يسرى عادل (أبوظبي)

أكد أحمد علي الزعابي مدير إدارة شؤون مجلس التعاون ودول الخليج العربية في وزارة الخارجية أن العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان، نموذج يحتذى به على المستويين الخليجي والعربي، ومثال متميز للعلاقات بين بلدين جارين، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية تستمد قوتها من جذورها التاريخية المتأصلة ومن حرص قيادتي البلدين على دفعها نحو مزيد من التطور والتقدم، واستثمار الفرص المتاحة في هذا الشأن، بما يلبي طموحات الشعبين الشقيقين. وقال الزعابي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» إن العلاقات الإماراتية - العمانية تقوم على روابط الدم والنسب والتاريخ المشترك، وهي في تطور مستمر وتستند إلى دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق.

واعتبر أن العلاقات الإماراتية العُمانية تسير بخطى متسارعة وواثقة يعززها التقارب الاجتماعي والثقافي والجغرافي والدعم المتواصل من القيادتين الرشيدتين، مؤكداً تطلع الإمارات وسلطنة عُمان إلى مواصلة تعزيز شراكتهما في المجالات المختلفة.
وقال مدير إدارة شؤون مجلس التعاون ودول الخليج العربية في وزارة الخارجية، إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» إلى سلطنة عُمان، كانت تلبية لدعوة كريمة من صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، وفي إطار العلاقات الإماراتية العُمانية العميقة والقائمة على المصير الواحد والمصالح المشتركة.

وأكد أن الإمارات وعُمان وقعتا على هامش الزيارة 16 مذكرة تفاهم بين البلدين غطت مجالات واسعة، تشمل الصناعات المتقدمة مثل الفضاء والتكنولوجيا الطبية والزراعية والطيران، والتي تسهم في تعزيز العلاقات الراسخة بين البلدين، حيث أكدت قيادة البلدين عزمهما على تحفيز الجهود المشتركة من أجل تطوير وتنويع التبادل التجاري والاستثماري وإقامة الشركات في مختلف القطاعات، وذلك تحقيقا للتكامل بين البلدين. 
وحول حجم التبادل التجاري بين البلدين، أكد الزعابي، أن الإمارات أكبر شريك تجاري لسلطنة عُمان على مستوى العالم، حيث تستحوذ الدولة على أكثر من 40% من مجمل واردات عُمان، فيما تستأثر بنحو 20% من صادرات عُمان إلى الأسواق العالمية.


وقال: «بلغت قيمة التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين في عام 2021 أكثر من 46 مليار درهم بنمو بلغ 9% عن 2020، وبلغ متوسط النمو في تجارة البلدين خلال آخر 5 سنوات نحو 10%». 
وأضاف: «في المقابل، تعد سلطنة عُمان ثاني أكبر شريك تجاري خليجي لدولة الإمارات، وتمتلك 20% من إجمالي تجارة دولة الإمارات مع دول مجلس التعاون الخليجي». 
وأكد أن الإمارات تعد أكبر مستثمر عربي وثالث أكبر مستثمر عالمي في سلطنة عُمان، وتسهم بأكثر من 8.2% من إجمالي رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في عُمان، وقد بلغت القيمة الإجمالية للاستثمارات المتبادلة بين البلدين 15 مليار درهم، والتي تشمل كافة القطاعات والأنشطة الاقتصادية تقريباً.  

وأظهرت الإحصائيات أن إجمالي الاستثمارات الإماراتية بسلطنة عُمان بلغ في نهاية عام 2021 نحو مليار و207 ملايين ريال عُماني، في حين وصل إجمالي الاستثمارات خلال الربع الأول من عام 2022 نحو مليار و230 مليون ريال عُماني.
ووصل عدد الشركات العُمانية العاملة في دولة الإمارات إلى 230 شركة و22 وكالة تجارية عُمانية مسجلة في الدولة حتى نهاية 2021 تستثمر نحو 3.8 مليار درهم، في حين بلغ عدد الشركات الإماراتية العاملة في السلطنة 3300 شركة يبلغ إجمالي استثماراتها نحو 1.7 مليار درهم، وفي السوق العقاري، بلغت قيمة العقارات المملوكة من العُمانيين في دولة الإمارات 17 مليار درهم خلال عام 2021.

وحول الملتقى الاقتصادي الإماراتي - العُماني، أكد الزعابي أن الملتقى شكل منصة مهمة لاكتشاف الفرص ورسم مسارات التعاون وتعزيز عوامل القوة الاقتصادية بما يحقق التطلعات، مشيراً إلى أن الإمارات تعتبر سلطنة عُمان شريكاً تجارياً واستثمارياً مهماً لقطاع الأعمال الإماراتي.

وحول مشاركة الإمارات لسلطنة عُمان احتفالاتها باليوم الوطني، أكد حرص الدولة على المشاركة باحتفالات اليوم الوطني ابتهاجاً بهذه المناسبة وتأكيداً على مستوى العلاقات الأخوية بين البلدين، وقال: «تشهد الدولة فعاليات وعروضاً مميزة تتضمن إضاءة عدد من أبرز معالم الدولة بالعلم العُماني، والاحتفاء بالزوار العُمانيين القادمين للدولة عبر الحدود والمطارات، وتخصيص ختم خاص لجوازات سفرهم بهذه المناسبة، كما تنظم الدولة فعاليات خاصة للاحتفال بالمناسبة في القرية العالمية والمراكز التجارية».