أبوظبي (الاتحاد)

تفعيل الذكاء الاصطناعي في تعزيز الرسالة الإعلامية كان أحد أهم محاور «منتدى الإعلام الوطني في عصر الرقمنة» الذي نظمته صحيفة «الاتحاد» يوم 16 نوفمبر 2022 ضمن «فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام».

وخلال المنتدى، أشارت الدكتورة ابتسام المزروعي، قائد نموذج «نور»، رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي بمعهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي، إلى إمكانية كتابة مقال بتقنية آليات الذكاء الاصطناعي المتقدمة ونماذج المعالجة الطبيعية للغة.

وتنفرد «الاتحاد» بنشر أول مقال من هذا النوع بعنوان: «هل يمكننا إنقاذ كوكب الأرض؟ النمو الاقتصادي وحده لن يحل مشكلة تغير المناخ».

المقال مكتوب بقلم «نموذج نور» بنسبة 100%، وهو أكبر نموذج معالجة طبيعية للغة العربية في العالم، أطلقه معهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي. فعند كتابة المقال، يتلقى النموذج الأسئلة حول موضوع معين، ويقدم إجابات عنها، ويقترح عناوين متعددة لتكون النتيجة مقالاً متكاملاً ومدققاً لغوياً وبعبارات واضحة. من دون أي تدخل بشري. النموذج يقدم فرصة لاستثمار وقت الإعلاميين بتبسيط وتلخيص أي محتوى نصي في ثوانٍ معدودة باستخدام المعالجات اللغوية الطبيعية.  

وتؤكد الدكتورة ابتسام المزروعي، أن الذكاء الاصطناعي أدى إلى تحولات جذرية في صناعة الإعلام، حيث تستخدم الشركات الإعلامية الحالية آليات التعلم الآلي في إذاعة النشرات الإخبارية، وتحليل البيانات ونتائج المباريات، واستخدام التعلم العميق وخوارزميات متطورة لإعداد التقارير الصحفية، وتلخيص الأحداث واستنتاج الأحداث من الوقائع المصورة من الفيديو والصور، بناء على كمية البيانات الرقمية والخوارزميات المتقدمة في هذا المجال.

اقرأ أيضاً.. ابتسام المزروعي تكتب: الذكاء الاصطناعي وتعزيز الرسالة الإعلامية

كما تساهم التكنولوجيا المتقدمة في علم الآلة في صناعة المحتوى الإعلامي من خلال استخدام خوارزميات متقدمة لصناعة صور رقمية ومقاطع فيديو، باستخدام نصوص آلية فقط في ثوان معدودة، وهو مستقبل واعد للشركات الإعلامية لصناعة الأفلام والفعاليات الرقمية. إن تطبيق هذه التكنولوجيا المتقدمة، سيساهم في إعطاء فرصة للمهنيين والكُتاب والمنتجين والمحررين، وتوفير مزيد من الوقت والحرية في مجال الإبداع والتفكير الناقد. كما سيجعل المحتوى الإعلامي ذا أهمية للمستهلك.

وأكد محمد جلال الريسي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات «وام»، رئيس اللجنة العليا المنظمة لـ«الكونغرس العالمي للإعلام»، أن انعقاد هذه الفعالية التي تجمع المهتمين بقطاع الإعلام، والتي تسعى لرصد تحدياته، شكل فرصة متميزة لحفز الابتكار وتشجيع المبادرات الخلاقة من دولة الإمارات بوصفها حاضنة للإبداع والتميز في المجالات كافة.

وأضاف الريسي: «إن (الكونغرس العالمي للإعلام) فرصة لتبادل الخبرات والتواصل مع تجارب إعلامية متنوعة من شتى أرجاء العالم». وأشار الريسي إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي فرضت نفسها بقوة على جميع مناحي الحياة، بما فيها قطاع الإعلام، وتطرح فرصة لاستثمار طاقات جديدة، وفتح الباب واسعاً على محتوى جديد وتنافسي يواكب المستقبل. وبنشر أول مقال بتقنيات الذكاء الاصطناعي في صحيفة «الاتحاد»، تؤكد الإمارات جاهزيتها للمستقبل، وقدرتها على حشد المبدعين والمبتكرين في المجالات كافة.

وأشار عبدالرحيم النعيمي، مدير عام شركة أبوظبي للإعلام بالإنابة، إلى أن نجاح «الكونغرس العالمي للإعلام» في دورته الأولى، يؤكد مبادرات دولة الإمارات لتطوير قطاع الإعلام، انطلاقاً من تطلعها إلى المستقبل واستشرافه بخطوات عملية، وشهدت النسخة الأولى من الكونغرس العالمي للإعلام اهتماماً كبيراً من المتخصصين في القطاع، خاصة أن فعاليات هذا الحدث العالمي تضمنت نقاشات وسجالات ترصد حقيقة المشهد الإعلامي وتطلعات المنضوين فيه.

وأشاد النعيمي بـ«منتدى الإعلام الوطني في عصر الرقمنة» الذي نظمته «الاتحاد» في جناح «أبوظبي للإعلام»، ضمن فعاليات «الكونغرس العالمي للإعلام». وأضاف النعيمي أن «المنتدى» قدم قراءة جيدة لتحديات هذا القطاع المهم في تعزيز مسيرة التنمية وصناعة الأمل في المجتمعات، ورعاية واستقطاب الموهوبين والمبدعين، وتطرقت مداخلاته للطفرة التقنية الهائلة التي أثرت على مسارات العمل الإعلامي وأدواته وتفضيلات جمهوره.

وقال «اليوم نفتخر بأن صحيفة «الاتحاد» تضع أولى بصمات إعلامنا الوطني القادر على استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة أن المشروع انطلق من معهد الابتكار االتكنولوجي في أبوظبي».

ويرى حمد الكعبي، رئيس تحرير «الاتحاد»، أنه يحسب للدورة الأولى للكونغرس العالمي للإعلام الذي نظمتها وكالة أنباء الإمارات «وام»، أنها أكدت رؤية أبوظبي المستقبلية تجاه الإعلام المرتكزة على الأجندة الوطنية لدولة الإمارات، خاصة ما يتعلق بتحفيز الابتكار والتحرك صوب المستقبل بخطوات قوية، خاصة في المجال الإعلامي، وليس الاكتفاء بانتظار المستجدات، ما يدعو لمواكبة الطفرة الرقمية وتكثيف الحضور على المنصات الجديدة، كي يتواصل الدور التوعوي والرسالة الوطنية المعززة لمسيرتنا التنموية وقيمنا الراسخة وثوابتنا.

وأضاف الكعبي أن صحيفة «الاتحاد» تدرك أهمية التطوير في المنصات الرقمية باعتباره رافداً فرض نفسه بقوة، لتقديم محتوى متميز يعكس ريادة الإمارات ورؤيتها العالمية في التنمية المستدامة والتسامح والحوار. و«الاتحاد» عندما تنشر أول مقال مكتوب بتقنيات الذكاء الاصطناعي، فإنها تعزز رؤيتها المتطلعة للمستقبل من خلال الاستفادة من أحدث التقنيات التي نجح معهد الابتكار التقني في تطويرها في أبوظبي عبر نموذج «نور». المقال الذكي إثبات حقيقي لقدرة الصحيفة على اعتماد الأدوات والتقنيات الحديثة، واستشراف المستقبل في عالم الصحافة وصناعة المحتوى.