أبوظبي (وام)

احتفل مركز زايد لأبحاث الأمراض النادرة لدى الأطفال بالذكرى السنوية الثالثة لتأسيسه وإنجازاته من الأبحاث الرائدة، بفضل جهود مئات الأطباء والباحثين الذين يعملون معاً لمساعدة الأطفال المصابين بأمراض خطيرة، من مختلف أنحاء العالم. وبلغ عدد المرضى الذين استقبلهم مركز زايد للأبحاث منذ افتتاحه في عام 2019 نحو 50.000 مريض سنوياً، فيما وصل عدد مراجعي العيادات الخارجية إلى 200 مريض يومياً من أكثر من 30 دولة. ولم يقتصر دور المركز على توفير العلاجات المبتكرة للمرضى المصابين بأمراض خطيرة، بل أظهر قدرة مرافقه المتطورة في التصدي للتحديات الصحية التي يواجها العالم.
وحقق المركز انجازات مهمة خلال مشواره، ففي أبريل من العام الماضي، دعت وكالة الأمن الصحي البريطانية خبراء عالميين في علم الجينوم للمساعدة في تحديد الفيروس المسبب للزيادة الملحوظة في حالات التهاب الكبد الفيروسي بين الأطفال. وقامت الوكالة بالاستعانة بالفريق القائم بقيادة البروفيسورة جودي بروير، أستاذة في علم الفيروسات والمستشارة في مستشفى جريت أورموند ستريت وعلماء من مركز زايد للأبحاث وخبراء سريريين من مستشفى جريت أورموند ستريت، مشيدة بهم كخبراء قلّة - على مستوى العالم - ممن يملكون إجابات على درجة عالية من الدقة والتخصص تستند إلى الأبحاث والخبرة الطبية في مجال الميتاجينوميات وإلى المعدات المتطورة والخبرة المتميزة في المركز.
 وفي يوليو من العام الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية إصابة أكثر من ألف طفل في 35 دولة بهذا المرض، وبفضل التعاون مع مركز زايد للأبحاث وفريق العمل من مستشفى جريت أورموند ستريت، استنتج الباحثون أن العدوى الفيروسية الثنائية ربما تكون قد تسببت في حدوث اعتلال شديد في الكبد لدى الأطفال المصابين. وقد أيَد هذا التقرير ما ذكره علماء في إسكتلندا في دراسة منفصلة، وكانت هذه الحالة الأولى على ضلوع الفيروسات المرتبطة بالغدة.
وفي فبراير الماضي، قدمت البروفيسورة كلير بوث، أستاذة العلاج بالجينات في معهد جريت أورموند ستريت لصحة الطفل التابع لكلية لندن الجامعية ومستشارة في علم المناعة لدى الأطفال في مستشفى جريت أورموند ستريت، ندوة عن أبحاثها الرائدة في مجال العلاج بالجينات وذلك في جناح المملكة المتحدة في معرض «إكسبو 2020». وسلّطت الندوة الضوء على كيفية استخدام الفيروسات المعدّلة غير الضارة في علاج المرضى المصابين بأمراض مزمنة في الجهاز المناعي. كما تتزامن الذكرى السنوية لتأسيس المركز أيضاً مع صدور التقرير السنوي الأول للمركز، حيث يتضمن تقرير عام 2021 - إلى جانب الحديث عن الإنجازات التي حققها المركز خلال العام الماضي - بحثاً معمقاً لأعمال 33 مجموعة بحث مستقلة في المركز، من بينها مجموعة بحث إعادة برمجة الخلايا المناعية التائية وتعديلها لعلاج حالات السرطان بين الأطفال. وقالت البروفيسورة مها بركات، المدير العام لمكتب فخر الوطن: «إن المساهمة الجليلة التي قدمها المركز في مجال الأبحاث خلال فترة قصيرة لم تتجاوز الثلاث سنوات هي شهادة فخر لجميع العلماء والأطباء والباحثين الذين نذروا أنفسهم لإنقاذ الأطفال، ودليل بارز على المرافق المتطورة التي سهّلت عملهم وجعلته ممكناً».

منحة من «أم الإمارات»
قالت لويز باركز، الرئيس التنفيذي في مؤسسة مستشفى جريت أورموند ستريت الخيرية للأطفال: «لقد أثبت مركز زايد للأبحاث النادرة لدى الأطفال أن وجود الباحثين والأطباء والمرضى في مكان واحد، مهم لتحفيز التعاون بين الأطراف، ودفع عملية البحث لمساعدة الأطفال المصابين بأمراض خطيرة في جميع أنحاء العالم. ومع إكمال المركز عامه الثالث، نحتفي ونفتخر بإنجازاته، ونعرب عن عرفاننا للمتبرعين الذين ساهموا في تحقيقها».
وتابعت: إن مركز زايد للأبحاث هو ثمرة شراكة بين مستشفى جريت أورموند ستريت وكلية لندن الجامعية ومؤسسة مستشفى جريت أورموند الخيرية للأطفال. وقد تأسس المركز بفضل منحة سخية بقيمة 60 مليون جنيه إسترليني مقدمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.