آمنة الكتبي (دبي) 

كشف الدكتور حمد المرزوقي، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، أن أجهزة المستكشف خضعت لاختبارات مكثفة وتم التأكد من جاهزيتها وقدرتها على تحمل بيئة القمر القاسية، مشدداً على أهمية التأكد من شحن بطارية المستكشف حتى مرحلة ما بعد الإطلاق، مبيناً أنه خلال رحلة المستكشف والتي ستتم خلال الشهر الجاري، والتي تستغرق من 4 إلى 5 أشهر بعد الإطلاق، سيتم شحن البطارية بشكل دوري عن طريق مركبة الهبوط حتى مرحلة النزول إلى سطح القمر، حيث تعد هذه العملية مهمة جداً لضمان نسبة الشحن العالية وضمان عمل المستكشف.
وأكد المرزوقي أن مرحلة هبوط المستكشف راشد دقيقة جداً، مؤكداً أن فريق العمل سوف يتابع مهمة المستكشف راشد بشكل يومي للتأكد من أداء مهام المستكشف على سطح القمر، ولضمان التأكد من كفاءة العمليات المخطط لها، مبيناً أن المهمة ستبدأ بعد شروق الشمس بعد الهبوط بيوم ونصف تقريباً، وتصل مدة المهمة إلى «يوم قمري واحد»، أي ما يعادل 14 ونصف يوم أرضي للحصول على النتائج المطلوبة من المهمة.
وأضاف: وبعد هذه الفترة يدخل المستكشف راشد في سبات ليلي ويتم إغلاق كافة الأجهزة، وذلك بعد إتمام اليوم القمري، مشيراً إلى أن بيئة القمر قاسية جداً، حيث تصل درجة الحرارة - 180 وعادة المهمات إلى سطح القمر تنتهي بعد نهاية اليوم القمري الأول، حيث إن الأجهزة العلمية لا تتحمل درجات الحرارة المتدنية.
وأضاف: خضع المستكشف راشد للعديد من الاختبارات البيئية والتجارب التي تحاكي طبيعة المهمة، سواء من مرحلة الإطلاق إلى القمر وحتى مرحلة الوصول والنزول إلى سطح القمر، مشيراً إلى أنه تم اختبار المستكشف راشد في غرفة فضاء حرارية وفي بيئة اهتزازات تحاكي بيئة الإطلاق.

وأوضح أن جميع الاختبارات التي خضع لها المستكشف تمت بنجاح، وتم دمجه مع مركبة الهبوط على متن صاروخ «سبيس إكس فالكون 9»، في موقع الإطلاق في مركز كينيدي للفضاء بفلوريدا، ننتظر خلال الأيام المقبلة الإعلان عن تحديد موعد الإطلاق.
وقال: يقوم المستكشف راشد بتجربة كفاءة المواد للحماية من تربة سطح القمر وهي مهمة جداً، كونها تستهدف اختيار مدى تفاعل المواد المختلفة من الغبار القمري الذي يعد أبرز التحديات المرتبطة باستكشاف سطح القمر، وبسبب شحنة الكهرباء الساكنة، يلتصق الغبار بالمركبات الفضائية مما يسبب الكثير من الخدوش نظراً لخشونته العالية، مشيراً إلى أنه تم التأكد من جاهزية برنامج التحكم في المستكشف راشد وتم تحديثه للنسخة الأخيرة، وهو برنامج الإطلاق، ومتابعة كفاءة المستكشف وحالته بشكل دوري، بالإضافة إلى طاقة البطارية والتأكد من شحن البطاقة لمستوى يساعد لمرحلة الإطلاق.
وحول نافذة الإطلاق قال المرزوقي: المهمات الفضائية الهادفة لاستكشاف القمر تختلف كلياً عن مهمات استكشاف المريخ، مؤكداً أن الرحلة تتأثر في موعد الوصول وموعد الهبوط، حيث إنه يتأخر موعد الوصول وموعد بدء العلميات.
وأَضاف: خضع الفريق لتدريبات لعدة سيناريوهات قد يمر بها المستكشف خلال مرحلة الإطلاق والهبوط على سطح القمر، مشيراً إلى أن فريق مهمة الإمارات لاستكشاف القمر يتكون من 3 فرق، تتمثل في فريق العمليات والذي يرسل الأوامر ويستقبل البيانات، بالإضافة إلى فريق المهندسين والذي يعمل على وضع الخطة وتحديد مسار المستكشف راشد، والتأكد من كفاءة الألواح الشمسية ودرجة حرارة المستكشف وحالة البطارية، بالإضافة إلى الفريق العلمي والذي سيعمل على تحديد المواقع العلمية المهمة في منطقة الهبوط، كما يحدد نوعية البيانات العلمية المطلوبة من المستكشف راشد. 
وقال المرزوقي، إن استكشاف القمر هي مهمة جديدة على مركز محمد بن راشد للفضاء، موضحاً أنه ستتم متابعة المهمة من خلال المحطة الأرضية في المركز وكافة العمليات ستتم المناوبة عليها، مضيفاً أنه من المقرر أن يهبط «راشد» في منطقة «ماري فريغوريس»، وتحديداً منطقة «فوهة أطلس» كموقع هبوط رئيسي، بدلاً من منطقة «بحيرة الأحلام» المقررة سابقاً، والتي تم اختيارها إلى جانب مواقع هبوط احتياطية أخرى، فيما يعتبر هذا الموقع آمناً، ويقدم قيمة علمية مهمة، ويمكن لفريق المحطة الأرضية توجيهه بحسب سهولة التضاريس وصعوبتها، وأهمية المنطقة المراد استكشافها للحصول على بيانات جديدة عن سطح القمر.

البيانات العلمية 
قال مدير مهمة الإمارات لاستكشاف القمر: سوف نشارك البيانات العلمية لمهمة الإمارات لاستكشاف القمر فور الانتهاء من تجميعها وأرشفتها ومعالجتها من قبل الفريق العلمي، موضحاً أنه سيتم التعاون مع جامعات وجهات دولية مختلفة، من أوروبا والولايات المتحدة واليابان، في إطار الأهداف الاستراتيجية للمشروع، لدراسة البيانات التي سيوفرها المستكشف.
وأَضاف: تعمل فرق علمية مختلفة ومتخصصة على دراسة هذه البيانات، إذ إن المستكشف سيجيب عن أسئلة علمية وتقنية عدة لدى وصوله إلى القمر، ومن ثم فإننا نبني على خبرات سابقة، لكن كل مهمة لها خصوصيتها، ولذلك طورنا تكنولوجيا جديدة تناسب خصوصية مهمتنا، بالاعتماد على خبرات المهام السابقة للوكالات العالمية.

بناء قدرات معرفية جديدة 
أفاد مدير مهمة الإمارات لاستكشاف القمر بأن هذا المشروع يُعد جزءاً أساسياً من استراتيجية الإمارات لاستكشاف الفضاء، التي تهدف إلى بناء قدرات وإمكانات معرفية جديدة، وإلهام الأجيال القادمة لدخول مجال علوم وأبحاث الفضاء، وتعزيز فرص التعاون والشراكات الدولية في مجال الاستكشاف الفضائي.
وأضاف: بعد تنفيذ هذه المهمة، ستنضم الإمارات إلى قائمة الدول التي نجحت في إرسال بعثات استكشافية إلى القمر، بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين، وأنه وقع اختيار مركز محمد بن راشد للفضاء على شركة «آي سبيس» لتنفيذ هذه المهمة استناداً إلى كفاءة الإمكانات التكنولوجية للشركة، وذلك بعد إجراء تقييم شامل لشركات مُنافسة متخصصة بخدمات توصيل الحمولات والمعدات إلى سطح القمر، فيما يشكل التعاون مع «آي سبيس» مثالاً جديداً على تميّز مركز محمد بن راشد للفضاء في الاستفادة من سلاسل القيمة العالمية للقطاع الفضائي بالاعتماد على فرص التعاون الاستراتيجي مع الشركاء الرئيسيين.

فريق إماراتي 100%
قال مدير مهمة الإمارات لاستكشاف القمر: طور مركز محمد بن راشد للفضاء المستكشف «راشد» بالكامل بسواعد مهندسين ومهندسات إماراتيين 100%، ويملك هذا الفريق خبرة في مجال تطوير الروبوتات، موضحاً أن المستكشف يحتوي على تقنيات ذات جودة وكفاءة عالية، ترتكز في عملها بشكل أساسي على تحليل البيانات والنتائج دون الحاجة إلى إرسالها إلى الأرض، كما كان الحال في المهمات السابقة، ومن بين الأجهزة التي تم تزويد المستكشف «راشد» بها خلال مرحلة التطوير، كاميرات ثلاثية الأبعاد، وأنظمة استشعار واتصال متطورة وفعالة، وألواح شمسية لتزويده بالطاقة، وكاميرات لرصد الحركة عمودياً وأفقياً، وكاميرات المجهر لرصد أدق التفاصيل، وكاميرات التصوير الحراري.