سامي عبد الرؤوف (دبي)

أعلنت الدكتورة منال تريم، عضو مجلس الأمناء، المدير التنفيذي لمؤسسة نور دبي، إعداد خطة استراتيجية لمدة 5 سنوات، لمكافحة العمى والإعاقة البصرية التي يمكن تجنبها، مشيرة إلى أن الخطة ستعمل في 3 محاور متوازية، هي: العلاج والوقاية والتعليم والتدريب، على المستويين الدولي والوطني. 
وقالت تريم، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»: «الخطة الجديدة تتضمن التوسع في برامج علاج مشكلة قصر النظر في أفريقيا وآسيا، والكشف المبكر عن أمراض العيون الناتجة عن الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط العين». 
 وأضافت: «كما تشمل الخطة، زيادة عدد المخيمات العلاجية المتنقلة، وزيادة أعداد الدول والمستفيدين من خدمات المؤسسة، والاستثمار في تدريب وتأهيل الكادر الطبي في الدول المحتاجة للقيام بتوفير خدمات علاج أمراض العيون فيها، ما يؤدي إلى توفير الخدمات لمواطنيها في الوقت المناسب». 
وأشارت إلى تكثيف الجهود لتوفير العلاج من مرض المياه البيضاء، من خلال زيادة العمليات الجراحية في المخيمات العلاجية، والتوسع في برنامج التشخيص المبكر وعلاج مرض اعتلال الشبكية بسبب مرض السكري، بالإضافة إلى الدخول في مزيد من الشراكات مع المؤسسات والجهات الدولية والصحية والإنسانية. 

وأفادت بأن هذه الخطة يبدأ تطبيقها مطلع العام المقبل، وتستمر حتى نهاية عام 2027، والمبادرات والمشاريع والبرامج الموجودة بها تستند إلى احتياجات الدول في مجال أمراض العيون والإعاقة البصرية، وذلك بناء على بيانات تم الحصول عليها من منظمات دولية منها منظمة الصحة العالمية، والوكالة الدولية لمكافحة العمى. 
وقالت: «تهدف هذه البرامج والمشاريع والمبادرات، إلى تمكين المجتمع من خلال التغلب على العبء والأثر السلبي الذي ينتج من فقدان البصر على الحياة اليومية. ومع التزام المجتمع الدولي بمكافحة العمى، تظل المشكلة سائدة». 
وأضافت: «تركز المؤسسة أنشطتها في القضاء على مسببات العمى وضعف البصر التي يمكن علاجها والوقاية منها حول العالم، وذلك انطلاقاً من أن دولة الإمارات داعم كبير ورقم مؤثر للغاية في محاولة الوصول إلى عالم خالٍ من الإعاقة البصرية التي يمكن تجنبها». 

أرقام مقلقة 
 تشير أحدث الإحصائيات على مستوى العالم إلى أن 596 مليون شخص يعانون ضعف النظر والعمى، 77% منهم يمكن علاجهم أو مساعدتهم للوقاية من الإصابة بالإعاقة البصرية في حال توافر العلاج المناسب، ويعيش أكثر من 90% من المعاقين بصرياً في الدول النامية. 
ولفتت الدكتورة منال تريم إلى أن أحد التحديات الصحية التي تشغل بال العالم، مشكلة قصر النظر، فحسب نتائج دراسة دولية حديثة، خصصت للتعرف على التحديات الصحية المستقبلية، والأمراض التي شهدت ارتفاعاً في آخر 10 سنوات، تبين أن قصر النظر، خاصة عند فئة الأطفال، في تزايد. 
وقالت: «إن قارة آسيا وصل معدل الإصابة بها 60%، وأكثر الإصابات كانت في دول مثل الصين وسنغافورة، فيما بلغت نسبة الإصابة في الولايات المتحدة الأميركية، 42%، و40% في أوروبا».  وذكرت أن معدل الإصابة في أفريقيا 10%، لكن لا يعني هذا بالضرورة أن نسبة انتشار مشكلة قصر البصر في أفريقيا قليلة، ولكن هذا يدل على أن المنظمات الطبية والإنسانية التي تعمل في مجال مكافحة العمى، أن تضاعف جهودها لوضع برامج ومسوحات في مجال الصحة المدرسية، للتعرف أكثر على حجم انتشار قصر النظر بين طلاب المدارس. 

الأهداف الاستراتيجية 
وعن أهداف الخطة الاستراتيجية، أجابت: «حددنا 6 أهداف، تتمثل في توفير رعاية شاملة مستدامة لصحة العين والبصر، بما في ذلك خدمات إعادة التأهيل في المجتمعات المحتاجة، وتعزيز القدرات لدى الموارد البشرية المختصة بصحة العيون». 
وأضافت: «أيضاً نعمل على دعم السيطرة على أمراض العيون المعدية المسببة للعمى، خاصة الأمراض الاستوائية المهملة في المناطق الموبوءة، وكذلك دعم وتأييد البرامج الفعالة في مجال العيون والوقاية من العمى وتعزيز شبكات التواصل على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي لزيادة الوعي حول صحة العين».  وأشارت إلى أن المؤسسة تستهدف دعم الأبحاث العملية، بما في ذلك البحوث التشغيلية للوصول للأبحاث المعززة للتخطيط والرصد، مؤكدة أن الخطة الاستراتيجية الجديدة ستؤدي إلى تعزيز مؤسسة نور دبي وتمكينها من ممارسة نشاطها كمؤسسة دولية غير ربحية مختصة في مجال مكافحة العمى.

دور فاعل 
أشارت المدير التنفيذي لمؤسسة نور دبي، إلى أن المؤسسة تنشط في قارة أفريقيا في مكافحة العمى بصفة عامة، وعلاج قصر النظر بصفة خاصة، وبالذات في نيجيريا، وسيتم تطبيق البرنامج نفسه في مزيد من دول القارة، لوضع مسوحات صحية للتعرف على نسبة الإصابة الفعلية بين الطلاب وعلاج الطلاب من مرض قصر النظر. ونبهت إلى أن هذه الدراسة الدولية، توصلت إلى أنه إذا لم تتم معالجة الزيادة في قصر النظر، خاصة عند الأطفال، سيعاني 50% من سكان الكرة الأرضية مشاكل قصر النظر، وذلك بسبب الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية عن قرب، وهذا الأمر يؤثر على الجميع، خاصة الأطفال، حيث أصبحت لدى معظمهم في مرحلة نمو العين رغبة في ممارسة الأنشطة عن قرب، رغم أنه من الأفضل ممارسة الأنشطة الخارجية. وقالت: «كلما قضى الطفل في مرحلة نمو العين، وقتاً أطول في ممارسة الأنشطة القريبة للعين، مثل استخدام الأجهزة الإلكترونية، تزيد فرص الإصابة بقصر النظر، الأطباء ينصحون بقيام الأطفال بممارسة أنشطة خارجية تسمح بالنظر لأشياء بعيدة، وأن يكون هناك فحوص دورية في الصحة المدرسية لمتابعة الطفل أثناء فترة نموه». 
وحثت على إجراء هذه الفحوص ابتداء من سن 6 سنوات، ثم يتم اجراؤها مرة أخرى في الأعمار، 8,14,18 عاماً للكشف المبكر عن الإصابة بقصر النظر وعلاجه في هذه المرحلة بالنظارات، ويمكن استخدام العدسات اللاصقة في مرحلة عمرية أكبر، وأيضاً القيام بعمليات تصحيح ضوئية للانكسارات الضوئية الموجودة في النظر، مثل الليزك، والليزر.