يوسف العربي (أبوظبي)

 قال الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي: إن توسعة ميناء خليفة التي دشنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تعد التوسعة الأكبر منذ تأسيس الميناء عام 2012 وتشكل نقلة نوعية للقطاع.
 وأضاف الشامسي، في حوار مع «الاتحاد» على هامش احتفالات المجموعة بمرور 10 سنوات على افتتاح ميناء خليفة، و50 عاماً على ميناء زايد، أن التوسعة الجديدة لميناء خليفة قائمة على الشراكات الدولية وترتبط ارتباطاً وثيقاً بخطة التوسعات الخارجية للمجموعة.

التوسعات الخارجية 
ولفت إلى أن مجموعة موانئ أبوظبي ستكثف توسعاتها الخارجية في الأسواق الناشئة، لاسيما في أفريقيا وآسيا الوسطى، مشيراً إلى التركيز على الدول التي ليس لها سواحل من خلال توفير حلول وخدمات متكاملة تتركز على الدمج بين الشحن البري والجوي والقطارات وإدارة المنافذ.
 وأشار إلى أن امتلاك المجموعة لخمسة قطاعات هي قطاع الموانئ، والقطاع البحري، والقطاع اللوجستي، والقطاع التقني، والمدن الاقتصادية والمناطق الحرة، ما يجعها الأقدر دائماً على توفير مثل هذه الحلول المتكاملة لمتعامليها حول العالم.
ولفت إلى أنه من المقرر افتتاح محطة لتخزين الوقود بميناء خليفة في القريب العاجل. 
أكد عدم وجود نية لإدراج مزدوج لأسهم المجموعة، حيث يتمتع سوق أبوظبي للأرواق المالية بالجاذبية العالمية للاستثمارات.

أرضيات جديدة
وقال محمد الشامسي: إن توسعة ميناء خليفة، التي تأتي في الوقت الذي تحتفي فيه المجموعة بمرور 10 سنوات على تدشين ميناء خليفة الذي افتتحه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، في 12 ديسمبر 2012، فضلاً عن الاحتفال بمرور 50 عاماً على ميناء زايد الذي تأسس 1972 وافتتحه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تعد الأكبر منذ تأسيس الميناء.
 وأوضح أن التوسعة تشمل 6 كيلومترات أرضيات جديدة، منها 3 كيلومترات للبضائع العامة والسائبة، ومثلها للوجستيات، ما يمثل نقلة نوعية لميناء خليفة الذي يركز على مختلف أنواع البضائع من الحاويات والمواد الصلبة والسائلة.

الشراكات العالمية 
وقال الشامسي: إن توسعة ميناء خليفة مبنية على الشراكات الدولية في القطاعات الخمسة التي تعمل فيها المجموعة، ومدى التوسعة في المناطق الاقتصادية. 
 ولفت إلى أن المجموعة لديها شراكات من كل دول العالم تقريباً، ومن أهمها الشراكة مع أم أس سي «MSC» السويسرية التي تدير محطة بطاقة 5.5 مليون حاوية نمطية، وكوسكو التي تدير محطة بطاقة 2.5 حاوية نمطية.
 ونوه بأنه تم خلال العام الحالي توقيع اتفاقية امتياز لمدة 35 عاماً مع «سي أم إيه سي جي أم» الفرنسية الرائدة عالمياً في قطاع الشحن والخدمات لبناء محطة ورصيف بطاقة 2.5 مليون حاوية.
 وأشار الشامسي إلى أن الشراكات لم تقتصر على الموانئ، حيث تم توقيع اتفاقيات مع أوتوترمينال الإسبانية لمناولة السيارات والشركة العربية للمحطات الكيميائية المحدودة «إيه سي تي» السعودية لتخزين المواد الكيميائية. 

التوسعات الخارجية 
وأوضح الشامسي أن كل التوسعات الخارجية للمجموعة مرتبطة بأبوظبي، حيث يرتبط ميناء خليفة مع العديد من الموانئ في المنطقة والعالم، كما أن الاستثمارات التوسعية تصب في صالح تيسير وتعزيز حركة التجارة العالمية.
 وأضاف أن مجموعة موانئ أبوظبي تركز على التوسع الخارجي لفتح خطوط للتجارة تربط المنطقة بالعالم. 
 وقال: إن التواجد في السوق المصري، على سبيل المثال، من خلال استكمال مجموعة موانئ أبوظبي بنجاح عملية الاستحواذ على 70% من حصص شركتي ترانسمار الدولية للنقل البحري «ترانسمار» التي تتخذ من مصر مقراً لها، وترانسكارجو الدولية «تي سي آي»، أتاح للشركة تواجداً قوياً في سواحل البحر الأحمر.
 ونوه بأن الاستحواذ على نسبة 80% في شركة «جلوبال فيدر شيبينغ» «جي إف إس»، الشركة العالمية لشحن الحاويات جعل موانئ أبوظبي في صدارة الشركات في الخليج العربي والمحيط الهندي والبحر الأحمر، التي تمتلك سفن تغذية بمجموع 40 باخرة وهي البواخر التي ربطت المجموعة بالعالم، حيث تصل من أبوظبي إلى الصين، مروراً بسنغافورة وماليزيا والمحيط الهندي.
وحول أهم الأسواق المستهدفة خلال تنفيذ خطة التوسعات العالمية لمجموعة موانئ أبوظبي، قال الشامسي: إن الشركة تركز على أسواق الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا، حيث تم افتتاح مكتب في أوزبكستان، وتوقيع عقد شراكة في كازاخستان، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم مع قسرغيزستان لتطوير المنظومة التقنية لجميع المناطق الحدودية، لافتاً إلى أن حزمة الاتفاقيات المتنوعة تسهم في فتح خطوط تجارة من الشرق إلى الغرب.
 وقال: إن المجموعة ستكثف استثماراتها في الدول غير الساحلية وستعلن الشركة عن توسعات كبيرة في القارة السمراء على هذا الصعيد في القريب العاجل.
 ولفت إلى أن الاستحواذ على شركة «نواتم» العالمية المتواجدة في أربع قارات أكمل جزءاً كبيراً من استراتيجية مجموعة موانئ أبوظبي في مجال التوسع العالمي.

القطاعات التوسعية 
قال محمد الشامسي: إن مجموعة موانئ أبوظبي تضم خمسة قطاعات رئيسة أولها قطاع الموانئ، حيث يوجد 15 محطة تديرها الشركة في إسبانيا على سبيل المثال، وفي القطاع البحري تمتلك الشركة أسطولاً كبيراً من سفن الحاويات وسفن البضائع السائبة والبضائع الصلبة ومساندة الحقول البترولية.
 وبالنسبة للقطاع اللوجستي الذي يشمل الشحن البحري والجوي والبري لدى الشركة العديد من الحلول والخدمات، ويهدف القطاع التقني إلى تطوير منظومة جمركية في الدول التي يتم التوسع فيها من خلال منظومة النافذة الموحدة. 
وبالنسبة للمدن الاقتصادية والمناطق الحرة والتي تشمل المناطق الاقتصادية المتخصصة، تقوم المجموعة بتطوير المخطط الرئيسي لمشروع مرسى زايد الذي يمتد على مساحة 3.2 مليون متر مربع في العقبة بالمملكة الأردنية الهاشمية، حيث يتم التأسيس لمنطقة اقتصادية نموذجية مرتبطة بميناء العقبة في المملكة الأردنية الهاشمية.  وقال: إن الترابط الوثيق بين هذه القطاعات يمنح الشركة الأفضلية لتقديم خدمات وحلول متكاملة للعملاء حول العالم.  وعلى الجانب المصري قال الشامسي: إن المجموعة تعتزم تكثيف استثماراتها في مجال اللوجستيات للاستفادة من الكثافة السكانية والسوق النشطة، لذا كان الحرص على التواجد في سوق الموانئ المصرية، سواء على سواحل البحر الأحمر أو البحر الأبيض المتوسط.

الشامسي: نستهدف المركز الأول عالمياً 
أكد الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي أن المجموعة تستهدف الارتقاء بترتيب ميناء خليفة في المستقبل القريب من المرتبة الخامسة إلى المرتبة الأولى بمؤشر أداء موانئ الحاويات العالمي «CPPI» الصادر عن البنك الدولي ووحدة معلومات السوق العالمي التابعة لوكالة ستاندرد أند بورز.
ولفت إلى أن هذا الهدف يتحقق من خلال التركيز على البحث والتطوير واستمرار الاستثمار المكثف في الابتكارات التكنولوجية من خلال توصيل الحاويات بطريقة إلكترونية والشاحنات ذاتية القيادة، كما يتم الاستثمار في تقنيات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي.
وقال: إن ميناء خليفة منذ التأسيس كان أول ميناء شبه آلي في المنطقة وتم الاعتماد على الاستثمار في الجانب التقني.
 وأشار إلى أن الشركة تمضي بموازاة ذلك على مسار بناء الشراكات لتعزيز نمو العمليات في نهج مستمر يضمن استدامة العمليات.