هالة الخياط (أبوظبي)

منذ تأسيسها، حققت الإمارات العديد من المنجزات في قطاع النقل والبنية التحتية، وكان جلّ اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، تعزيز منظومة النقل والبنية التحتية، انطلاقاً من أنهما الأساس في التنمية، وهذه الجهود والإنجازات المستمرة برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ساهمت في أن تتربع الدولة ضمن الـ 10 الكبار عالمياً في 20 مؤشراً رئيساً من مؤشرات التنافسية العالمية الخاصة بقطاع الطاقة والبنية التحتية لعام 2021.
وتسعى حكومة الإمارات إلى ضمان التنمية المستدامة إلى جانب الحفاظ على البيئة، مع تحقيق التوازن المثالي بين التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية، حيث أكدت في رؤية الإمارات 2021 أهمية البنى التحتية، وأن تصبح الدولة من بين الأفضل عالمياً في جودة المطارات والموانئ البحرية والبنية التحتية للطرق.
وتدرس الجهات المعنية في الدولة العديد من البدائل، فمن المركبات ذاتية القيادة إلى التاكسي الجوي، ووحدات النقل المعلقة وقطار المستقبل «الهايبرلوب»، كلها أفكار مطروحة وقيد الدراسة لتنفيذها خلال السنوات المقبلة. 

استشراف المستقبل 
تستشرف الإمارات المستقبل بتطوير قطاع نقل ذكي ومستدام، وبانتهاج كل ما هو متطور وحديث في هذا القطاع الحيوي. وتنطلق إمارة أبوظبي نحو مرحلة جديدة من التطور في قطاع النقل المستدام الصديق للبيئة، ضمن استراتيجية إدارة التنقل الذكي في إمارة أبوظبي، والتي تهدف إلى دعم عملية التحول نحو النقل الذكي والمستدام القائم على المعرفة والحلول المبتكرة، حيث يبذل مركز النقل المتكامل، التابع لدائرة البلديات والنقل، جهوداً كبيرة لرفع كفاءة قطاع النقل العام وخفض انبعاثات الكربون، بما يتماشى مع رؤية قيادتنا الحكيمة في أن تصبح مدن إمارة أبوظبي، ذكية وصديقة للبيئة ومستدامة في خدماتها ونمط العيش فيها.
وتم إطلاق المرحلة الثانية من مشروع التنقل الذكي في جزيرتي ياس والسعديات، من خلال مركبات ذاتية القيادة TXAI، والتي تمثل أولى مركبات الأجرة المؤتمتة بالكامل في الدولة، وخدمة الحافلة ذاتية القيادة Robobus، لبناء نظام نقل ذكي يدعم التنمية عبر مختلف القطاعات، ويسهل تنقل سكان وزوار الإمارة.

النقل المستدام
تؤكد القطاعات المعنية بقطاع النقل في الدولة التزامها بدعم النقل المستدام والتوجه القائم نحو استخدام المركبات ذات الانبعاث المنخفض، باعتماد أفضل المواصفات والمعايير الخاصة بوسائل النقل المختلفة، وتطبيق أحدث التقنيات في هذا القطاع، وتحفيز أفراد المجتمع على التوجه أكثر نحو استخدام المركبات الصديقة للبيئة، في إطار الحرص على تعزيز معايير جودة الحياة في الإمارة. 
وتعمل الدولة على إرساء البنية التحتية اللازمة، من تشريعات وتكنولوجيا متطورة لاستخدام المركبات ذاتية القيادة، وتعزيز وسائل النقل الذكي والمستدام. وتُعد وحدات النقل المعلقة نظاماً مستقبلياً للتنقل تدرس تطبيقه هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وتمتاز باستخدام مساحة أرض أقل بمرات عدة، مقارنة بالأنظمة التقليدية ذات السعة نفسها وكفاءة استخدام للطاقة بمقدار أقل خمس مرات عن المركبات الهوائية.

تطبيقات تنقل ذكية 
تتيح الكثير من تطبيقات الهواتف الذكية إرشاد سكان الدولة والسياح للوصول إلى وجهاتهم اختصاراً للوقت والمسافات، فبالإضافة إلى تطبيق «خرائط جوجل» الواسع الانتشار عالمياً والذي يمكن استخدامه في أرجاء دولة الإمارات كافة، فإن تطبيق «سنيار» يوفر نظاماً موحداً للملاحة على مستوى دولة الإمارات أيضاً، ويساعد المستخدمين على الاستدلال على العناوين بسهولة وكفاءة. 
فيما يتيح موقع «درب» حلول التنقل اعتماداً على نظام المعلومات الجغرافية للتنقل داخل إمارة أبوظبي، وتتيح تطبيقات «سمارت درايف» ونظام «مكاني» و«هير» تخطيط الرحلات وتحديد المواقع في دبي من دون الحاجة إلى الارتباط مع شبكة الإنترنت. وتلعب منظومة المواصلات العامة في الدولة دوراً بارزاً في تعزيز الصورة الجمالية للمواقع السياحية بعد نجاحها بتحويل مفهوم التنقل الجماعي إلى رحلة ترفيهية ومحطة على جدول زوارها، وبالأخص مترو دبي الذي أصبح الوسيلة الأكثر استخداماً لحضور الفعاليات والأحداث الكبيرة في دبي.

مرافق نقل
تمتلك الإمارات مرافق نقل وبنى تحتية تُعد من بين الأفضل والأكثر تطوراً على المستوى العالمي، وتتنوع وسائل النقل العامة في الدولة، لتحقق تطلعات واحتياجات سكان الدولة وزوارها من السياح، بما في ذلك الحافلات، المترو، الترام، سيارات الأجرة ووسائل النقل البحري التي تتكامل معاً لتربط المناطق الحضرية كافة داخل الدولة، بما يضمن التنقل السهل والآمن للركاب والمسافرين. وتعمل الجهات المعنية على تحسين وتطوير البنية التحتية لشبكة الطرق، بالإضافة إلى المحافظة على أصول الطرق الرئيسة، والتأكد من أن شبكة الطرق الرئيسة تعمل بشكل فعال وآمن وبأقل أثر على البيئة، تماشياً مع أهدافها لتخفيف الازدحام المروري، وزيادة انسيابية حركة التنقل في أرجاء الدولة. 

استقطاب المستثمرين
تمكنت الدولة من تصميم شبكات طرق بأسلوب متطور لتحقيق مستهدفاتها الشاملة والمستدامة في التنمية، واستقطاب المستثمرين ممن يطمحون إلى إنشاء أعمالهم بشكل يضمن لهم الاستقرار والربحية، لا سيما أن الإمارات تتمتع ببيئة آمنة لإقامة الأعمال، تشريعياً ومؤسساتياً، الأمر الذي أكسب أنشطة أعمال الطرق والنقل والبنية التحتية أهمية كبرى، وعزز من الاستثمارات في هذا المجال، بما في ذلك التنقل وأنظمة النقل الذكية.

مؤشرات التنافسية
في ظل استمرار التطور الذي يشهده قطاع النقل في دولة الإمارات، فمن المتوقع ارتقاء الدولة إلى مستويات أعلى خلال الفترة القادمة في مؤشرات التنافسية كافة الخاصة بالقطاع والصادرة عن جميع المؤسسات الدولية المتخصصة. ونجحت الإمارات، خلال السنوات الماضية، في توفير بيئة تشريعية مميزة لقطاع النقل بشكل عام وبنية تحتية تُعد الأضخم في منطقة الشرق الأوسط لخدمة النقل الجوي بشكل خاص، حيث يوجد أكبر المطارات وأسطول كبير من الطائرات، فضلاً عن الخدمات اللوجستية اللازمة للقطاع. 

سيارات الأجرة 
تُعد سيارات الأجرة في دولة الإمارات من وسائل التنقل الرئيسة التي يستخدمها الزوار والسياح، حيث تتم إدارة أساطيلها بشكل احترافي، وهي منتشرة في الأماكن السياحية كافة، وهي واسعة الانتشار ونظيفة ومجهزة بعدادات لتنظيم وضبط التعرفة بدقة. كما يُمكن حجزها عبر التطبيقات الذكية المخصصة لذلك. كما تتوافر خدمات أوبر، ويتم تشغيل خدمات سيارات الأجرة على مدار اليوم ولمدة 24 ساعة يومياً، وهناك سيارات أجرة مخصصة للسيدات تقودها سائقات، وسيارات أجرة كبيرة الحجم مخصصة لنقل الزوار والسياح. 

حافلات النقل العام 
تمثل شبكة حافلات النقل العام الوسيلة الرئيسة التي تربط شبكة المواصلات المتنوعة معاً وجميع إمارات الدولة، وتُعد شبكة النقل الأكثر امتداداً، حيث تغطي المراكز السياحية ومناطق الأعمال والأحياء السكنية، وتعتبر هذه الحافلات عصرية ومكيفة ومجهزة بوسائل راحة لذوي الهمم، ووسائل مساعدة سمعية وبصرية، وهي مراقبة بالكاميرات، وتخصص أماكن لجلوس السيدات والأطفال، وتتسم بالكفاءة في مواعيد الوصول، وسهولة الدفع، كما يتضمن الأسطول حافلات صديقة للبيئة تسير ببطاريات كهربائية قابلة للشحن. 

النقل البحري 
وسائل المواصلات البحرية تضم العديد من الخيارات، مثل التاكسي المائي والباصات المائية، والفيري، وقوارب العبرة، ويمكن اعتماد استخدام وسائل النقل البحري في كل من أبوظبي ودبي والشارقة، حيث تغطي مساحات مهمة وحيوية في المدن الرئيسة.
وتوفّر مدينة أبوظبي خدمة العبّارات التي تعمل يومياً بين جزيرة دلما وميناء مغرق ومرسى جبل الظنة، وتتوافر هذه الخدمات أيضاً في دبي في كل من محطات بر دبي وديرة وجميرا ومرسى دبي، وتترابط مع محطات الشارقة. 

قطار الاتحاد 
جاء إطلاق البرنامج الوطني للسكك الحديدية باستثمارات قيمتها 50 مليار درهم ليشكل منظومة متكاملة لنقل البضائع والركاب على مستوى إمارات الدولة. ويعد قطار الاتحاد أول منظومة نقل بري تصل بين مختلف مدن ومناطق الإمارات من الغويفات وحتى الفجيرة، بما يساهم في تطوير منظومة نقل شاملة ومتكاملة تفتح آفاقاً تنموية، وتوفر فرصاً اقتصادية تصل قيمتها إلى 200 مليار درهم. 
ويرسخ البرنامج الوطني للسكك الحديدية تفوق الإمارات العالمي في المجال اللوجستي، حيث سيربط قطار الاتحاد للبضائع 4 موانئ رئيسة، وسيتضمن بناء 7 مراكز لوجستية في الدولة، وسيبلغ حجم النقل 85 مليون طن من البضائع في عام 2040. 

ترام دبي
يعتبر ترام دبي واحداً من أكثر وسائل النقل أماناً وجمالية في العالم، حيث صمم ليكون جزءاً أساسياً من شبكة مواصلات دبي، ويعد ترام دبي أول مشروع ترام خارج أوروبا يعمل بنظام التغذية الكهربائية الأرضية على كامل الخط دون الحاجة لأسلاك الكهرباء العلوية. 
ويربط ترام دبي بين مواقع رئيسة ومحورية في المدينة، مثل محطات أبراج بحيرات الجميرا، وداماك على الخط الأحمر لمترو دبي، وتمتد خطوطه من مرسى دبي ليصل إلى نخلة جميرا بمحاذاة شارع الصفوح. ويتصل أيضاً بقطار مونوريل نخلة جميرا، وتحقق شبكة المواصلات الآلية مستويات عالية من الراحة وسهولة التنقل والأمان للركاب. 

سبع مقصورات
يبلغ طول شبكة ترام دبي 10.6 كيلومتر، وتمر عبر 11 محطة موزعة على عدد من المناطق السكانية، وتتكون كل عربة من عربات الترام من سبع مقصورات وموزعة بين الدرجتين الفضية والذهبية، وتم تخصيص مقصورة في الدرجة الفضية للنساء والأطفال.