هالة الخياط (أبوظبي)

أكد خبراء ومستثمرون في مجال علوم الفضاء، أهمية تبادل الخبرات والمعلومات بشأن الآليات القانونية المتصلة بتدابير تخفيف الحطام الفضائي، ومعالجته بطريقة لا تعرض القدرات الفضائية للخطر، والاستفادة من البيانات المتوفرة من الأقمار الصناعية الموجود في المدار المنخفض المحيط بالأرض عوضاً عن استفراد الدول بإرسال الأقمار الصناعية والتسابق في هذا الإطار، بما يزيد من تصادم الأجسام الفضائية بالحطام الفضائي ومشتقاته.
وأكدوا في تصريحات لـ«الاتحاد» أهمية حوار أبوظبي للفضاء لتحسين التكنولوجيا وشبكات التعاون لرصد الحطام الفضائي، ووضع قواعد ملزمة قانوناً بشأن الحطام الفضائي.
وأكد محمد فاتح فاجير، نائب وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، أهمية حوار أبوظبي للفضاء في مناقشته تحديات القطاع ومعالجتها، لا سيما وأنه يجمع الفعالين في هذا القطاع من الجهات الحكومية والقطاع الخاص ووكالات الفضاء العالمية، بما يعزز التعاون الدولي الذي أصبح ضرورة لا بد منها وليس خياراً للتعامل مع التحديات التي تواجه قطاع الفضاء، وصياغة اللوائح والقوانين التي تؤطر العمل في هذا القطاع والاستثمار فيه.
وقال: من المهم جداً لجميع المعنيين في قطاع الفضاء التواجد في حوار الفضاء في نسخته الأولى، وخلال السنوات المقبلة، لأهميته ولبحث فرص التعاون بين جميع الدول، وأشار إلى التعاون بين دولة الإمارات وجمهورية تركيا في مجال قطاع الفضاء.
وأضاف: «نحن نتابع مشروع الإمارات لاستكشاف الفضاء عن كثب، ونبحث حالياً مع الجانب الإماراتي كيفية التعاون في هذا البرنامج، لا سيما وأن تركيا لديها مهمة قمرية حالياً ونخطط لاستخدام سجلاتنا الهجينة وتكنولوجيا الدفع في تلك المهمة، وفي حال نجحت سيتم تعميم التجربة عالمياً للاستفادة منها، وهي فعالة وقليلة التكلفة وصديقة للبيئة، وباتحاد جهود المهارات الإماراتية والتركية في مجال علوم الفضاء سيكون لها انعكاسات على الصعيد العالمي».

ملايين القطع الصغيرة
وأكد الدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء من مملكة البحرين، ضرورة التعامل بجدية مع قضية الحطام الفضائي الذي بلغ ذروته، محذراً من إحداثه كارثة فضائية قريباً ستؤثر على مبادرات الدول والقطاعات الخاصة التي تعمل في قطاع الفضاء.
وأشار إلى وجود ملايين القطع الصغيرة من الركام الفضائي التي تسبح بسرعة عالية جداً تصل إلى 7.2 كم في الساعة، وتمثل خطراً حقيقياً على الأقمار الصناعية الموجودة التي تضمن لنا الاتصالات الدولية، والأقمار المعنية بالبيئة، ومحطة الفضاء الدولية المأهولة حالياً بالبشر.
وقال ليث حمد المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة المشروع المشترك بين OneWeb وNEOM في شركة OneWeb، إن حوار أبوظبي للفضاء مهم جداً لكافة الدول ولمشغلي الأقمار الصناعية وكل هيئات تنظيم الفضاء مهتمة فيه، مشيراً إلى أن الحاجة حالياً لعمل خطة لحل الحطام.
وعن تجربة الشركة في مجال تصنيع الأقمار الصناعية، قال إنه يتم تصميم الأقمار الصناعية، عند انتهاء عمرها والتخلص منها بطريقة لا يكوّن حطام أو نفايات فضائية، من خلال إعطاء إشارة للقمر الصناعي للعودة إلى الغلاف الجوي وينحرق تماماً ويتبخر دون إحداث أي أثر سلبي في الفضاء أو الأرض. 
وأكد أن معالجة موضوع النفايات الفضائية مهم جداً لتأثيره علينا الآن والأجيال المستقبلية، فوفق نظرية «كسلر» لحدوث تصادم في الفضاء بين الأقمار الصناعية والنفايات الفضائية سيتسبب بتكسرها لمئات الآلاف من الحطام الصغيرة جداً التي تسير بسرعات عالية جداً، مما يشكل خطراً كبيراً، ويتولد عنها حطام فضائي سيؤثر علينا في المستقبل وعلى إطلاق الأقمار صناعية الجديدة في المستقبل.
وأكد على ضرورة وضع تشريعات للاستخدام السلمي للفضاء والاستفادة من الاتصالات الفضائية، وعلى مشرعي القوانين يتطلب وجود تعاون مستمر لتحقيق الاستخدام الآمن للفضاء.

أحداث بارزة
من جانبه، أشار ايرفيه ديريه، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة تاليس ألينيا سبيس، إلى أهمية «حوار أبوظبي للفضاء» الذي يأتي في وقت تقع فيه أحداث بارزة في مجال الفضاء، وتطلع العديد من الدول للاستثمار في الفضاء بوصفه سبيلاً أساسياً لضمان سيادتها، وهذا على سبيل المثال لا الحصر، بما يخلق ديناميكيات مثيرة للاهتمام، ويطرح في الوقت نفسه بعض الأسئلة والمخاوف بشأن استدامة الفضاء.
وأشار إلى أنه من خلال جمع كبار قادة القطاع والمؤسسات على مستوى العالم، يقدم «حوار أبوظبي للفضاء» فرصة ممتازة لتسهيل الحوار ووضع الحلول من خلال التعاون.
وقال ديريه: إن المسألة التي أصبحت ذات أهمية متزايدة هي بروز القطاع الخاص في مجال استكشاف الفضاء وتطويره. وإذ نتطلع إلى مستقبل القطاع، أعتقد أنه من الضروري ضمان التكامل بين الجهات الفاعلة في القطاعين الخاص والمؤسسي.
وأكد أن الهدف ليس تسليم استكشاف الفضاء إلى القطاع الخاص ولكن زيادة توسيع نطاقه، وتمثل دور الحكومات والمؤسسات في مجال استكشاف الفضاء في وضع الأساسيات وتطويرها على نحو مستدام، والقيام بالأمور التي لا يستطيع القطاع الخاص تحملها وبالطبع تجنب التكرار.
وقال ديريه: «يجب أن يتعاون القطاعان المؤسسي والخاص لضمان إجراء الأمور بالطريقة الأكثر مسؤولية لصالح كوكب الأرض والفضاء والإنسانية».
وأضاف:«تتمثل رؤيتنا في «تاليس إلينيا سبيس» في شعار «الفضاء من أجل الحياة»، ونحن مقتنعون بأن الفضاء يلعب دوراً حاسماً من أجل حياة أفضل على الأرض وخارجها».

أسعار منخفضة
وقال إيان كريستنسن مدير مشاركة القطاع الخاص في مؤسسة عالم آمن: إن الابتكار في الأفكار ضروري والتكنولوجيا ضرورية، ستمكننا من إطلاق وتشغيل الأقمار الصناعية بأسعار منخفضة، مقارنة بالسابق، وتشغيل المنصات والأقمار الصناعية بشكل فعال والاتصال بالإنترنت عوضاً عن الحطام الفضائي.
وأكد ضرورة التعاون في مجال الأقمار الصناعية وتبادل البيانات بين الدول عوضاً عن إطلاق أقمار صناعية بمهمات متشابهة. مشيراً إلى أن مجموعة الأقمار الصناعية تشكل خطراً على استدامة الفضاء، واللوائح والقوانين الموجودة ليست فعالة ولا تحقق مأمونية واستدامة الفضاء.
وأكد دان سيبرلي، الرئيس التنفيذي لشركة «ليو لابس» أهمية تنظيف الفضاء من الحطام الفضائي وتسيير مهمات فضائية لتنظيف المدار المنخفض من الأرض من النفايات الفضائية، والتشارك في البيانات والمناورات السلمية لتجنب الحطام وتجنب اصطدام الأقمار الصناعية ببعضها البعض أو دخولها الأرض وتجنب ارتطامها بمجال الطيران المدني.