أبوظبي (الاتحاد)

أكد معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أن التسامح في دولة الإمارات يمثل قيمةً أصيلة أسسها رائد الإنسانية والأخلاق الفاضلة، الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتتعزز في عهد فارس التسامح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فهو رجل ترسخت في صفاته وشمائله قيمة التسامح، ولا يزال يجود قلبه الإنساني وفكره العقلاني بالمبادرات الإنسانية والحوارات الحضارية التي تعيد رونق احترام الأديان والمعتقدات إلى مكانه.
وأضاف: «من هذا المنطلق، تبعث دولة الإمارات من أرضها إلى العالم برسالة التسامح التي تعمل بجدٍ وعزم لترسيخها باعتبارها قيمة إنسانية رفيعة، بل جعلتها روحاً لدستورها وقوانينها، وعلامةً على حضارتها وأخلاقها، وقيمها وعاداتها النبيلة».
جاء ذلك في كلمة لمعاليه خلال مشاركته في قمة الأديان الأولى لمجموعة العشرين التي أنهت أعمالها مؤخراً في جزيرة بالي بإندونيسيا، ونظمتها منصة تواصل الأديان ورابطة العالم الإسلامي وهيئة نهضة العلماء الإندونيسية، تحت شعار «إبراز الدين مصدراً للحلول العالمية، باعتبار تأثيره الروحي في مجتمعاته»، بحضور الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، وأبرز القيادات الدينية الفاعلة والمؤثرة على الساحة الدولية. وقال المزروعي: «إن دولة الإمارات تسعى إلى إحياء القيم الإنسانية وتكريم الإنسان أينما كان، حتى غدت قبلة للتسامح وعنواناً للسلام، وصرحاً للقيم والأخلاق، ومحطةً لتلاقي العقلاء والحكماء والأصفياء من رجالات الفلسفة والأديان، فلا عجب إذاً أن تحتضن الدولة على أرضها أكثر من 200 جنسية، يعيشون بكل ود وحب وتعايش واجتماع على الخير».
وأضاف «أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من المبادرات الإنسانية التي تعلي من شأن التسامح وتجعله قيمةً راسخة، كان آخرها وثيقة الأخوة الإنسانية التي كانت من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، والتي تم توقيعها في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وتعد حدثاً تاريخياً في مسار تواصل الأديان، ونقلة فريدة في تاريخ الإنسانية يؤهلها للنهوض بالحوار إلى قيم التعارف، ويمكنها من خدمة الإنسان والأوطان، وزرع بذور السلم ونشر ثقافة التسامح والوئام، ومد جسور الود والصداقة بين الشرق والغرب، وبناء مرحلة جديدة تقوم على التآخي الإنساني والاحترام المتبادل».
وتابع المزروعي: «إضافة إلى ذلك، فقد خصصت دولة الإمارات 2019 عاماً للتسامح، وقامت بتجريم التكفير وسب الأديان من خلال إصدار قانون التمييز والكراهية في عام 2015، الذي يعد قانوناً مميزاً لحماية الأديان من لوثة العنصرية وإلغاء نزعة الشطط والغلو والجنوح إلى العنف والتوحش، كما قامت بإنشاء وزارة للتسامح في عام 2016، لتعمل على مأسسة التسامح من أجل حماية التنوع ونبذ التعصب، كما أنشأت في عام 2014 منتدى أبو ظبي للسلم، ومن أهم منجزات هذا المنتدى إطلاق إعلان المواطنة الشاملة، وهو إعلانٌ يروم وضع تصور مؤصل للمواطنة في الدولة الوطنية، وأطلق المنتدى في عام 2018 مبادرة حلف الفضيلة في واشنطن، وهو حلف يضم قيادات دينية من بيت العائلة الإبراهيمية، وهو نقلة نوعية أيضاً في مسار الشراكة والتعاون بين أديان العائلة الإبراهيمية على ترسيخ قيم التعايش والتعارف والمحبة والضيافة الإبراهيمية».
وقال معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي إن الإمارات قامت بتعزيز التسامح في مؤسساتها التعليمية من خلال إطلاق أول بكالوريوس وماجستير في المنطقة يعنى بتخصص التسامح، واستأثرت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بهذه المنقبة الجليلة، ولا غرو في ذلك فإنها تحمل اسم رجل الإنسانية والسلام صاحب السمو رئيس الدولة.