سامي عبد الرؤوف (دبي)

كشف عبدالله بن سوقات، عضو مجلس الأمناء، المدير التنفيذي لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، أن الجائزة تعمل على إيجاد آلية لدعم برامج الوقاية في المجتمع من خلال أنشطتها المختلفة وفي مختلف التخصصات، وذلك ضمن خطتها المستقبلية التي تنفذها خلال الفترة المقبلة. 
وقال في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إن «الجائزة تعتزم تطوير خططها الجديدة حسب المتطلبات المتغيرة للقطاع الصحي بالدولة، وأيضاً للاعتماد على الوسائط الحديثة كالندوات الافتراضية لتنظيم الفعاليات العلمية، بالإضافة إلى تطوير آليات التنسيق مع شركائها من الفائزين والمتخصصين في القطاع الصحي».
 وأشار، إلى أن الجائزة دعمت ونظمت العديد من الفعاليات العلمية سواء كانت مؤتمرات أو ورش عمل أو حتى حملات توعوية لفئات مختلفة من المجتمع ويختلف العدد سنوياً بما يتناسب مع أولويات القطاع الصحي وكذلك أولويات مدينة دبي باعتبارها عاصمة سياحة المؤتمرات في المنطقة في استضافة المؤتمرات العلمية العالمية وفعاليات التجمعات الطبية المهنية.
وذكر أنه بلغ العدد الإجمالي لهذه الفعاليات 300 فعالية على مدار الأعوام الماضية، تراوح فيها الدعم تنظيمياً أو مادياً حيث تصل قيمة الدعم المادي إلى ما يفوق المليون درهم خلال كل دورة.

«التنبؤ الصحي»
ولفت إلى أن الجائزة ألقت الضوء مبكراً على مواضيع غير مطروقة مثل الاقتصاد الصحي، الوقاية من الإشعاع، مبادئ الجودة والإدارة الصحية للأطباء، جراحات السمنة، وكانت منهجيتها لدعم التخصصات الشائعة كأمراض القلب والسكري منهجية مختلفة إذ نظمت المؤتمر الأول للأمراض السارية كمظلة واحدة لمناقشة الأمراض المزمنة التي تشكل عبئاً على المجتمعات. 
وشدد على أن الجائزة لم تكتف بدعم المتخصصين في القطاع الطبي، ولكنها عملت مع طلبة الكليات الطبية والصحية لدعم مؤتمراتهم العلمية والبحثية، حيث نظمت الجائزة العشرات من المؤتمرات كما دعمت المئات من المؤتمرات من أهمها مؤتمر دبي العالمي للعلوم الطبية، مؤتمر الأمراض غير السارية الأول بالإضافة إلى ورش العمل التدريبية مثل ورش جراحات السمنة، التوعية بمرض السكري، ورش التدريب على الموجات الصوتية للقلب. 
وقال ابن سوقات: «من خلال هذا النشاط مدت الجائزة علاقات التعاون مع العديد من المؤسسات الدولية لخلق فرص تدريبية للأطباء وفرص الحصول على درجات علمية في مختلف التخصصات». 
وأشار إلى أن الجائزة عملت مع الجامعات المحلية وطلبة كلياتها لدعم فعالياتهم العلمية مثل المؤتمر السنوي لكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة رأس الخيمة أو لتطوير مهاراتهم مثل العديد من ورش العمل مع كلية دبي الطبية للطالبات، كما تم تنظيم بعض الورش مع بعض الجامعات كجامعة الشارقة من أجل تعزيز ثقافة البحث العلمي.
دعم الأولويات 
وأعلن المدير التنفيذي لجائزة حمدان بن راشد للعلوم الطبية، عن الخطة المستقبلية للجائزة في المجال العلمي، تتضمن 4 محاور رئيسة، تتمثل في التوسع والتركيز على نشر ثقافة البحث العلمي، وتمكين الباحثين الجدد من أدوات البحث سواءً من حيث كتابة المشروع البحثي أو أدواته وحتى كتابة المنتج العلمي الناتج عنه بغرض النشر. 
ولفت إلى العمل على تطوير بعض البرامج مع شركائها المحليين والدوليين، على أن تعلن عنها لاحقاً في الدورة الجديدة، مشيراً إلى أن الجائزة ستواصل دعم المشاريع البحثية ذات الأولوية للخطط الصحية للدولة وبما يضمن كذلك التواجد لباحثيها في المجتمع العلمي والبحثي عالمياً مما يسهم في التحسين المستمر للتصنيف الدولي لاسم الدولة من حيث الإنتاج العلمي في المجال الطبي. 
وأوضح أن الجائزة تعتبر أول مؤسسة غير ربحية أخذت على عاتقها مسؤولية دعم البحث العلمي داخل الدولة لإرساء قيمة التنافسية العلمية، وترسيخ ثقافة البحث العلمي. 
وأكد أن هذه الجهود بالشراكة مع مؤسساتنا الوطنية قد أسهمت في رفع مؤشرات الأداء بالدولة من خلال زيادة عدد الباحثين ونوعية البحوث الصحية المنشورة باسم الدولة عالمياً. 
وأفاد أن الجائزة وضعت آلية لدعم البحوث الطبية يضطلع بتنفيذها لجنة مكونة من عدد من الأعضاء المنتسبين لمختلف الجامعات بالدولة. تعمل اللجنة من خلال برنامج رائد ومنهج علمي محكم تخضع فيه البحوث إلى عملية تقييم متعددة المراحل أصبحت معه الجائزة مرجعاً لمراكز دعم البحوث العلمية في الدولة. 
وقال: «تنفيذاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي (رعاه الله)، تحرص الجائزة على اختيار البحوث ذات الأهمية لمجتمع الإمارات مع خلق استدامة معرفية من خلال المتابعة والتطبيق».  وذكر أن الجائزة قدمت الدعم العلمي لأكثر من 600 بحث في أبحاث العلوم الأساسية والسريرية، نال منها 120 بحثاً دعماً مادياً.
ولفت المدير التنفيذي لجائزة حمدان بن راشد للعلوم الطبية، أن الجائزة تنبهت مبكراً للأهمية التي يوليها القطاع الصحي في الدولة للأمراض غير السارية كأمراض القلب والسرطان والسكري وما تشكله من عبء على النظم الصحية في العصر الحديث، فبادرت بتوجيه ما يناهز 50% من الدعم للأبحاث المتعلقة بهذه الأمراض. 
وقال: «كما لم تغفل أهمية علوم الوراثة، لذا وجهت الدعم للكثير من المشاريع البحثية المقدمة في هذا المجال ولا يسعنا بالطبع أن نعدد التخصصات الأخرى مثل طب الأسنان وطب الأسرة والأمراض الباطنية والأطفال وغيرها».

الأبحاث الطبية 
أفاد عبدالله بن سوقات بأن هناك 5 جوانب سيتم التركيز عليها خلال الفترة المقبلة لتعزيز دور ونتائج مجلة حمدان الطبية، تشتمل على تطوير المحتوى العلمي من حيث نطاقه والاهتمام بجعلها حاضنة أشمل لكل التخصصات والمواضيع الطبية العامة.
وقال: «سنعمل على زيادة التعريف بالمجلة والوصول بها إلى عدد أكبر من الجمهور المستهدف داخل وخارج الدولة، وسيتم مواصلة العمل على مواكبة هذا المحتوى لمعايير النشر الخاصة بمنصات الفهرســـة الأخـــــرى كـــمنـــصات SCOPUS
 وPMC وPUBMED». وأضاف: «تضم الخطة كذلك تطوير المجلس التحريري وضم أعضاء جدد في المجلس الاستشاري، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإلقاء الضوء على المقالات البحثية المقدمة من داخل الدولة خاصة والتعريف بالباحثين فيها». وبين أن المجلة حققت الكثير من النتائج، فقد تضاعفت أعداد المقالات حالياً إلى 5 أضعاف أعدادها في السنة الأولى سواءً من حيث عدد المقالات المقدمة أو تلك المنشورة، وكذلك تضاعف عدد المراجعين العلميين الذين يتعاونون مع المجلة ليفوق عددهم 200 مراجع.  وذكر أنه قد تم إضافة محتوى المجلة إلى منصات الفهرسة مثل جوجل سكولار (Google Scholar)، ودليل الوصول المفتوح إلى الدوريات (DOAJ) ابسكو (EBSCO) وغيرها، وهي تنشر الآن بوساطة واحدة من كبرى شركات النشر العلمي في العالم.  وقال: «قد أسفرت هذه الجهود عن إصدار مجلة حمدان الطبية في 15مجلد اً و50عدداً و500مقالة بحثية وهي مجلة طبية فصلية محكمة ومفتوحة المصدر تعنى بالنشر في كافة التخصصات الطبية وبجميع أنماط المقالات سواءً البحثية أو الملخصات الطبية والعروض النقدية وذلك من داخل وخارج الدولة».