ريم البريكي (أبوظبي)
أكدت سيدات أعمال ومستثمرات إماراتيات ومصريات توفر فرص واعدة لمزيد من الشراكات الاستثمارية الناجحة بين سيدات الأعمال في الإمارات ومصر، في ظل ما تشهده العلاقات الاقتصادية بين البلدين من تطورات إيجابية ملحوظة على كافة الأصعدة. وأوضحن لـ «الاتحاد»، أن الإمارات ومصر توفران مناخاً استثمارياً جاذباً في ظل تطور البيئة التشريعية والقانونية في البلدين، ما يشجع المستثمرين والمستثمرات في البلدين على تنفيذ المزيد من الاستثمارات في العديد من القطاعات.
وأصبحت الإمارات أكبر دولة مستثمرة في مصر باستثمارات تفوق 20 مليار دولار، وثاني أكبر شريك تجاري لمصر على المستوى العربي، فيما تعد مصر خامس أكبر شريك تجاري عربي لدولة الإمارات في التجارة غير النفطية، وتستحوذ على 7% من إجمالي تجارتها غير النفطية مع الدول العربية.
وتعمل أكثر من 1300 شركة إماراتية في مصر في مشاريع واستثمارات تشمل مختلف قطاعات الجملة والتجزئة، والنقل والتخزين والخدمات اللوجستية، والقطاع المالي وأنشطة التأمين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعقارات والبناء، والسياحة، والزراعة والأمن الغذائي.
في المقابل، تستثمر الشركات المصرية أكثر من 4 مليارات درهم (1.1 مليار دولار أميركي) في الأسواق الإماراتية، وتشمل مشاريعها كذلك القطاع العقاري والمالي والإنشاءات وتجارة الجملة والتجزئة.
نمو متواصل
وأكدت سيدة الأعمال شفيقة العامري أن العلاقات الثنائية بين الإمارات ومصر سجلت نمواً متواصلاً خلال السنوات الخمسين الماضية، ويعود ذلك إلى العلاقات المترابطة والأخوية بين قيادة الدولتين، وعلاقات المحبة والتقدير بين الشعبين الشقيقين.
وقالت: «شهدنا اهتماماً من المستثمرات وسيدات الأعمال الإماراتيات للاستثمار في مصر، حيث توجد العديد من سيدات الأعمال ممن استثمرن في قطاع التعليم عبر تأسيس مدارس تعليمية بمستويات متطورة، فضلاً عن الاهتمام بالاستثمار في قطاع التجارة والتجزئة، وصولاً إلى القطاع الصناعي عبر إبرام اتفاقيات مع الجهات الحكومية لإنشاء وتطوير مصنع للمركبات والسيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي، إلى جانب القطاع العقاري عبر شراء وتملك الأراضي في العاصمة الإدارية الجديدة وعدد من المحافظات والمناطق في مصر».
وأوضحت أن الجهات المعنية في مصر تقدم التسهيلات اللازمة للشركات الإماراتية، ما يشجعها على ضخ مزيد من الاستثمارات التي تدعم الاقتصاد المصري وتدفعه لتحقيق معدلات نمو ملحوظة.
شراكة مهمة
قالت سيدة الأعمال الدكتورة هدى المطروشي: «إن الإمارات ومصر يحظيان بحضور ومكانة دولية خاصة مع ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة ومعتدلة ومواقف واضحة في مواجهة التحديات الإقليمية، والعمل معاً لإرساء السلام، ودعم جهود استقرار المنطقة، وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات، وتربط البلدين علاقات تاريخية أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من خلال قناعة راسخة بمكانة مصر ودورها المحوري في المنطقة، وكان حبه باعثاً على سفر المصريين للعمل في الإمارات، كما كان محفزاً لرجال الأعمال الإماراتيين للعمل في مصر».
وأشارت المطروشي إلى أهمية إعلان وزارة الاقتصاد الإماراتية، ووزارة التجارة والصناعة بمصر مؤخراً، إطلاق مجلس الأعمال الإماراتي المصري الذي يساهم في دعم المشاريع من الطرفين. وذكرت المطروشي أنها تمتلك مشاريع مشتركه في مصر، موضحة أن السوق المصري يتميز بالتنوع والكثافة السكانية التي تعزز من نجاح المشاريع.
بيئة غنية
بدورها، أشارت سيدة الأعمال ريد الظاهري إلى أن الاستثمارات الإماراتية المصرية ترتكز على علاقات قوية ومتينة بين البلدين، وتوجت استثمارات سيدات الأعمال من الطرفين بالنجاح في مختلف القطاعات، موضحة أن أبرز ملامح الاستثمارات الإماراتية لسيدات الأعمال ارتكزت على قطاعات حيوية ومؤثرة منها قطاع التعليم والزارعة والعقارات.
وأفادت الظاهري بأن البيئة المصرية غنية جداً ومحفزة على الاستثمار، في ظل إقرار العديد من الإجراءات الداعمة لتشجيع الاستثمارات الخارجية وحماية حقوق المستثمرين الأجانب، مؤكدة أن المستثمر الإماراتي في مصر يلقى الدعم الكامل من خلال وزارة الاستثمار المصرية التي تعطي ضمانات لحماية حقوق المستثمرين وتوجههم لأهم القطاعات الناجحة.
وأضافت أن الوزارة تخدم المستثمر الإماراتي عبر توضيح القوانين المتعلقة بالاستثمار ومتطلبات الجهات المعنية، والتسهيلات في تخليص المعاملات وتذليل العقبات كافة التي قد تعترض طريق المستثمرين الجدد. وأوضحت الظاهري أن الكثافة السكانية التي تمتاز بها مصر جعلت منها واحدة من أهم الدول في العالم كسوق استثماري قوي، وفتحت شهية المستثمرين الأجانب للاستفادة من هذه الميزة لاستثمار أموالهم في مشاريع متنوعة. وأوضحت الظاهري أنها تستثمر في قطاع التعليم والزراعة والعقارات في مصر، وهناك خطط مستقبلية للاستثمار في قطاعات جديدة، موضحة أن قوة العلاقات المصرية الإماراتية ساهمت في تقوية الروابط والعلاقات بين سيدات الأعمال الإماراتيات والمصريات، وسهلت بدورها مد جسور التعاون بين الطرفين. وأشارت إلى وجود مشاريع مستقبلية سيتم تنفيذها بالشراكة مع سيدات أعمال مصريات، موضحة أن المستثمرات المصريات يتمتعن بالخبرة الطويلة في المشاريع الاستثمارية، ولديهن قدرة فائقة على إدارة مشاريعهن بكل تفانٍ وقدرة وكفاءة.
إنجازات محققة
أكدت سيدة الأعمال ريم الحساني أهمية البيئة الاستثمارية المصرية، مضيفة: «في الحقيقة الاستثمار في مصر يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لي كسيدة أعمال، حيث تعد مصر أرضاً خصبة للاستثمار والصناعة وسوقاً ضخمة للتجارة في ظل الإجراءات والتسهيلات الرائعة من جهة الحكومة المصرية للمستثمرين الأجانب، وفي مقدمتهم الإماراتيون».
ورأت الحساني أن من أهم العوامل التي ساعدت في نجاح المشاريع الإماراتية بمصر هي توافر القوى العاملة المؤهلة والمدربة بالسوق المصري، وهو ما يمثل نجاحاً كبيراً لأي مشروع، فضلاً عن قرب مصر من الأسواق العالمية، حيث تتميز مصر بالموقع المتميز في طرق الخدمات اللوجستية الدولية، كما أن وجود قناة السويس جعل مصر الخيار الأمثل للوصول إلى الأسواق العالمية في أوروبا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى أفريقيا والهند، الأمر الذي يسهل العمليات التجارية ونقل البضائع والمواد الخام المستخدمة في الصناعة، وغيرها.
وأشارت إلى البنية التحتية المتطورة التي توليها الدولة المصرية جل الاهتمام خلال السنوات الماضية، موضحة أن من أهم عوامل النجاح أيضاً جهود الدولة المصرية الآن نحو وضع أطر وتسهيلات لتسوية الضرائب على المتعثرين كافة من رجال الأعمال والمستثمرين، فضلاً عن القضاء على أي إجراءات بيروقراطية من شأنها أن تكون عائقاً أمام أي مستثمر.
وذكرت الحساني أن العلاقات القوية بين مصر والإمارات والممتدة لأكثر من خمسين عاماً، أسهمت في دفع وتشجيع رواد الأعمال من الطرفين على الاستثمار في كلا البلدين، مشيرة إلى أن العلاقة بين مصر والإمارات ليس وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها لأكثر من خمسين عاماً. وأضافت أن الحكومتين المصرية والإماراتية تحرصان على تذليل العقبات كافة التي قد تقابل رواد الأعمال والمستثمرين من أبناء الشعبين في مختلف مجالات الاستثمار، وهو ما يمثل مناخاً جاذباً جداً للمستثمرين ورجال وسيدات الأعمال. وتوقعت الحساني أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين الإمارات ومصر تطوراً كبيراً خلال الفترة المقبلة.
تشجيع الاستثمارات
أكدت سيدات أعمال ومستثمرات مصريات في الإمارات أن الدولة وفرت فرصاً استثمارية متميزة للمرأة من الجنسيات كافة، مشيرات إلى تحقيق العديد من الشركات المصرية المنطلقة من الإمارات نجاحات تحسب لها، مكنتها من تحقيق توسعات وتسجيل مراحل تقدم كبيرة في القطاع الاستثماري.
وقالت منال الغمري، سيدة الأعمال المصرية: «أقيم في الإمارات منذ 35 عاماً، حيث استثمرت في قطاع الحديد، وأتاحت لي الإمارات فرصة كبيرة لتنمية استثماراتي».
وأشادت الغمري بدور مجلس سيدات أعمال الإمارات في دعم رائدات المشاريع، فضلاً عن الدعم الحكومي لسيدات الأعمال وتشجيعها في عملها كامرأة بقطاع الحديد والتصنيع.
وأوضحت أن دولة الإمارات توفر بيئة عمل نموذجية للمستثمرين في ظل سيادة أسس القانون والعدالة وتوافر بيئة تشريعية وقانونية مستقرة، ما يشجع على جذب الاستثمارات الأجنبية بالدولة.
وذكرت سيدة الأعمال لبنى علي الحلواني أن العلاقات بين دولة الإمارات ومصر قائمة على فكرة وفلسفة المساندة والدعم في الأوقات كافة بغض النظر عن الظروف والأحداث، وهو ما انعكس بصورة إيجابية على المستثمرين بالدولتين، مشيرة إلى أن العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين علاقات استراتيجية مرشحة دائماً للنمو، وتحمل مستقبلاً مزدهراً للمستثمرين.
ورأت أن دولة الإمارات توفر مناخاً استثمارياً جاذباً في ظل توافر الشفافية وتكافؤ الفرص، مما له تأثير في توفير بيئة أعمال مثالية للمستثمرين ورواد الأعمال.