دينا جوني (دبي) 

ليس من الغريب على طفلة عاندت الموت أن تقتنص الفوز من بين ملايين المشاركين، وتتوج بطلة تحدي القراءة العربي في موسمه السادس. 
شام التي تعاطف مئات الحاضرين في مسرح دبي أوبرا أمس مع قصتها خلال عرض الفيديو التسجيلي الخاص بها، أظهرت في المشاهد المسجّلة، سماتها القيادية ولمعة الذكاء والحضور الجذاب، والكثير من الحب.
شام التي نجت من قصف صاروخي خلال الحرب السورية، إلا أنه ترك في رأسها ندوباً جرّاء إصابتها بالشظايا، وجرحاً لا يندمل في القلب بعد أن تحولت إلى يتيمة إثر فقدانها والدها الذي توفي في القصف على الفور.
شام الآتية من حلب، قالت في حديث مع «الاتحاد» عقب حفل التتويج أمس، إنها تهدي فوزها وجائزتها وجميع نجاحاتها إلى والدتها التي شجعتها على القراءة، ورسمت لها الطريق نحو التميز بدعمها ورعايتها.
تُظهر شام شغفها في القراءة، من خلال تعلّقها بالشخصيات في القصص المصوّرة وكتب الخيال التي تقرؤها باستمتاع، وكيف ترافقها طوال فترة قراءتها للكتاب. أما عن الكتاب الذي تعتقد أنه الأجدى بإعادة القراءة، فهو السيرة النبوية، لافتة أن قراءة كتاب واحد لثلاث مرات أفضل بكثير من قراءة ثلاثة كتب لمرة واحدة. ودعت الأطفال العرب إلى بذل المجهود للمشاركة في تحدي القراءة العربي، لأن الحلم يبدأ من كتاب. 
وأضافت أن أبرز هواياتها بعد القراءة هي الرسم الذي تجد فيه وسيلتها في التعبير عما تشعر به. وأشارت أن الرسم يساعدها كذلك على نسج شخصيات جديدة قد تكون أحياناً مكمّلة لقصة مشوّقة تقرؤها. أما والدة شام، فأكدت شغف ابنتها بالقراءة، لافتة إلى أن اختياراتها من الكتب تنوعت بما يلبي شروط ومعايير تحدي القراءة العربي، فتنوعت قائمة الكتب بين الثقافية والعلمية والخيالية والتاريخية. وأكدت أنها حرصت على وضع برنامج منظم لتطوير مستوى شام في المطالعة وفهم النصوص، وتنمية قدرتها على المنافسة العربية. وعبرت عن سعادتها بمشاركة ابنتها في مراحل التحدي كافة، وسط 22 مليون مشارك هي الأصغر عمراً بينهم والأقل خبرة. وأكدت أن فوز ابنتها في مسابقة عربية تنافسية تساهم في تعزيز مكانة اللغة العربية، يعدّ وساماً على صدر كل مواطن في دول المنطقة.