سامي عبدالرؤوف (دبي) 

استطاع أبناء الإمارات أن يسطروا قصص نجاح ملهمة في مختلف المجالات والتخصصات، جعلتهم محط أنظار وإعجاب الجميع لما يتمتعون به من قدرات وكفاءات ومهارات تؤكد أنهم رقما مهما ومؤثرا في أي عمل يقومون به. 
فأبناء الوطن أثبتوا جدارتهم أينما وجدوا، حتى في صعودهم إلى الفضاء واكتشاف معالم كوكب المريخ، واليوم يشاركون بقوة في العمل بالقطاع الخاص ويقدمون لنا نماذج تحقق التميز في مسيرتها المهنية. 
وترصد صحيفة «الاتحاد» العديد من هذه النماذج وقصص النجاح للمواطنين العاملين في القطاع الخاص، الأمر الذي يشجّع عليه ويدعمه برنامج «نافس»، البرنامج الاتحادي الذي يشرف عليه مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، ويهدف إلى تعزيز كفاءة ومهارات الإماراتيين، وزيادة مشاركتهم ضمن القوى العاملة في القطاع الخاص.  ومنذ أن أُطلق برنامج «نافس» بمكرمة من القيادة الرشيدة، في سبتمبر من عام 2021، استطاع تحقيق سلسلة من الإنجازات المشهود لها في مجال رفع نسبة التوطين في القطاع الخاص، وتقديم الدعم لمواطني الدولة وتعزيز حضورهم كقوى عاملة في المؤسسات الخاصة.
أعلن برنامج «نافس» لرفع الكفاءة التنافسية للكوادر المواطنة، أن 14 ألف مواطن انضموا للقطاع الخاص منذ إطلاق «نافس» وما زالوا على رأس عملهم، 7 آلاف منهم تم تعيينهم في القطاع الخاص بعد تسجيلهم في منصة «نافس» الإلكترونية. 
وأشارت الإحصائيات التي حصلت عليها «الاتحاد»، إلى أن 73% ممن تم تعينهم لم يسبق لهم العمل في القطاع الخاص، لافتة إلى أن إجمالي المستفيدين من خدمات «نافس» المتنوعة، بلغ 21 ألف مواطن حتى الآن.  وسجلت 5 آلاف شركة في «نافس»، الذي وقع 24 اتفاقية مع شركاء استراتيجيين، و6 جامعات ضمن برنامج دعم القطاع الصحي، بالإضافة إلى 4 اتفاقيات مع شركاء استراتيجيين في القطاع شبه الحكومي للتعهد بتوفير أكثر من 11 ألف وظيفة عن طريق شركات الموردين. 
وبلغ عدد المستفيدين الحالين من برامج الدعم المالي أكثر من 21 ألف مواطن ومن المتوقع مع التحديثات الجديدة أن يصل عدد المستفيدين من المواطنين في كل من القطاع الخاص والمصرفي إلى حوالي 170 ألف مواطن منتفع خلال السنوات الخمس المقبلة.

تحديث المزايا 
وقال غنام المزروعي، الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية: «تأتي مكرمة القيادة الرشيدة في تحديث مزايا وأهلية الدعم المالي للموطنين العاملين في القطاع الخاص، لتؤكد على حرص قيادتنا على وضع المواطن في رأس أولوياتها، واعتباره الثروة الأغلى للوطن، والتي يجب استثمارها في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والمستدامة».
وأضاف: «استطاع «نافس» أن يسهم بشكل فاعل في زيادة حضور المواطنين ضمن القوى العاملة في القطاع الخاص، ونأمل أن تكون خطوة تحديث المزايا دافعاً جديداً للمواطنين للاتجاه إلى هذا القطاع الحيوي». 
وأشار إلى أن المزايا أصبحت تشمل العاملين في القطاع الخاص قبل وبعد إطلاق «نافس»، إلى جانب توسيع نطاق برنامج دعم رواتب المواطنين في القطاع الخاص والمصرفي ورفع قيمة الدعم وتعديل علاوة الأبناء ورفع الدعم المؤقت للموظفين الذين فقدوا وظائفهم لأسباب خارجة عن إرادتهم.
ولفت المزروعي إلى أن تنفيذ التحديثات سيتمّ بإشراف برنامج «نافس»، مع الحرص على وصول الدعم لمستحقيه، مؤكّداً أن الفرص الوظيفية بمختلف التخصصات والقطاعات المهنية متاحة للمواطنين، وتناسب جميع المؤهلات والإمكانيات، وتفتح الآفاق أمام المواطن ليكون دعامة أساسية في بنيان المنظومة الاقتصادية الوطنية.
وأشار إلى حملة «نافس على طريقتك» التي تهدف إلى التعرّف على قصص 1001 من الناجحين وإبراز 100 قصة لهذا العام للموظفين الذين انخرطوا في العمل ضمن القطاع الخاص. 

وقال: «تأتي حملة «نافس على طريقتك» في إطار الحرص على تعريف الكوادر الوطنية بفرص التقدّم والتميّز المهني التي يتيحها القطاع الخاص، من خلال التعرّف على قصص النجاح التي حقّقها المواطنون الذين سبقوهم للعمل في هذا القطاع». 
وأضاف: «إننا نفخر بالمواطنين الذين استطاعوا إثبات جدارتهم وتحقيق التميز والصعود على سلم التطوّر المهني من خلال عملهم في المؤسسات الخاصة التي أتاحت لهم الدعم ضمن بيئة عمل رائدة، ونأمل أن تكون هذه القصص ملهمة لشباب الوطن، لخوض تجارب مماثلة، والاستفادة من مزايا وبرامج «نافس» وشقّ طريقهم المهني في القطاع الخاص».
وكان «نافس» قد أطلق حزمتين من البرامج الداعمة للمواطنين الإماراتيين العاملين في القطاع الخاص، الأولى برامج دعم مالي، والثانية برامج تدريب وتأهيل، واستفاد من هذه البرامج آلاف المواطنين الذين شقوا طريقهم المهني ضمن مؤسسات القطاع الخاص، فاستطاعوا تحقيق تطلّعاتهم وطموحاتهم المهنية.

قصص نجاح
طريق النجاح ليس ممهداً ولا مزروعاً بالورود، إلّا أنّ دعم الأسرة والأصدقاء والجهات المعنية، يجعل مسيرة الناجح أكثر سهولة، وتطالعنا كلّ يوم قصص النجاح لروّاد الأعمال والأشخاص الموهوبين الذين استطاعوا تحقيق التميّز في مسيرتهم المهنية، فاستحقّوا التكريم بأن نعرّف الناس بحكاياتهم.
 وفي قصص النجاح التي نتناولها اليوم هناك شيء مشترك، هو العمل في القطاع الخاص، الأمر الذي يشجّع عليه ويدعمه برنامج «نافس»، البرنامج الاتحادي الذي يشرف عليه مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، ويهدف إلى تعزيز كفاءة ومهارات الإماراتيين، وزيادة مشاركتهم ضمن القوى العاملة في القطاع الخاص.

«مزايا الخاص»
محمد الحوسني، شاب إماراتي، وهو طالب جامعي في السنة الأخيرة من تخصّصه في بكالوريوس المحاسبة في جامعة زايد، ويعمل حالياً في وظيفة مسؤول المرضى في مستشفى ميديكلينيك - شارع المطار، وقد بدأ عمله في القطاع الخاص بتاريخ 28 أغسطس 2022م.
يقول الحوسني: «هناك كثير من الشباب الإماراتيين الذين يفضلون العمل في القطاع الحكومي لأسباب عديدة، غير أنني وعلى عكس التيار فضلت العمل في القطاع الخاص، وذلك لإثبات جدارة وكفاءة المواطن للعمل في قطاع يتميز بأنه قطاع ربحي يتسم بالتنافسية وتنشط فيه روح التحدي والعزيمة في كل يوم، بعيداً عن التعوّد على نمط خدمي محدد». 
وأشار إلى أن «تعدّد الجنسيات والاختلاط بالثقافات الأخرى يجعل القطاع الخاص بيئة جاذبة لنيل مختلف الخبرات والمهارات لإنجاز المهام». وذكر أن «من أهم العوامل التي شجعتني على العمل في مستشفيات ميديكلينيك، اسم الشركة وسمعتها، إلى جانب امتلاكها سلسلة طويلة وعريقة في مجال الرعاية الصحية، بالإضافة إلى رُقيّ تعاملها مع مرضاها وموظفيها بأعلى المعايير المهنية والخدمية».
ولفت إلى التنوّع المهني في القطاع الخاص إلى جانب توافر عدد لا بأس به من الفرص التدريبية التي تؤهل المواطن لخوض غمار العمل في الشركات والمؤسسات الخاصة.

دعم حكومي 
وحول إطلاق حكومة دولة الإمارات العديد من المبادرات والبرامج الداعمة للشباب من أجل توظيفهم، ومن بينها برنامج «نافس»، يقول محمد: «تعمل قيادتنا الرشيدة في هذا الملف بشكل دائم من أجل رفع نسبة التوطين، فلها جزيل الشكر والتقدير على مبادراتها وقراراتها التي تضع فيها المواطن نصب عينيها من أجل العمل على رفعة الوطن واستقرار مجتمعه». 
 ويضيف: «نافس» واحدة من المبادرات المهمة لتمكين المواطن من المنافسة في القطاع الخاص ليثبت ذاته. وبرأيي فإن تأثير مثل تلك المبادرات كبير بحيث يكون حافزاً لتقدم المواطن للعمل في القطاع الخاص أسوة بالعمل في القطاع الحكومي من حيث وجود الحكومة دائماً إلى جانبه عن طريق القرارات التي تحفظ حقه والدعم المادي والمعنوي الذي ينعم به خلال فترة عمله.
وينصح الحوسني الشباب الباحثين عن عمل بتجربة القطاع الخاص لما يتمتع به من تنوع كبير بين قطاعاته المختلفة إلى جانب تعدّد مزاياه، والدعم الحكومي المتمثل ببرنامج «نافس» وغيره من القرارات المحفزة للمواطن للعمل في بيئة آمنة في القطاع الخاص.

دافع للإبداع 
ومن الشابات الإماراتيات اللائي انخرطن بالعمل في القطاع الخاص شيخة الهاشمي، التي تحمل ماجستير إدارة الجودة الشاملة، وهي مستشار إدارة استراتيجية، ولديها رخصة مهن حرة في تقديم الاستشارات، وتعمل مع شركة البناء للاستثمار العقاري منذ عام 2019.
تقول شيخة: «التحقت بالعمل في القطاع الخاص على سبيل التنويع والتجربة، ووجدت أنّ طبيعة العمل مختلفة عن القطاع الحكومي من جميع النواحي، ففي القطاع الخاص استدامة الشركة معتمدة بشكل كبير على المحافظة على العميل وضمان مصدر دخل ثابت لتغطية التكاليف». 
 وتضيف: «وبالتالي فإن كل إجراء وكل قرار مهم يتخذ لضمان ذلك، ولذلك فإنّ طبيعة السعي لتحقيق أهداف الشركة يدفعنا للعمل بشكل أكثر إبداعاً واحترافية، إلى جانب تنوّع أصحاب العلاقة والشركاء الاستراتيجيين وشبكة المعارف».
وترى أن بيئة العمل في القطاع الخاص متنوعة للغاية، ويتمّ فيها دراسة القرارات بعناية حيث تعتمد استدامة الشركة على كل قرار يتم اتخاذه. 
 أما بالنسبة لفرص التدريب، فلم يتح لها الكثير منها لكونها انضمت إلى العمل في مركز رفيع، وكان دورها هو تدريب الموظفين الحاليين والمواطنين الإماراتيين الجدد على تحسين العمليات والطرق المختلفة الفعالة لأداء العمل.
وتؤكّد أنّ مبادرات الحكومة وعلى رأسها «نافس» ستساعد في تغيير نظرة المواطنين الإماراتيين إلى العمل في القطاع الخاص، كما أنها ستساعد أرباب العمل ليصبحوا أكثر راحة في توظيف المواطنين الإماراتيين دون القلق بشأن التكاليف.
وتحث شيخة الشباب المواطنين للعمل بالقطاع الخاص قائلة: «أجد أن بدء الحياة المهنية في القطاع الخاص أكثر فائدة للخريجين الشباب. سوف يتعلم الخريج الأساسيات ويتعرض لمجموعة واسعة من المسؤوليات. وستجعله هذه المعرفة قوياً بما يكفي لإثبات جدارته بثقة تامة في أي قطاع آخر في المستقبل». 

فرص تدريبية 
من جانبها ترى شمّا أحمد، وهي خريجة علاقات دولية، تعمل كصرّاف في شركة الفردان للصرافة منذ 10 شهور، أنّ القطاع الخاص يقدّم فرص عمل كثيرة ومنوعة. 
 وتقول: «لم تكن لدي أية خبرة مهنية وكنت أريد أن أخوض تجربة جديدة بعيداً عن تخصّصي الجامعي، وأردت أن أكتسب مهارات مهنية متنوعة بعيدة عن المجال الذي أريده والتي قد تساعدني في المستقبل إذا ما اخترت مسيرة مهنية لا تتوافق مع دراستي».
وتضيف: «تحرص الشركة التي أعمل فيها على توفير فرص تدريبية منوعة وقد استفدت منها كثيراً، وأنا سعيدة جداً بالتنوع المهني والفرص التدريبية المتاحة لأنها غيرت رأيي حول الكثير من المهن التي لم أفكر بها من قبل وساهمت في زيادة وعيي حول الفرص المهنية والتدريبية».  وتقول: «حتّى الآن لم أحقق الكثير بما أنني أكملت عشرة أشهر فقط في عملي، ولكنني ما زلت أتعلم وإن كنت قد حققت شيئاً واحداً فهو أنني أصبحت متفتحة العقل ومتقبلة للعمل في مجالات مختلفة قد لا تتناسب مع طموحاتي المهنية، ولكنها سوف تساهم في أن أبني أفكاراً مختلفة عن مهن مختلفة، وبالتالي سوف تساعدني في اتخاذ قرار حول المسيرة المهنية التي أريد الإكمال فيها مستقبلاً».
وترى شمّا أن «نافس» برنامج عظيم لأنه يوفر للمواطنين الكثير من المساعدة والدعم عبر البرامج التدريبية وفرص العمل وبرامج دعم الرواتب وغيرها من البرامج الأخرى، وبذلك يتأهلون للعمل ويتشجعون للدخول في القطاع الخاص، وتنصح الشباب المقبلين على سوق العمل بأن يدخلوا القطاع الخاص لكي يكتسبوا مهارات تفيدهم في بناء مسيرتهم المهنية.

التعلّم والنمو
تقول مي خالد لوتاه، التي تخرجت من جامعة نيويورك أبوظبي عام 2020 بشهادة بكالوريوس في الوسائط التفاعلية، إنها التحقت مباشرة ببرنامج طموح التدريبي المقدّم من شركة مايكروسوفت للخريجين الإماراتيين الجدد، وتمّ توظيفها بعد ثلاثة أشهر من التحاقها بالبرنامج، حيث تعمل حالياً كمهندس للحلول السحابية في مايكروسوفت.
وتضيف: «ما دفعني إلى البحث عن الفرص وقبولها في القطاع الخاص هو أنني وجدت القطاع الخاص مكاناً يمكن أن أواجه فيه تحدّياً بسبب طبيعته المتطورة باستمرار، وكان هذا السبب مهماً في حياتي المهنية».  وتؤكد أنها تسعى دائماً إلى تحسين قدراتها، كما تجذبها بيئة القطاع الخاص المتنوعة، التي تؤدي إلى التعلم من أشخاص من خلفيات مختلفة، مشيرة إلى أنّ هدفها كان الانضمام إلى شركة دولية، فهذا أمر أساسي في فتح أبواب العمل جنباً إلى جنب مع الأشخاص المتميزين من جميع أنحاء العالم. وتشير مي، إلى الدعم العائلي الكبير الذي تلقّته للعمل في القطاع الخاص، حيث آمن أهلها بقدراتها ودفعوها للتفوق والاجتهاد.
أما عن التحديات التي واجهتها فهي ترحّب بها لأنها تؤمن بأنها باب للتعلّم والنموّ، وترى أنّ العمل في مجال التكنولوجيا يعني أن الأشياء تتغير وتنمو باستمرار.
وتضيف: «أكملت عامين منذ التحاقي بشركة مايكروسوفت وأعتقد أنني في الطريق الصحيح لتحقيق طموحاتي المهنية والشخصية، وساعدني في ذلك وجود دعم مهني وتعليمي من المرشدين الذين تم تعيينهم لمساعدتي في وظيفتي». 
وتقول للشباب المقبلين على سوق العمل: «إنّ علينا دوراً نؤديه في خدمة الوطن وفي ردّ جميله وحمل طموحاته في حياتنا الشخصية، والقطاع الخاص مجال رحب ومتنّوع وفرصة لصقل الشخصية والتعلم من العديد من الزملاء، كما أنه يمثل جزءاً كبيراً من اقتصاد الدولة». 

التطوّر الوظيفي
ترى حنان عبيد المزروعي، التي تعمل في دلما للصرافة – قسم العلاقات العامة، منذ 3 سنوات، وتحمل شهادة الثانوية العامة، أنّ القطاع الخاص يتميّز بمنح الموظّف الخبرة والفرص في التطور. 
 وتقول: «درست 3 سنوات في الجامعة لكنني لم أكمل دراستي الجامعية، ولدي خبرة في العلاقات العامة والموارد البشرية، لذلك وجدت فرصة للعمل في هذه الشركة ضمن المجال الذي كنت أدرسه، وقد وجدت في دلما فرصة للتعاون مع الآخرين والتعلم». 
وتضيف: «التنوّع في مجال العمل ضروري للموظف لكي يطوّر من نفسه ومن مؤهلاته وخبرته، وبرأيي فإنّ المبادرات التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة لها تأثير كبير على الشباب الإماراتيين لتشجيعهم على العمل في القطاع الخاص وتطوير أنفسهم وتعزيز جهودهم في العمل». 
ودعت الشباب الخريجين الجدد إلى العمل في القطاع الخاص لتطوير أنفسهم والانخراط في بيئة عمل تشجع الابتكار والاجتهاد.

تشجيع أسري 
شيماء بدر الحمادي، خريجة جامعة الشارقة وحاصلة على شهادة البكالوريوس في التصوير التشخيصي الطبي بتقدير امتياز، تعمل كتقنية أشعة في شركة يونيسون للاستثمار في مستشفى خورفكان منذ عام 2018.
تقول: «قمت بانتهاز الفرصة واختيار العمل في القطاع الخاص، نظراً لقيام القطاع الخاص بإدارة جميع أقسام الأشعة التابعة لمستشفيات وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وقد شجّعني لخوض تجربة العمل في هذا القطاع توجّه دولة الإمارات لحثّ ودعم الشباب للعمل فيه، لما فيه من تطور مهني، واكتساب للخبرات من مختلف الجنسيات، وتبادل للمهارات».  وتضيف: «كان لأسرتي الدور الأكبر في تشجيعي للانضمام إلى القطاع الخاص لما رأته من حرص الدولة وسعيها إلى توطين هذا القطاع، وقدّم لي زوجي الدعم الكبير والتشجيع رغم التحديات التي واجهتني في بداية عملي، وقد دفعني هذا التشجيع لأن أبذل قصارى جهدي وأوظف طاقتي في مجال مهنتي لأحقق أعلى مستوى من النجاح وأكون خير من يمثل الدولة في القطاع الخاص».
وتشير إلى أنّ الشركة التي تعمل فيها تعدّ من أكبر الشركات المتخصصة في إدارة أقسام الأشعة في جميع مستشفيات وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وهي تقدّم الدعم والمكافآت للموظفين الأجدر لتشجيعهم ودفعهم للاستمرار في توظيف قدراتهم ومهاراتهم.

الشركات العالمية 
أمّا حصة عبدالله، التي تحمل شهادة الماجستير في التسويق الاستراتيجي من جامعة ولونغونغ الأسترالية، فتدير العلاقات المؤسسية لشركة شِلْ في الإمارات بما في ذلك تنظيم العلاقات مع الشركاء المحليين والعالميين، وإدارة التسويق ومشاركة شِلْ في الأحداث والمحافل كإكسبو وأديبيك، وترأس عمليات الاتصال في فريق الأزمات والكوارث بالشركة.
تقول: «أعمل في القطاع الخاص منذ عشر سنوات تقريباً. كانت وظيفتي الأولى في القطاع الاتحادي ثم المحلي ثم انتقلت إلى القطاع الخاص منذ 2012، إذ هناك الكثير من الفرص للتعلم ولتطوير الذات في القطاع الخاص، ولاسيما في الشركات العالمية التي يقع مقرّها الإقليمي في الإمارات».
وتشير إلى أنها عملت في شِلْ عقب تواصل أحد أفراد قسم الموارد البشرية في الشركة معها عبر تطبيق لينكدان، فلم تتردد في الانضمام إلى الشركة ذات الحضور العالمي، والتي تتميز ببيئة عمل رائدة، وتمنح الموظفين فرص تدريب عالمية، ومرونة في ساعات العمل. 
ولفتت إلى احترام الشركة لتنوع ثقافات العاملين فيها، وتقديم رواتب مرتفعة ومزايا مالية عديدة، بالإضافة إلى تمتّعها بوضوح الرؤية في مجال الطاقة وهو الأمر الذي يمكّن الموظفين من العمل بشفافية.
تقول: «تمكّنت خلال السنوات العشر الماضية من تحقيق معظم طموحاتي المهنية ولاسيما في مجال تطوير المهارات». 

دمج الشباب 
توكد حصة عبد الله، أن برنامج «نافس» خطوة مناسبة لدمج الشباب في القطاع الخاص لاكتساب الخبرة التي ستمكنهم من التطور والالتحاق بشركات عالمية توفر لهم فرصة التنوع والتطور المستمر. 
وقالت: «الخبرة هي ما تبحث عنه الشركات الكبرى، وأنصح الشباب باستغلال هذه الفرصة ليبدؤوا مسيرتهم المهنية. قد يتحدث الكثيرون عن ساعات العمل والمرونة التي يوفرها القطاع الحكومي». 
وأضافت: «لكن وجدت أنّني بانضمامي للقطاع الخاص وتكريس ساعة إضافية فقط إلى جدول العمل اليومي فإنني تمكنت من اكتساب خبرة مكنتني من تعلم مهارات ساعدتني في الارتقاء السريع في السلم الوظيفي». 
ولفتت إلى أنه ليست كل الخبرات متشابهة، ولا بأس بالتغيير المستمر في بداية المشوار المهني، مشددة على أهمية البحث عن الشركات التي تهتم بتطوير المهارات لأن تلك المهارات مدمجة بالخبرة والمعرفة المحلية التي تتميز بها، لأن هذه الأمر هو ما سيجعل الموظف يتميز عن غيره.