إبراهيم سليم (أبوظبي)
تختتم اليوم فعاليات ملتقى أولياء الأمور في أبوظبي، حيث استقطب نخبة من الخبراء من شتى أنحاء العالم لمناقشة أفضل السبل لتنشئة أطفال أصحاء ومزدهرين في مختلف جوانب الحياة، ويتمتعون بالمرونة لمواجهة متغيرات المستقبل، ويوفر الملتقى منصة مميزة للمربّين والمتخصصين في رعاية الأطفال، وأولياء الأمور، ومقدمي الرعاية، لمناقشة الأفكار الجديدة حول تنشئة الأطفال، وتقوية العلاقات الأسرية، وسلط الضوء على التزام أبوظبي بتعزيز رفاهية الأسرة، وإتاحة تعليم عالمي المستوى للأجيال القادمة، والذي يقام على مدار ثلاثة أيام في الاتحاد أرينا بأبوظبي.
وأكدت مريم الحلّامي، مدير إدارة شؤون التعليم المبكر في دائرة التعليم والمعرفة أبوظبي لـ«الاتحاد»، أن إطلاق ملتقى أولياء الأمور في أبوظبي يؤكد التزام قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة بتطوير منظومة التعليم وقدرتها على بناء أجيال المستقبل، كما ينسجم مع حرص دائرة التعليم والمعرفة على تعزيز وتفعيل مشاركة أولياء الأمور في نجاح أطفالهم على المستويين الأكاديمي والشخصي.
وقالت: إن عالمنا اليوم يتغير بوتيرة سريعة، ولهذا فإن أول خطوة لتمكين الأجيال القادمة تبدأ بتمكين أولياء الأمور ودعمهم في رحلة تربية أبنائهم.
وأضافت: يسهم الملتقى في دراسة وتحليل ممارسات التربية الحالية والمستقبلية ليعزز بذلك مستقبلاً أفضل يزدهر فيه الأطفال ويتفاعلون بشكل إيجابي مع العالم من حولهم، وبتمكننا من تفعيل مشاركة أولياء الأمور في رحلة تعليم أبنائهم، نفعّل دورهم أيضاً في تعزيز مستقبل الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار؛ لأن أبناء اليوم يحملون بيدهم مفاتيح المستقبل. ولهذا نحن بحاجة لدعم كامل المنظومة المعنية بتربية الطفل، وهي أوسع من الأب والأم، بل تشمل كل شخص يلعب دوراً في حياة الأطفال، مثل أفراد العائلة والأصدقاء المقربين؛ لأن تربية الطفل، وتعزيز فرص نجاحه في المستقبل يتطلبان عملاً مشتركاً من الجميع.
وأضافت: تشكّل ممارسات التربية الإيجابية والدعم الأسري أهم الركائز التي تمكّن الأطفال من بدء حياتهم بنجاح، إذ تهدف التربية بجوهرها لوضع الأسس الصحيحة لنموهم وتطورهم الصحي والأكاديمي والاجتماعي. وعلى الرغم من أهمية الدور الذي يلعبه أولياء الأمور، لم يتم العمل حتى الآن بشكلٍ كافٍ لتمكين أولياء الأمور من تحقيق كامل إمكاناتهم في دعم التنمية الشاملة لأطفالهم، بل غالباً ما يشعر أولياء الأمور اليوم بضغوطٍ كبيرة وتحديات جديدة.
وأكدت أنه مما لا شك فيه أن العالم قد شهد خلال الخمسين عاماً الماضية تغيّرات جذرية تبدّلت معها العديد من مفاهيم التربية وأساليبها، ويناقش أولياء الأمور في الملتقى مختلف أوجه تربية الطفل عبر خمسة محاور، شملت: الهوية والتنمية والصحة والرفاهية والآفاق والتصورات الجديدة والطفولة المبكرة، حيث تركّز العديد من الجلسات ضمن هذه المحاور على دور وأثر التكنولوجيا في ممارسات التربية العصرية. وعلى سبيل المثال، يناقش هال رنكل، خلال جلسته في اليوم الأول للملتقى، الأخطاء السبعة الشائعة في تربية الأطفال، وأحد أبز هذه الأخطاء هو طريقة تعامل أولياء الأمور مع التقنيات الحديثة. ويرى رنكل أن التقنية تلعب دوراً مهماً، إلا أنها قد تؤدي إلى ممارساتٍ سلبية أحياناً من قبل بعض الأهالي، إذ قد يعتمدها البعض كبديلٍ عن قضاء الوقت الشخصي من أبنائهم، ويتم التعامل مع الأجهزة الإلكترونية كمصدر إلهاء، بدل التعامل معها كأداة داعمة في التربية والتعلّم.
وغطى برنامج ملتقى أولياء الأمور على مدار أيامه الثلاثة مختلف مراحل نمو وتطور الطفل، من الطفولة المبكرة والمتوسطة وحتى مرحلة المراهقة، من خلال طرح مواضيع ونقاشات مؤثرة حول سلوكيات الأطفال وممارسات التربية التي يعتمدها الآباء، مع التركيز بشكلٍ خاص على تمكين أولياء الأمور من صقل مهاراتهم في التربية الواعية، لأن التربية الواعية هي حجر الأساس لإنشاء جيل واعٍ ومستعد لمواجهة تحديات المستقبل.