سامي عبد الرؤوف (دبي)
برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، انطلقت بدبي، أمس، بمركز دبي التجاري العالمي، أعمال الدورة الـ 45 لمؤتمر الاتحاد الدولي للمستشفيات، الحدث الأبرز عالمياً في مجال إدارة الرعاية الصحية.
وتستمر أعمال المؤتمر، حتى يوم غدٍ، تحت شعار «تحقيق الاستدامة ومستقبل قطاع المستشفيات في 2030»، ويشارك في المؤتمر، الذي فازت دبي باستضافته وتنظيمه، قادة المؤسسات الصحية والمستشفيات في مختلف بلاد العالم، إلى جانب حشد كبير من صناع القرار، وراسمي السياسات، والمخططين، والأطباء.
وحضر حفل الافتتاح، معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، وعوض صغير الكتبي المدير العام لهيئة الصحة بدبي، والدكتور يوسف السركال، المدير العام لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، والدكتور عامر أحمد شريف المدير التنفيذي لمؤسسة دبي الصحية الأكاديمية، وعدد من كبار المسؤولين.
وقال عوض صغير الكتبي، في كلمته الافتتاحية: «إن تنظيم هذا المؤتمر على أرض الإمارات وفي دبي، يعكس مكانتنا على الساحة الصحية الدولية، كما يرسخ تفوق دبي وتميزها في المجال الطبي، وذلك وفق رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله».
وأكد أن رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، لأعمال المؤتمر، منحت هذا الحدث الدولي دفعة قوية وأسست لنجاحه في تحقيق كل أهدافه المرجوة، كما أضفت مناخاً إيجابياً مميزاً في أوساط الحضور.
وأشار إلى أن المؤتمر يتيح فرصة قيمة للمشاركين وصناع القرار لمناقشة الحلول الممكنة لتجاوز التحديات العالمية المفروضة على الساحة الصحية، ومستقبل الصحة واستدامتها، فضلاً عن كونه فرصة مهمة لتبادل التجارب والخبرات، وتوثيق العلاقات، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين جميع المشاركين.
وأوضح الكتبي، أن هيئة الصحة بدبي حريصة على استثمار مثل هذه الأحداث المهمة، وهذا التواجد الحاشد الكبير من قادة الصحة وكبار المسؤولين، للتعريف بما حققته الإمارات بشكل عام، ومدينة دبي على وجه التحديد، من إنجازات متواصلة في القطاع الصحي، وما نتطلع إليه مستقبلاً في هذا القطاع الذي يشكل عصب الحياة.
وبدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بإعلان بيان صادر عن الاتحاد الدولي للمستشفيات شدد فيه الاتحاد على أهمية زيادة الوعي، وتقديم الدعم لمديري المستشفيات لضمان رعاية صحية مستدامة على مستوى العالم.
وتمت الموافقة على البيان من قبل مزودي خدمات الرعاية الصحية والمستشفيات لدى الجمعية العامة للاتحاد الدولي للمستشفيات، كما تم التأكيد على واحدة من القضايا العالمية المهمة، والتي جاءت تحت عنوان «التعامل مع التغير المناخي على أنه جزء لا يتجزأ من تقديم الرعاية الصحية».
المناخ والصحة
وعقب الإعلان عن البيان أكد رونالد لافاتر، الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للمستشفيات IHF، الحاجة الماسة للاستدامة في قطاع الرعاية الصحية، لافتاً إلى أن تغير المناخ يؤثر على صحة الإنسان، وتتزايد الاعتبارات حول هذا التغير الذي يشكل أكبر تهديد على صحتنا في المستقبل.
وأضاف: «كأعضاء الاتحاد الدولي للمستشفيات، نحن على دراية بأهمية زيادة الوعي والتحرك المباشر لإدارة الأنظمة الصحية بطرق أكثر استدامة عند الاستجابة لتبعات التغير المناخي، حيث تعتبر المستشفيات والأنظمة الصحية في الخطوط الأمامية؛ ولذلك فإننا ندرك مدى التأثيرات الناجمة عنه، ولقد بدأنا للتو في معالجة دور القطاع الصحي لحل تلك المشكلة.
من جهتها، قالت ديبورا ج بوين، رئيسة الاتحاد الدولي للمستشفيات والرئيس التنفيذي للكلية الأميركية للمديرين التنفيذيين في الرعاية الصحية: «متحمسون لاستضافة مؤتمر الاتحاد الدولي للمستشفيات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي دبي، ونتطلع إلى التعرف على جهود شركائنا في هيئة الصحة بدبي في تعزيز نماذج الرعاية المبتكرة والمتكاملة والمشاركة المجتمعية. كما سيركز حدثنا في دبي على الدفع بالحلول وتوسيع نطاق العمل وتأثيره في المستقبل».
جلسات المؤتمر
أوضحت الدكتورة فريدة الخاجة رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر، أن أعمال المؤتمر تتميز بزخم المناقشات والتكامل والثراء العلمي، حيث يتضمن الحدث أكثر من 30 جلسة عامة وجلسات موازية، ومشاركة أكثر من 150 متحدثاً، ووجود 150 ملصقاً علمياً، بالإضافة إلى أكثر من 13 جهة عارضة من العاملين في القطاع الصحي. كما يضم المؤتمر معرضاً طبياً متخصصاً تشارك فيه أكثر من 13 شركة محلية وإقليمية ودولية، تقدم أحدث التطورات والابتكارات الصحية المتعلقة بمختلف التخصصات الطبية.
وقال الدكتور عبد السلام المدني، سفير برلمان البحر الأبيض المتوسط في دول مجلس التعاون الخليجي ورئيس «اندكس القابضة»: «تدرك القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة أهمية الدور المحوري للابتكار في قطاعات الرعاية الصحية، لا سيما في قطاع المستشفيات، بما يحقق نتائج أفضل ويزيد من كفاءة نظام الرعاية الصحية».
وأضاف: «من خلال تنظيم الدورة الـ 45 لمؤتمر الاتحاد الدولي للمستشفيات، نجدد التزامنا بتوفير البيئة المناسبة للأفراد والشركات وتعزيز التواصل».
في السياق نفسه، سلطت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر الضوء على العديد من الموضوعات المهمة التي تناقش أحدث التطورات العالمية المتعلقة بالتحديات التي تواجهها المستشفيات في قطاع الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، وتطبيق الممارسات الأفضل، بالإضافة إلى الابتكارات والحلول الذكية والتكنولوجيا الرقمية في قطاع الصحة وطرق تقديم خدمات صحية مستدامة لأفراد المجتمع وضمان استمرارية الخدمات أثناء الأزمات وبعدها.
واستهل برنامج المؤتمر بجلسة تحت عنوان «الطب الدقيق وأثره على المستشفيات وتقديم الخدمات الصحية»، بالإضافة إلى العديد من جلسات الحوار والعروض التقديمية التي ناقشت الرعاية الصحية على المستوى العالمي، وطواقم التمريض، والاستدامة البيئية، ورعاية الأطفال، والحفاظ على الصحة في أوقات التغيير العصيبة، وكيفية سد الثغرات، ومد جسور التعاون من خلال التكنولوجيا والتعاون.