزعماء العربي في العاصمة الإماراتية أبوظبي يمثل مبدأ لدولة الإمارات على الدوام مبدأ الوحدة، وهو إرث راسخ بناه الشيخ زايد ورسخ أسسه. 
وأضاف أن اللقاء فرصة كبيرة للقادة العرب أن يعيدوا مرة أخرى التنسيق والتعاون فيما يتعلق بالعديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تمثل حساسية كبيرة للعالم. 
وأشار إلى توقيت اللقاء في غاية الأهمية، حيث ستضع العديد من المرتكزات التي يمكن أن تساهم في صياغة المستقبل خلال الفترة المقبلة وجعله أفضل مما هو عليه الآن في الفترة الحالية، خاصة مع تحديات كبرى فيما تمثل أهمية في مزيد من التنسيق. وتدعم دولة الإمارات كافة الجهود المبذولة والعمل العربي المشترك لتجاوز الظروف التي تمر بها المنطقة لتنعم الأمة العربية بالأمن والاستقرار والازدهار. من جهتها، قالت عهدية أحمد الكاتبة الصحفية والمحلل في الشؤون السياسية العربية، إن استضافة العاصمة الإماراتية أبوظبي، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للقاء التشاوري الذي يجمع عدداً من قادة دول التعاون ومصر والأردن، يؤكد على العلاقات العربية المتماسكة لوضع خطط للتعامل مع الموقف الراهن في المنطقة وفي العالم بشكل عام، خاصة مع التطورات الإقليمية المستمرة خلال الشهور الأخيرة.وأضافت الكاتبة الصحفية البحرينية لـ«الاتحاد»، أن اللقاء يمثل فرصة مهمة لمناقشة أمور الشعوب العربية والهموم المشتركة خلال الفترة الأخيرة، خاصة مع الأزمة الاقتصادية العالمية التي يعانيها العالم أجمع، لافتة إلى أن اللقاءات التشاورية العربية تسهم في زيادة التفاؤل بين الشعوب، لاسيما مع رؤية حجم التعاون على مستوى القادة العرب. 

جهود دؤوبة
الدبلوماسي المصري السفير جمالي بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، لفت إلى أن الدول العربية في الفترة الأخيرة شهدت سلسلة من المشاورات المكثفة حققت الكثير من النجاحات السياسية والاقتصادية.  وشدد بيومي لـ «الاتحاد»، على أن هذه المشاورات واللقاءات الأخوية تصب في تنسيق الموقف العربي، وإيجاد حائط صد وموقف عربي موحد في مواجهة القضايا الإقليمية والدولية، موضحاً أن هذا اللقاء يأتي بعد لقاءات متعددة في شرم الشيخ والعلمين والقاهرة والإمارات والأردن، ضمن جهود دؤوبة لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة في ضوء الأزمات العالمية الراهنة. وأشار الدبلوماسي المصري إلى أن اللقاءات تؤكد أن الدول العربية في المسار الصحيح.
وذكر بيومي أن هناك تحديات عديدة تواجه العالم، على رأسها الأمن الغذائي والفجوة الغذائية، التي تتطلب التعاون والشراكة، عبر تشجيع الإنتاج والاستثمار في الزراعة والصناعة.
وأما المحلل الاستراتيجي الأردني الدكتور عامر السبايلة، فأكد أن الإمارات بما تملكه من رصيد سياسي كبير، قادرة على التواصل مع الجميع، وتفعيل مشاريع وأفكار يمكن أن تساعد في تقديم حلول أو احتواء الأزمات. وأضاف لـ «الاتحاد»، أن هذا اللقاء الأخوي التشاوري مهم في إطار ترسيخ عمل سياسي متوافق ومتناغم من الإمارات والبحرين وقطر وسلطنة عُمان ومصر والأردن، بما يدعم القضايا العربية والاستقرار.

الوحدة مبدأ أرساه الشيخ زايد 
يؤكد الخبراء والمحللون السياسيون على ضرورة الاستمرار في التشاور الأخوي لخلق آليات وطرق جديدة لتقريب وجهات النظر تجاه التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة التي تتصدرها مخاطر الإرهاب والتطرف والتدخلات الخارجية، وتأخر سلاسل الإمداد في ظل استمرار الأزمة الأوكرانية.
وأضاف الخبراء لـ«الاتحاد»، أن لقاء أبوظبي لا يمكن عزله عن سلسلة من اللقاءات والقمم العربية التي عقدت في الآونة الأخيرة، وجميعها تسعى لتجاوز الأزمات، وإعادة صياغة مسارات التنمية الاقتصادية.                 
وقال الباحث في الشؤون العربية محمد حامد، إن غياب التنسيق المشترك في القضايا العربية يهدر الكثير من الفرص الدبلوماسية واقتناص الانتصارات السياسية في بعض الأزمات الإقليمية والدولية، وهو ما يستدعي توحيد الجهود لتبني وجهات نظر متقاربة استراتيجياً.
واعتبر الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون العربية العزب الطيب الطاهر، أن اللقاء يعكس رغبة قوية في بلورة منظور عربي مغاير للتعاطي بفعالية مع التحديات التي تواجهها المنطقة أو بالأحرى المخاطر المحدقة بها، وهي متنوعة ومتعددة، ومن اتجاهات شتى على نحو بات يستلزم التمسك بالتحرك الجماعي، لاسيما من الأطراف ذات الوزن في النظام الإقليمي العربي، وذلك عوضاً عن التحرك الفردي أو التحرك الإقليمي من دون تنسيق واضح.   
ولفت العزب الطاهر، خلال حديثه لـ«الاتحاد»، إلى أن مخرجات اللقاء التشاوري ستفضي إلى تفعيل جملة من الآليات والخطوات المطلوبة بإلحاح في هذه المرحلة، في صدارتها الاتفاق على استراتيجية محددة الخطط التنفيذية لحماية الأمن القومي والتصدي لمحاولات اختراقه من قبل أطراف إقليمية أو خارجية تسعى إلى الخصم من معادلة الاستقرار في  النظام الإقليمي العربي، ثم بلورة تصورات محددة وذات قابلية للتطبيق للإسراع بإنهاء أزمات المنطقة.

تحقيق التكامل
قالت أستاذ العلوم السياسية- جامعة بني سويف، الدكتورة نادية حلمي، إن هناك توافقاً عربياً مشتركاً بشأن التحديات التي تواجه الجميع، من خلال التأكيد على أن تسوية الأزمات العربية، والتعاطي مع الظروف الدولية بتحقيق التكامل، لافتة إلى أن ذلك من الضروري أن يتم بالنظر، لأن الأمة العربية تمتلك المقومات اللازمة لمستقبل أكثر استقراراً وأمناً، لا سيما أن لديها من المشتركات ما يكفل تحقيق التكامل.
وأضافت لـ«الاتحاد»، أنه يأتي على رأس تلك التحديات الإقليمية ملف الإرهاب، مع مطالبة كافة القادة العرب بضرورة نبذ أي محاولة لتوفير غطاء سياسي للإرهاب، مع مواجهة تحدي الطائفية والتعصب وانتشار التنظيمات المسلحة والميليشيات الإرهابية، إضافة إلى العمل الجماعي لحل القضية الفلسطينية وتسويتها عبر المبادرة العربية التي تعيد للفلسطينيين دولتهم، وتنهي أزمة اللاجئين الفلسطينيين.

رئيس البرلمان العربي: اللقاء إضافة نوعية لتعزيز التضامن
أشاد رئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي، باللقاء الأخوي التشاوري الذي استضافه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بلقاء إخوانه قادة الدول الشقيقة، صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، وصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل مملكة البحرين، وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، وصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.
وأكد العسومي، أن اللقاء الأخوي الذي عقد تحت عنوان «الازدهار والاستقرار في المنطقة» يمثل إضافة نوعية لتعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات الراهنة، ويضيف زخماً كبيراً إلى آليات العمل العربي المشترك على مختلف مستوياته، مضيفاً أيضاً أن هذا اللقاء المهم جاء في توقيت استثنائي يتطلب تكثيف آليات التشاور والتنسيق بين القادة العرب، من أجل تعزيز وتنسيق الجهود العربية المشتركة في التعامل مع ما يموج به العالم حالياً من تطورات متسارعة لها انعكاسات مباشرة على المجتمعات العربية.
وشدد رئيس البرلمان العربي على أن مخرجات هذا اللقاء الأخوي الذي ناقش العديد من القضايا التي تهم الشعب العربي، تخدم تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بما يحقق تطلعات شعوبها إلى مستقبل تنعم فيه بمزيدٍ من التنمية والتقدم والرخاء، وبناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.

ناعمة المنصوري: الإمارات تتطلع دائماً إلى المستقبل
أكدت ناعمة المنصوري عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن الإمارات منذ تأسيسها تبنت مبدأ الوحدة ولم الشمل العربي، وهو إرث أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسارت على نهجه القيادة الرشيدة بما يحقق الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
وقالت: إن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تدفع كافة الجهود الهادفة إلى تعزيز وتيرة التنسيق والتعاون العربي، وحل الأزمات التي تعيشها المنطقة في ظل التحديات غير المسبوقة التي تواجه الدول العربية.
وأضافت أن دولة الإمارات تتطلع دائماً إلى المستقبل، وتعزيز الحوار والتعاون وبناء جسور التواصل لبلورة حلول مبتكرة ودائمة لتحديات العصر الحالية والمستقبلية.
وأشارت ألى أن دولة الإمارات كسبت ثقة العالم لدورها المؤثر والمحوري إقليماً ودولياً، انطلاقاً من إيمانها بأن وحدة الصف العربي تعتبر الأساس لبناء علاقات أخوية قائمة على مبادئ الاحترام والشراكة والتعاون والتعايش والتسامح.