سامي عبد الرؤوف (دبي)
 
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، افتتح سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، مساء أمس، فعاليات مؤتمر الاتحاد العالمي لجمعيات «الأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق» في مركز دبي التجاري العالمي. 
 ويشارك في المؤتمر، الذي تمتد فعالياته حتى يوم السبت المقبل، نحو 7000 طبيب متخصص من نحو 180 دولة، ومشاركة أكثر من 102 شركة متخصصة لعرض أحدث تقنيات السمعيات وأجهزة المناظير، في أول اجتماع بالحضور المباشر للمؤتمر على مستوى العالم منذ عام 2017، وضمن أول انعقاد للحدث العالمي الكبير في منطقة الخليج العربي. 
واطلع سموه، خلال جولته في أروقة المعرض المصاحب، على أحدث تقنيات السمعيات وأجهزة المناظير وعلاج أمراض الأنف والأذن، والحنجرة، وأمراض التخاطب، والدوخة. 
واستمع سموه إلى شرح عن أحدث أجهزة جراحات زراعة القوقعة وجراحات الأذن وقاع الجمجمة باستخدام المنظار والجيوب الأنفية وجراحات الأنف التجميلية والوظيفية، وكذلك جراحات انقطاع التنفس. 

وأعلن الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع رئيس المؤتمر، في مؤتمر صحفي سبق افتتاح المؤتمر العالمي، عن تسلم دولة الإمارات العربية المتحدة لرئاسة الاتحاد العالمي لجمعيات الانف والأذن والحنجرة، يوم السبت المقبل. 
وأكد حرص دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وجميع أصحاب السمو الحكام أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، على مواكبة التطور في جميع المجالات وخاصة مجال طب الأنف والأذن، والحنجرة، والرأس، والعنق.
وأشار الرند إلى أن استضافة المؤتمر إنجاز جديد يُضاف لسلسلة إنجازات الدولة في استضافة الفعاليات العالمية الكبرى، وهو ما ينسجم مع رسالة شُعبَتِنا في تعزيز المعارف والمهارات والخبرات في اختصاص الأنف والأذن والحنجرة بجميع فروعه. 
 وأفاد بأنه سيتخلل برنامج المؤتمر استعراض مجموعة متنوعة من الحالات المرضيّة، وجلسات نقاش، وحوارات الخبراء، وورش عمل متخصصة لتطوير المهارات، وذلك لتشجيع الباحثين والأطباء وخبراء الرعاية الصحية على مشاركة وتبادل المعارف والخبرات فيما بينهم.
وذكر الرند رئيس شعبة الإمارات للأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق ورئيس الجمعية الخليجية للأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق، أن فوز دبي باستضافة هذا المؤتمر الضخم بعد منافسة قوية مع دول كبرى لها باع طويل في مجالات الطب والرعاية الصحية. 
وقال: «إن تنظيم الحدث يعكس مدى التقدير الدولي للمكانة الرفيعة لدولة الإمارات كملتقى للأفكار الخلاقة والعقول المبدعة من حول العالم وضمن مختلف التخصصات، والإمكانات المتميزة التي تمتلكها دبي، وتؤهلها بجدارة لاستضافة، مثل هذه الأحداث العلمية والطبية العالمية، في ضوء رصيد كبير من النجاحات المتميزة في استضافة وتنظيم الفعاليات الكبرى، وكان من أهمها (إكسبو 2020 دبي)». 
ونوّه بالمؤتمرات الصحية العالمية التي تشهدها الدولة سنوياً، مشيراً إلى أنها دليل على المكانة المتقدمة التي وصل إليها القطاع الصحي الإماراتي على الساحة الدولية، كما أنها تؤكد ثقة المؤسسات والجمعيات والهيئات المتخصصة في نجاح كل ما يتم تنظيمه من فعاليات كبرى في دولة الإمارات بشكل عام، وفي دبي على وجه التحديد.
واعتبر المؤتمر فرصة ممتازة للأطباء والعاملين في هذا المجال للتواصل ولجمع المعلومات حول أحدث التقنيات من خلال الحوارات والورش التي تعقد والمعرض المصاحب في مجال الأنف والأذن، والحنجرة، والرأس، والعنق. 

من جهته، قال البروفيسور بيرناد فريز - رئيس الجمعية العالمية للأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق: إن «المؤتمر يكتسب أهمية خاصة كونه يعقد في دولة الإمارات للمرة الأولى منذ إنشاء اتحاد الجمعيات». 
 وأكد أن تجمع هذا العدد من الأطباء دليل واضح على مدى نجاح دبي في استضافة المؤتمرات العالمية. 
وأشار إلى أنه ستكون هناك 49 قاعة محاضرات في مختلف تخصصات الأنف والأذن والحنجرة والمواضيع المتعلقة، مثل السمعيات والتخاطب والاتزان، وسيتم توزيعها بين مركز دبي التجاري العالمي للمؤتمرات والمعارض وفندق كونراد وفندق نوفيتيل لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الأطباء المشاركين والمحاضرات العلمية وورش العمل. 
 وأكد أن فوز دبي لاستضافة المؤتمر بعد منافسة قوية مع كل من الأرجنتين وكندا واليابان يعكس قدرات الدولة، والإمكانات الهائلة التي تمتلكها دبي، لاستضافة، مثل هذه الأحداث العلمية الطبية الكبرى. 
 ويتخلل برنامج المؤتمر مجموعة من عرض لحالات عدة، وجلسات نقاش، وحوارات الخبراء، وورش عمل مخصصة لتطوير المهارات؛ بهدف تشجيع الباحثين والأطباء وخبراء الرعاية الصحية على تشارك المعارف والخبرات فيما بينهم.
وعقد على هامش المؤتمر أربع ورش للتدريب العملي في مقر جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية يومي 14و15 يناير الجاري، تركز الأولى على التهابات الأذن الوسطى وزراعة القوقعة، وكذلك تبديل تصلب عظمة الركاب، بينما تتناول ورشة العمل التدريبية الثانية بتاريخ 16 و17 يناير الموضوعات المتعلقة بجراحات الجيوب الأنفية باستخدام المنظار والملاح الجراحي، بمشاركة 22 طبيباً من مختلف الدول العربية في كل منها.

مبادرة
أعلن الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لقطاع الصحة العامة، أن مبادرة «ساعدني اسمع» تمكنت من إعادة السمع إلى 65 طفلاً من مختلف الجنسيات المقيمة على أرض الدولة من خلال زراعة القوقعة لهم. 
 وأشار إلى أن العملية الواحدة تكلف 150 ألف درهم بخلاف برنامج التأهيلي المصاحب للعملية والذي يمتد لفترة زمنية قد تصل لأشهر عدة، موضحاً أن مبادرة «ساعدني أسمع» لمساعدة الأطفال المقيمين بالدولة ذوي الدخل المحدود من فاقدي السمع أو ضعيفي السمع، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و4 سنوات، ويتم إجراء جراحة زراعة القوقعة لهم مجاناً. 
وتأتي هذه المبادرة الإنسانية الطبية، في إطار استراتيجية وزارة الصحة ووقاية المجتمع لتحقيق صحة مستدامة لمجتمع دولة الإمارات وفق أعلى المعايير العالمية من خلال توفير خدمات شاملة ومميزة في بيئة صحية مستدامة وفق سياسات وتشريعات وبرامج وشراكات فاعلة محلياً ودولياً، والسعي إلى تحقيق أعلى مستويات الرعاية الصحية وفق الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات لتتوج مسيرة عقود من الإنجازات والنجاحات، من خلال تقديم أفضل الخدمات الطبية والعلاجية.
وذكر الرند الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لمبادرة «ساعدني أسمع» في المؤتمر الصحفي على هامش افتتاح المؤتمر العالمي لجمعيات الأنف والأذن والحنجرة بدبي، أن هذه المبادرة تُعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة وتم إطلاقها تجسيداً لرؤية الإمارات الإنسانية، وانعكاساً لنهجها العالمي في العطاء والخير؛ بهدف إسعاد الأطفال فاقدي السمع من جميع الجنسيات. 
 وأكد دور المبادرة التي تم إطلاقها في عام 2018، في مساعدة الأطفال فاقدي السمع من غير المواطنين من ذوي الدخل المحدود، على توفير نفقات تكاليف العمليات والغرسات السمعية مجاناً، وإعادة دمجهم في المجتمع.