منى الحمودي (أبوظبي)

تحتفل دولة الإمارات، اليوم، بـ«يوم العلم» الذي يصادف الثالث من نوفمبر من كل عام، بتنظيم فعالية خاصة بالمناسبة في الجهات الاتحادية والمحلية ومؤسسات القطاع الخاص، من خلال تجمع موظفي كل جهة لرفع العلم أمام مقارها بشكل متزامن في مختلف إمارات الدولة، في تمام الساعة 11 صباحاً.
ويجسد يوم العلم مناسبة وطنية تحتفل بها دولة الإمارات في الثالث من نوفمبر، وذلك بعد اعتماد هذا اليوم من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2012، للاحتفاء بالعلم، بوصفه رمزاً للوحدة والحفاظ على المنجزات والمكتسبات الوطنية، وبما يعكس من قيم روح الاتحاد ومشاعر التلاحم بين أبناء الوطن والقيادة، وتعزيز الانتماء بين أفراد شعب دولة الإمارات.
وتعد دولة الإمارات أول دولة عربية تحتفل بالعلم في مناسبة وطنية خاصة به، وتحرص من خلال ذلك على ترسيخ مجموعة من القيم، تتصدرها الوحدة الوطنية، وإعلاء قيمة الاتحاد، من خلال علم الدولة الذي يعتبر الهوية الأساسية للدولة.
وتنظم مختلف الجهات والمؤسسات في الدولة فعاليات تعمل على توطيد جهود المؤسسات في عمل وطني موحد، كما يرسخ يوم العلم ثقافة احترام العلم وآلية التعامل معه في المناسبات كافة، وتوعية الأجيال بأهمية الاعتزاز بالعلم رمزاً للدولة.
ويجسد يوم العلم مشاعر الوحدة والتعايش والسلام بين أبناء الوطن والمقيمين المحبين لهذه الأرض المعطاء، وترسيخ صورة الإمارات منارةً للتعايش والتسامح في المنطقة، حيث يشارك الرجال والنساء والشباب والأطفال من الجنسيات كافة في هذا اليوم الأغر بالتعبير عن حبهم لدولة الإمارات بطرق مختلفة، حيث يتوحد أبناء دولة الإمارات والمقيمين على أرضها تحت راية علم الإمارات، من خلال رفعه عالياً في الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة والمحافل كافة، في تأكيد واضح على مواصلة مسيرة العمل والعطاء من أجل تحقيق المزيد من التقدم والنجاح. ويُعد يوم العلم يوماً لتعزيز الشعور بالانتماء للوطن وقيادته، وترسيخ المكانة العالية التي يحظى بها العلم في نفوس كل من يعيش على أرض الإمارات التي رسمت صورتها المشرقة، وأكدت أنها دولة الجميع، وأنها أرض التسامح، والتعاضد، والوحدة الوطنية، والسلام. وفي يوم العلم، تتجسد المشاعر ليؤكد هذا اليوم أن كل من يعيش على أرض الإمارات، أنه في سلام تحت راية الاتحاد والقوة والشعب المخلص الذي يرى العلم رمز الدولة القوية المزدهرة ورمزاً للمساواة والعدل والأمل، ورمزاً لواجباتنا تجاه الوطن وقيادته، ورمزاً للوحدة الوطنية والتضحية في سبيل جعله خفاقاً عالياً بين الأمم، وهو رمز للتاريخ ودماء الشهداء الذي استشهدوا في سبيل الذود عن الوطن والدفاع عنه وعن رايته.
ويأتي اهتمام جميع من يعيش على أرض الإمارات للاحتفال بيوم العلم ليؤكد أن الإمارات هي منارة وأرض الباحثين عن المجد والعيش السليم، دون اعتبار للون أو جنس أو لغة على أرض التسامح والمحبة والسلام.

التعبير واجب
ولأن العلم هو رمز العز والفخر، فإن رفعه في الثالث من نوفمبر، واجبٌ علينا للتعبير عن حب الوطن والفخر به، وترجمة لمشاعر الوفاء والفداء لهذه الأرض، باعتبار أن العلم شعار الدولة، وهو إثبات للفخر الوطني والاعتزاز بالانتماء للوطن. وكم هي جميلة مشاعر الفخر عندما نرى العلم فوق المباني الحكومية، أمام الفنادق، وفوق أبراج المراقبة في المطارات والموانئ البرية والبحرية، وفي المدارس والجامعات والمؤسسات والمنازل. كما يزداد الفخر عندما يُرفع العلم فوق سفارات الدولة تعبيراً عن عزة الدولة، وفي المؤسسات التعليمية كي يتعلم الأجيال معنى الولاء ورمزية العلم. كما يُعد رفع العلم تعبيراً عن الوحدة والإخلاص للأرض، وهو شعورٌ بالأمن والأمان والطمأنينة في ظل دولة الوحدة الوطنية والإنسانية والكرامة.

مبادرات
منذ اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يوم العلم في عام 2012، أطلقت العديد من المؤسسات والأفراد مبادرات على مختلف المستويات لتشجيع الجميع على المشاركة بيوم العلم للتعبير عن الفخر والاعتزاز بالوطن ورايته، كما تم إطلاق مبادرات توعية؛ بهدف تعزيز ثقافة احترام علم دولة الإمارات والممارسات والسلوكيات التي يجب الالتزام بها تجاه العلم في المؤسسات الحكومية والخاصة والمدارس والجامعات والمنازل في الدولة؛ وذلك للتعريف بطرق المحافظة على هيبة العلم، ومراسم العلم التي يجب الانتباه إليها عند التعامل معه، واستخدام العلم بأي وجه من الوجوه. كما أطلقت بعض المؤسسات والأفراد حملات توزيع أعلام دولة الإمارات على منازل السكان في إمارات عدة، بالإضافة إلى حملات رصد واستبدال الأعلام التالفة، وتوعية أفراد المجتمع بضرورة إبراز علم الدولة بشكل لائق على المنازل والمنشآت، تعزيزاً للمظهر الجمالي والحضاري.

قصة العلم
وتعود قصة تصميم العلم إلى إعلان مسابقة لتصميم علم خاص باتحاد دولة الإمارات، وذلك من قبل الديوان الأميري في أبوظبي والمنشور في صحيفة «الاتحاد» قبل شهرين من إعلان اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان عدد المشاركات في المسابقة نحو 1030 تصميماً، تم الإعلان عن الفائز في الثاني من ديسمبر 1971، عندما رفعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لأول مرة في «دار الاتحاد» بإمارة دبي والذي يُعرف بقصر الضيافة.
ومصمم علم الإمارات هو عبدالله محمد المعينة الذي استلهم ألوان العلم من الأبيات الشعرية التي كتبها الشاعر صفي الدين الحلي، وهي «بيض صنائعنا خضر مرابعنا.. سود وقائعنا حمر مواضينا».

هيبة العلم
وهناك عدد من القواعد للمحافظة على هيبة العلم، منها أن يكون العلم نظيفاً، سواء الجديد أو المستعمل، وأن يراعى عند حفظ العلم نظافته ونظافة مكان حفظه، بحيث يكون بعيداً عن العوامل الجوية والمبيدات والسوائل، ويفضل أن يكون مكان الحفظ صندوقاً خشبياً يليق بمكانته متوافرة فيه شروط التهوية الجيدة، ويجب أن يكون العلم مكوياً غير مجعد حتى يكون جميل المظهر، ويجب أن يُطبق العلم بطريقة منظمة ومرتبة، ويجب أن يكون العلم ذا ألوان زاهية وواضحة عند رفعه على السارية، واستبدال الأعلام التالفة أو ذات الألوان الباهتة والممزقة بفعل الرياح بأعلام جديدة تليق برمز الدولة.

علم الاتحاد
نص القانون الاتحادي رقم (2) لسنة 1971، بشأن علم الاتحاد، بأن يكون العلم على شكل مستطيل، طوله ضعف عرضه، ومقسماً إلى 4 أقسام مستطيلة الشكل كالتالي: القسم الأول: لونه أحمر بشكل طرف العلم القريب من السارية طوله بعرض العلم وعرضه مساوٍ لربع طول العلم. وتكمل الأقسام الثلاثة الأخرى بقية العلم وهي متساوية ومتوازية، حيث القسم العلوي لونه أخضر، القسم الأوسط لونه أبيض، القسم السفلي لونه أسود، ويمثل طول العلم ثلاثة أرباع عرض العلم 75%، ويساوي عرض العلم ضعف طوله.