هالة الخياط (أبوظبي)
يحتضن متحف اللوفر أبوظبي عدداً من السلاحف البحرية في البحيرات الشاطئية المحيطة به، بعد تحويلها إلى منطقة مخصصة لإعادة تأهيل السلاحف قبل إطلاقها إلى مياه الخليج العربي.
وتعتبر أبوظبي موطناً لنوعين من سبعة أنواع من السلاحف الموجودة على كوكب الأرض- وكلاهما مهدد بالانقراض- وهما سلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء، حيث تحتضن مياه أبوظبي البحرية ما يقدر بنحو 5500 سلحفاة بحرية، بما في ذلك 1500 سلحفاة منقار الصقر، والتي تعشش في الجزر البحرية الواقعة في مياه منطقة الظفرة، و3500 سلحفاة خضراء تتغذى على الأعشاب البحرية في مياه أبوظبي.
وقعت أمس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي مذكرة تفاهم مع هيئة البيئة – أبوظبي لإنشاء منطقة لإعادة تأهيل السلاحف البحرية في المياه المحيطة بمتحف اللوفر أبوظبي. وتعتبر هذه المرحلة الأخيرة ضمن دورة إعادة التأهيل قبل إطلاق السلاحف إلى مواطنها الطبيعية في الخليج العربي، وتأتي امتداداً لبرنامج هيئة البيئة لـ «إنقاذ الحياة البرية»، بالتعاون مع «ذا ناشونال أكواريوم»، بما يتماشى مع مبادرات إمارة أبوظبي لحماية الأحياء البحرية، وإكثارها وتأهيلها تمهيداً لإطلاقها خلال عام 2023.
وسيشارك «ذا ناشونال أكواريوم» بخبراته المكتسبة من برنامج «إنقاذ الحياة البرية» لضمان تشغيل منطقة إعادة تأهيل السلاحف البحرية في متحف اللوفر أبوظبي، وفقاً لأعلى المعايير، تحت إشراف وتوجيه هيئة البيئة – أبوظبي، ودعم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي.
وستستقبل المنطقة التي سيعاد فيها تأهيل السلاحف زوار متحف اللوفر أبوظبي الذين سيحظون بفرصة التعرف عن قرب على مراحل عملية إعادة التأهيل، من خلال سلسلة من العروض وورش العمل والفعاليات.
وتوفر الأحياء البحرية الاستقرار والتوازن للنظم البيئية الطبيعية، إذ تسعى مبادرات حمايتها وإكثارها وإعادة تأهيلها إلى المحافظة على ثروات أبوظبي من الأحياء البحرية ذات الأهمية البيئية والمعرضة للأخطار، بالتوازي مع تعريف جميع أفراد المجتمع بكيفية العيش بسلام وعلى نحو مستدام معها.
وقال صالح محمد الجزيري، مدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي «إن توقيع الاتفاقية مع هيئة البيئة – أبوظبي، يسهم في ترسيخ ريادة أبوظبي في مجال الاستجابة لقضايا الاستدامة. وفي هذا الإطار، نواصل الارتقاء بقدراتنا لطرح وتبني استراتيجيات لمواجهة التحديات الراهنة، بالتزامن مع التعاون مع أبرز الجهات المعنية لاستكشاف رؤى وخبرات جديدة، والاستفادة منها في تطوير حلول مبتكرة. وعن طريق دعم هذا البرنامج، نسلط الضوء على جهودنا للحفاظ على البيئة، والتزام وجهتنا بمبادرات السياحة المستدامة».
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي «تؤكد هذه الشراكة مدى اهتمام مجتمعنا، سواء على مستوى الهيئات الحكومية أو الأفراد، بالحفاظ على بيئتنا الطبيعية وحماية تنوعها البيولوجي، كما أنها تجسد ريادة أبوظبي بوصفها مركزاً لتأهيل وإكثار الأحياء البرية والبحرية».
وأوضحت الظاهري أن هيئة البيئة- أبوظبي ستشرف على المنطقة التي سيديرها «ذا ناشونال أكواريوم»، حيث سيعمل خبراؤه على إعادة تأهيل السلاحف البحرية قبل إعادتها إلى مواطنها الطبيعية، حتى تتمكن من النمو والتكاثر، بما يضمن زيادة عددها.
وسيسهم وجود السلاحف في المياه المحيطة بمتحف اللوفر أبوظبي في تثقيف المجتمع والعالم بمكونات البيئة الطبيعية الغنية في إمارة أبوظبي وتنوعها البيولوجي الفريد.
وقال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «يلتزم متحف اللوفر أبوظبي برفع مستويات الوعي بقضايا الاستدامة البيئية، ومبادرات حماية التنوع البيولوجي وعناصر البيئة الطبيعية في الإمارات، وبما يتماشى مع أحد ركائز رسالة المتحف الرامية إلى الاحتفاء بالروابط الفريدة بين البر والبحر».
وسيعمل علماء الأحياء البحرية من «ذا ناشونال أكواريوم» على ضمان إدارة المنطقة حسب أعلى مستويات السلامة والجودة والمعايير المهنية ذات الصلة، وأفضل الممارسات الدولية، فيما ستتولى هيئة البيئة – أبوظبي مسؤوليات رئيسة في قيادة المشروع حتى إطلاق السلاحف إلى مواطنها الطبيعية، باعتبارها الجهة المعنية بحماية وتعزيز جودة الهواء والتنوع البيولوجي في النظم البيئية الصحراوية والبحرية في أبوظبي، والتي تدير العديد من البرامج لتحقيق هذه الأهداف. وقد نجحت هيئة البيئة و«ذا ناشونال أكواريوم» في إنقاذ وإطلاق أكثر من 400 سلحفاة إلى مياه الخليج العربي.