أبوظبي (الاتحاد)
تعمل هيئة البيئة في أبوظبي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» معاً على تعزيز جهودهما المشتركة لإحياء التراث والتقاليد المرتبطة، بمهنة الغوص لاستخراج اللؤلؤ عن طريق استزراع المحار المحلي في مياه الخليج العربي، بشكل مستدام لإنتاج لؤلؤ ذي جودة عالية، وذلك من خلال مشروع «لؤلؤ أبوظبي».
وكانت «الهيئة» قد أطلقت، في عام 2019، سياسة الاستزراع المستدام للأحياء المائية لإمارة أبوظبي، التي تهدف إلى تعزيز النمو في قطاع استزراع الأحياء المائية بالإمارة، ورفع قدرته التنافسية للحد من الضغوط على المصايد السمكية المحلية المستغلة بشكل مفرط، وتعتبر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» أحد الشركاء الرئيسيين المعنيين بتحقيق هذه الرؤية التي تدعم وتطور البحوث المتعلقة باستزراع الأحياء المائية.
ويشار إلى أن مشروع لؤلؤ أبوظبي كان قد تأسس في عام 2007 وحدد هدفه الطموح باستزراع ما يقارب من 80 ألف محارة وإنتاج ما يقارب 20 ألف حبة لؤلؤ عالي الجودة سنوياً بطريقة مستدامة في مياه إمارة أبوظبي. ومن خلال هذا المشروع، تسعى «الهيئة» إلى توفير منصة تعليمية وتوعوية حول الاستزراع المستدام للمحار عن طريق تنظيم زيارات لطلبة المدارس والجامعات، وللجهات والمؤسسات الحكومية والوفود الخارجية.
ومنذ إنشائه، ساهم المشروع في العديد من المبادرات والفعاليات الهادفة لإحياء التراث والحافظ على المحار واللؤلؤ المحلي، وذلك من خلال المشاركة في الفعاليات المحلية والدولية. كما تم إطلاق مشاريع مشتركة مع المؤسسات التعليمية، وإدخال العنصر الفني لإعداد تصاميم مجوهرات باستخدام اللؤلؤ المستزرع. كما تعمل «الهيئة» والفاو بشكل وثيق لإبراز الجهود التي تبذلها «الهيئة» في مجال استزراع اللؤلؤ كمثال للاستزراع المستدام للأحياء المائية على مستوى العالم.
وقال أحمد إسماعيل الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة بأبوظبي: «تساهم هذه الشراكة الشاملة مع منظمة الأغذية والزراعة، في تعزيز مشروع «لؤلؤ أبوظبي» الذي يعتبر أحد مشاريع استزراع الأحياء المائية الرائدة في المنطقة. وتوصلت هيئة البيئة - أبوظبي إلى طريقة لإحياء تراث الغوص لاستخراج اللؤلؤ في أبوظبي، من خلال الممارسات الحديثة والمستدامة. في الماضي، كان الغوص بحثاً عن اللؤلؤ مهنة محفوفة بالمخاطر، ولكنه وفر فرص عمل موسمية لتحقيق دخل اقتصادي لمجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة. كما أنه لم يكن مجرد تجارة أو وسيلة للعيش فحسب، بل كان كذلك نظاماً اجتماعياً متكاملاً غذى تراثاً غنياً من التقاليد والموروث الثقافي. ونحن بهيئة البيئة نسعى بشكل دائم إلى الحفاظ على تراثنا الوطني، وكذلك حماية البيئة، من خلال تطوير تقنيات استزراع الأحياء المائية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومن خلال هذا التعاون يمكننا فعل ذلك بنجاح».
من جانبه، قال ليونيل دابادي، مسؤول أول مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في مكتب منظمة الأغذية والزراعة الكائن في إمارة أبوظبي: «يوفر مشروع محار اللؤلؤ الذي صممته ونفذته هيئة البيئة - أبوظبي مصدر دخل لرواد الأعمال الإماراتيين الشباب، كما أنه يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية النظام البيئي في الإمارة، بما يتماشى مع أهداف التحول الأزرق التي تروج لها منظمة الأغذية والزراعة. نتطلع من خلال شراكتنا مع هيئة البيئة - أبوظبي، إلى تطوير تربية الأحياء المائية المستدامة والمساهمة في تحقيق هدف الإمارات في أن تصبح مركزاً عالمياً رائداً في مجال الأمن الغذائي القائم على الابتكار بحلول عام 2051».
4 مسارات رئيسية
يركز مشروع «لؤلؤ أبوظبي» على أربعة مسارات رئيسية، حيث يهدف المسار الأول إلى تعزيز السياحة البيئية في الإمارة، من خلال تسليط الضوء على تقاليد دولة الإمارات العربية المتحدة وتراثها، ويتضمن المسار الثاني تسويق منتجات مشروع «لؤلؤ أبوظبي». كما يتمثل أحد المسارات الرئيسية المهمة للمشروع في إجراء تجارب علمية وتطبيقية لتعزيز المعرفة في مجال استزراع الأحياء المائية للمحار، مما يؤدي إلى زيادة حجم الإنتاج، وتحسين جودة اللؤلؤ. وأخيراً، يهدف المسار الرابع لرفع مستوى الوعي بين الأجيال الشابة حول الاستزراع المستدام للمحار، من خلال تنظيم زيارات لطلاب المدارس والجامعات والمشاركة في الفعاليات المحلية والدولية.