منى الحمودي (أبوظبي)

أفاد الدكتور علي العبيدلي، رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة في الإمارات، بأن 120 شخصاً تبرعوا بأعضائهم بعد الوفاة مما أسهم في إنقاذ حياة 450 مريض، ويعد عمر أسبوع واحد هو أصغر سن تم تسجيله للمتبرعين المتوفين، مشيراً إلى أن برنامج التبرع بالأعضاء بعد الوفاة انطلق منذ 2017، وسجل البرنامج مشاركة 48 جنسية من المتبرعين والمتلقين لمختلف أنواع التبرع بين الأحياء أو المتوفين وهو أكبر دليل على أن التبرع بالأعضاء يعد رمزاً للتآخي والإنسانية ورمزاً للمحبة والتعايش، حيث تحتضن الإمارات 200 جنسية وأن البرنامج من الجميع للجميع مع التركيز على سبل الوقاية من أمراض الفشل العضوي.
وأكد الدكتور علي العبيدلي على أن البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة» منظومة وطنية تأتي لتعزيز جهود التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية وفق أعلى المعايير والممارسات العالمية في الإمارات والمنطقة، حيث تعمل بالتنسيق مع مختلف الشركاء الاستراتيجيين محلياً وعالمياً لإنقاذ الأرواح ومواصلة الارتقاء بصحة وسلامة المجتمع وتحسين جودة الحياة. ويُعتبر البرنامج تكاتفاً لجهود العديد من الجهات الاتحادية والمحلية بما في ذلك وزارة الصحة ووقاية المجتمع، دائرة الصحة – أبوظبي، هيئة الصحة بدبي، شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، ومستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، ومدينة الشيخ شخبوط الطبية، وعدد من المنشآت الصحية الحكومية والخاصة في مختلف أنحاء الدولة.
جاء ذلك خلال انطلاق أعمال المؤتمر الدولي لمبادرات التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية الذي تستضيفه أبوظبي في الفترة من 7 حتى 9 نوفمبر، والذي شهد إطلاق معالي عبد الله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، حملة أبوظبي لدعم البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء «حياة»، والتي تهدف إلى تشجيع كافة أفراد المجتمع على التسجيل كمتبرعين في الأعضاء والأنسجة والمساهمة في تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من الفشل العضوي، حيث قام معاليه بالتسجيل كأول متبرع بالأعضاء والأنسجة في الحملة. كما قام معاليه بتكريم عدد من زارعي الأعضاء وأهالي المتبرعين والناشطين في مجال التبرع وزراعة الأعضاء، وذلك تقديراً لتضحياتهم وجهودهم.

وأطلق معالي عبد الله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، خلال المؤتمر حملة أبوظبي لدعم البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء «حياة»، والتي تهدف إلى تشجيع كافة أفراد المجتمع على التسجيل كمتبرعين في الأعضاء والأنسجة والمساهمة في تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من الفشل العضوي، حيث قام معاليه بالتسجيل كأول متبرع بالأعضاء والأنسجة في الحملة. 
وأشار الدكتور علي العبيدلي إلى مشاركة أكثر من 30 خبيراً ومتحدثاً وبمشاركة منظمة الصحة العالمية ونخبة من الخبراء في المجال عالمياً من أكثر من 20 بلداً حول العالم، في أعمال المؤتمر الدولي لمبادرات التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية الذي تستضيفه أبوظبي في الفترة من 7 حتى 9 نوفمبر في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، وذلك للاطلاع على التجارب العالمية وأفضل الممارسات في الجوانب العلمية، والخيرية، والمجتمعية، والقانونية، وبناء مجتمع واعٍ بأهمية الحياة الصحية والوقاية من الأمراض. وأكد أن برنامج زراعة الأعضاء برنامج إنساني يسعى من خلال عمله بالتعاون مع كافة الجهات الصحية المعنية في الدولة، لتعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء، خصوصاً بوجود نسبة 1% الذين يمكنهم التبرع بعد الوفاة اعتماداً على ظروف وطريقة الوفاة، موضحاً بأن الأعضاء التي يمكن التبرع بها بعد الوفاة هي القلب والرئتين والكبد والكليتين والبنكرياس وجزء من الأمعاء الدقيقة، بالإضافة للأنسجة البشرية وهي القرنية وصمامات القلب الجلد، والأربطة، والتي يمكن الاحتفاظ بها لفترات أطول تصل لمدة أسبوعين على عكس الأعضاء الأخرى التي يجب زراعتها ونقلها على الفور للشخص المتلقي.
وذكر وجود ابتكارات جديدة تسمح بنقل الأعضاء للتبرع خارج وداخل الدولة مما سهل برنامج تبادل زراعة الأعضاء بين الدول التي تفصل بينها آلاف الكيلو مترات، وبالتالي تفعيل التعاون بين الدول لإنقاذ حياة الأفراد خصوصاً للحالات المستعجلة وفي أمس الحاجة للزراعة مثل الإصابة بفشل الكبد الحاد. مشيراً إلى أن المتبرع الواحد يسهم في إنقاذ حياة 8 أشخاص على الأقل، وحققت دولة الإمارات متوسط إنقاذ الشخص للآخر بـ 4 أشخاص مما يجعلها متوفقة على المتوسط العالمي الذي يصل إلى إنقاذ حياة 3 من كل شخص متوفى.

مكانة أبوظبي
قال معالي عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي: «تخليداً لإرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وسيراً على خطى قائد الوطن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، نمضي في ترسيخ مكانة أبوظبي العالمية كوجهة رائدة للرعاية الصحية وحاضنة للابتكار في علوم الحياة، مواصلين تعزيز إمكاناتها في التبرع وزراعة الأعضاء لدعم البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة» للارتقاء بصحة وسلامة المجتمعات». 
وأضاف: «لقد تعلمنا من حكمة قيادتنا الرشيدة أسمى معاني العطاء والتسامح والتآخي ومد يد العون لكل محتاج، وهي قيّم مجتمعية راسخة تتجسد في التبرع بالأعضاء الذي يُعد عملاً إنسانياً نبيلاً يمنح الآخرين أملاً جديداً في الحياة ويعزز جودتها في صورة مضيئة للتكاتف المجتمعي، حيث ينقذ التبرع بالأعضاء سواء خلال الحياة أو بعد الوفاة العديد من المرضى ويمنحهم الشفاء التام. أدعو الجميع إلى المساهمة في زرع الأمل في حياة الكثيرين من حولنا والتسجيل في برنامج «حياة».

أنبل التضحيات
من جهته، قال الدكتور جمال محمد الكعبي، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي: «يُعد التبرع بالأعضاء من أنبل التضحيات التي يقوم بها الإنسان سواء خلال حياته أو بعد الوفاة، حيث يمكن لشخص واحد أن ينقذ حياة 8 أشخاص كانوا بأمس الحاجة للأعضاء، وإن التبرع بالأعضاء هبة حياة يمكن منحها للعديد من المرضى بما في ذلك مرضى السرطان والمصابين بأمراض القلب والفشل الرئوي، والتليف الكبدي، والفشل الكلوي، وغير ذلك. وكجزء من البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة»، ندعو في دائرة الصحة – أبوظبي كافة أفراد المجتمع إلى التعرف أكثر على البرنامج والانضمام إليه من خلال المبادرة بالتسجيل في برنامج «حياة» والمساهمة في إنقاذ أرواح الكثيرين من حولهم وتحسين حياتهم، فمعاً نصنع الأمل ونمنح هبة الحياة للعديد من المرضى».