آمنة الكتبي (دبي) 

كشف الدكتور فاروق الباز، عالم الفضاء والجيولوجيا في وكالة «ناسا» رئيس مركز الاستشعار عن بُعد في جامعة بوسطن، عن أن قطاع الفضاء يواجه 4 تحديات تشمل وضع العلاقات الدولية بين الدول المتقدمة، والأخطار غير المتوقعة نتيجة غزو الفضاء، بالإضافة إلى الميزانيات الضخمة التي تحددها الدول لقطاع الفضاء، وما هي الفائدة الحقيقية التي تقدمها مشاريع الفضاء لصالح الإنسان. 
وأوضح لـ«الاتحاد»، أن أبرز التحديات هي الخطأ الذي ينتج عنه أثر سيئ على الإنسانية في كل أنحاء الأرض، حيث بدأ مكتب الأمم المتحدة في نيويورك بوضع قرارات مهمة، منها عدم استخدام أي سلاح في الفضاء على الإطلاق، بالإضافة إلى منع تسميات المكتشفات بأي دولة، ولكن تسميات الأشياء في الكون هو محدد في أعمال «الاتحاد العالمي لعلوم الفلك».
وأكد الباز أهمية العمل على استدامة الفضاء، وسهولة الوصول إليه وتعزيز أمنه، عبر وضع السياسات والقوانين والتعاون الدولي، موضحاً أن دولة الإمارات تميزت تجربتها في مجال الفضاء وأصبحت في مصاف الدول، من خلال المشاريع الفضائية.
وأضاف أن التجربة الإماراتية في قطاع الفضاء تُعد الأفضل عربياً، وأن نجاحات اقتصادية وعلمية تنتظر الإمارات خلال الخمسين عاماً المقبلة بسبب إنجازات هذا القطاع، مبيناً أن أهم المكاسب التي حققتها الدولة هو تأسيس جيل واعد من الشباب يتمتع بخبرات متميزة، وأن نتائج استكشافات المشروعات الوطنية بالفضاء ستكون أساس التنمية للسنوات المقبلة.
وقال عالم الفضاء والجيولوجيا في وكالة ناسا: يتميز المشروع الفضائي الإماراتي بتنوعه الكبير، الذي شمل العديد من المشروعات مختلفة الأهداف، فهناك مرحلة البدايات التي اتسمت بتطوير وبناء الأقمار الصناعية بغرض التصوير والاستشعار عن بُعد، والتي شملت نايف 1، ودبي سات 1، ودبي سات 2، وخليفة سات، وصولاً إلى MbZsAt، القمر الصناعي الأكثر تقنية وتقدماً، وهي مرحلة جعلت من الدولة لاعباً رئيسياً ومهماً عالمياً، بما قدمته عبر مشروع استكشاف المريخ مسبار الأمل، الذي يقدم ولا يزال، معلومات نوعية جديدة للمجتمع العلمي عن الكوكب الأحمر وأسراره.
وأضاف: يفتخر العلماء العرب في كل مكان، لأن دولة الإمارات العربية المتحدة أثبتت أن للعرب القدرة على مشاركة العالم المتقدم في جمع المعلومات العلمية عن الكون، وأن مشاركة مسبار الأمل في بحث مكونات الغلاف الجوي العلوي للمريخ مهمة علمية فريدة. 
وتابع: إن هذه الجهود والرؤية المستقبلية لم تتوقف، بل تواصلت لتشمل مشروعات جديدة نوعية، مثل مهمة استكشاف القمر، ومهمة الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، وهذه المشروعات الضخمة في مستهدفاتها تعكس قوة الإرادة والفكر المستقبلي الذي تتمتع به الدولة وقيادتها، ما يؤسس لمستقبل مزدهر لها خلال السنوات المقبلة، فضلاً عن تعزيز إسهاماتها ودورها العالمي في هذا القطاع.
وأوضح الباز أن الإمارات خلال مسيرتها لتطوير قطاع الفضاء، عملت على تأهيل كوادر وطنية وفق أرقى المهارات والخبرات العالمية، من أجل العمل في هذا القطاع بكفاءة عالية، وكعادتها تقود نهضة جديدة في عالمنا العربي علمياً وتكنولوجياً، فيما يقوم على ذلك الشباب الإماراتي المتميز بقدراته الكبيرة، حيث أثبتها نجاح المشروعات السابقة التي عمل عليها في قطاع الفضاء.
وقال: إن دولة الإمارات وفرت العديد من مراكز الأبحاث، مشيراً إلى أن مجمع محمد بن راشد للعلماء، يُعد منصة لإيجاد مجتمع علمي من مختلف التخصصات، من داخل دولة الإمارات وخارجها، والذي يضم 100 عالم وباحث من المجتمع العلمي الإماراتي، من ذوي الإنجازات، بحيث يُعد الانتساب إليه شرفاً علمياً، ويهدف إلى تقديم المشورة للجهات الحكومية بشأن أفضل السياسات التي يمكن تبنيها لتحقيق الخطط التنموية المعنية بالاستثمار في الميدان العلمي.