أبوظبي (الاتحاد)
قال عبدالله سالم الظاهري، سفير دولة الإمارات لدى إندونيسيا ورابطة «الآسيان»، إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى إندونيسيا، تجسيد متانة العلاقات الإماراتية - الإندونيسية، وتعكس إيمان قيادتي البلدين بأهمية اللقاءات والزيارات المتبادلة في توحيد الرؤى واستكشاف آفاق جديدة من التعاون الثنائي، من أجل تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تلبي تطلعات شعبي البلدين. وأشار السفير عبدالله سالم الظاهري، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إلى أن هذه الزيارة تنقل التعاون الثنائي الإماراتي - الإندونيسي من مرحلة التأسيس والتعزيز إلى مرحلة التمكين واستكمال المشاريع والخطط الموضوعة لمواصلة مسيرة نهضة ورخاء البلدين الصديقين عبر التعاون المشترك بين شراكات القطاعين العام والخاص.
وحول أهم الملفات التي يناقشها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال زيارته لبالي وسولو، قال السفير الظاهري: «تأتي هذه الزيارة في إطار مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في قمة مجموعة العشرين، حيث تحضر دولة الإمارات كدولة ضيفة في القمة عقب الدعوة التي تلقاها سموه، من فخامة جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا».
وأضاف: «خلال أعمال قمة مجموعة العشرين، يناقش صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، مع قادة المجموعة سبل معالجة التحديات الدولية الراهنة، وتعزيز التعاون الدولي لإيجاد حلول شاملة للتعافي من الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة عن جائحة (كوفيد - 19)، كما يستعرض صاحب السمو تجربة وخبرة دولة الإمارات للمساهمة في تحقيق أهداف وأولويات قمة بالي والمتمثلة في الإدارة الصحية الشاملة والتحول الاقتصادي القائم على التكنولوجيا الرقمية والانتقال إلى الطاقة المستدامة».
وأكد أن هذه المشاركة تعتبر خير دليل على استعداد دولة الإمارات وقدرتها على المشاركة الإيجابية لتعزيز التعاون متعدد الأطراف ورسم السياسات الاقتصادية والمالية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
وحول افتتاح مسجد الشيخ زايد الكبير في مدينة سولو، قال سفير الإمارات لدى إندونيسيا: «تم تشييد المسجد بمكرمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كهدية لفخامة جوكو ويدودو، ليكون رمزاً لعلاقات الصداقة والتعاون بين البلدين خصوصاً في مجال الشؤون الدينية، حيث يعمل المسجد منارة لنشر الوسطية والاعتدال، وسيكون مركزاً للعديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي ستخدم المجتمع المحلي». وحول العلاقات الثنائية بين البلدين وما حققته من تقدم مؤخراً، أكد السفير أن قيادتي البلدين ترتبطان بعلاقات قوية ومتينة تعكسها الاتصالات المستمرة والزيارات المتبادلة.
وقال: «تتمتع إندونيسيا بأهمية جيوسياسية واقتصادية كبيرة، فهي أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، وأكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، ويتوقع لها أن تصبح سابع أكبر اقتصاد في العالم بحلول 2030، وتقوم علاقات دولة الإمارات معها على أسس التعاون المشترك والاحترام المتبادل، وتستمد قوتها من متانة العلاقات الأخوية التي تربط قيادتي البلدين.
وانطلاقاً من هذه المعطيات، تشهد علاقتنا مع إندونيسيا تقدماً ونمواً كبيرين خلال الـ46 عاماً الماضية، وتحولت بفضل توجيهات ورؤية قيادتنا الرشيدة، إلى شراكة استراتيجية تخدم تطلعات وطموحات قيادتي البلدين لتحقيق طفرة تنموية خصوصاً بعد إبرام اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة في يوليو 2022 والتي تدشن لمرحلة جديدة من التعاون المشترك عبر زيادة الفرص التجارية والاقتصادية والاستثمارية البينية».
وأردف: «من السهل للغاية، رصد وملاحظة ما تم تحقيقه من تقدم وإنجازات خلال السنوات الثلاث الأخيرة الأمر الذي يعكسه العدد الكبير من الاتفاقيات الثنائية التي تم إبرامها بقيمة إجمالية تقدر بأكثر من 40 مليار دولار في مختلف القطاعات». وأشار إلى أن أهم ما يميز توجه الاستثمار الإماراتي في إندونيسيا في الوقت الراهن، هو استهداف قطاعات جديدة بخلاف قطاع النفط والغاز والموانئ البحرية والطيران، وذلك مثل مجال الصناديق السيادية، الطاقة المتجددة، التصنيع الاستراتيجي، الصحة والتصنيع الدوائي، الزراعة والأمن الغذائي، البنية التحتية، البيئة، التعليم الرقمي، السياحة والاقتصاد الإبداعي، والشؤون الدينية وغيرها من المجالات.
مشاركة
حول مشاركة الإمارات في اجتماعات قمة مجموعة العشرين، قال سفير الإمارات لدى إندونيسيا: «دعت إندونيسيا، بصفتها رئيسة لمجموعة العشرين في دورتها الحالية، دولة الإمارات للمشاركة كضيف في اجتماعات وأعمال المجموعة، وتعكس هذه الدعوة الكريمة متانة العلاقات بين البلدين، وتجسد إيمان إندونيسيا بالمساهمة النوعية التي تقدمها دولة الإمارات، لرفد اجتماعات ومناقشات مجموعة العشرين بالرؤى والحلول المناسبة لتحقيق تطلعات الرئاسة الإندونيسية لمجابهة التحديات الدولية الراهنة».
وأضاف: «شاركت دولة الإمارات في نحو 150 اجتماعاً بمختلف مسارات مجموعة العشرين وعلى مستوى الوزراء وكبار المسؤولين والمندوبين ومجموعات العمل، كان أبرزها المشاركة الحضورية لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في اجتماعات وزراء خارجية المجموعة في يوليو 2022، كما شارك حضورياً وزراء كل من الاقتصاد والصحة والتربية والتعليم والموارد البشرية والتوطين والبيئة والشؤون المالية والذكاء الصناعي والتجارة الخارجية، بالإضافة إلى رئيس المجلس الوطني الاتحادي، في الاجتماعات الوزارية ذات الصلة بمجالاتهم».