سامي عبد الرؤوف (دبي)
أعلن أحمد الدشتي، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لقطاع الخدمات المساندة، أنه سيتم إطلاق المنصة الذكية لمبادرة «تطمين» لتتبع مراحل تصنيع المنتجات الدوائية وتأمين إمداد مرافق الرعاية الصحية بالدولة بهذه المنتجات، في شهر ديسمبر المقبل. وقال في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»: «سيتم تطبيق مبادرة «تطمين» على نحو 6000 منتج دوائي مسجل لدى الوزارة، بحيث تكون المنتجات الدوائية، هي البداية، فيما تستهدف المبادرة المعدات الطبية ووحدات الدم في مرحلة لاحقة».
وأضاف: «تتبع الأدوية سيكون منذ لحظة وصولها إلى النقاط الجمركية في الدولة، أو من لحظة إطلاقها في السوق المحلي للأدوية المصنعة محلياً، حتى وصولها إلى المستخدمين من المرضى دون تسجيل بياناتهم». وأعلن أن خطة مبادرة «تطمين» تتضمن تطبيق ميزة التتبع حتى بعد حصول المريض على الأدوية واستخدامه للكشف عن أي آثار جانبية في مرحلة لاحقة، حيث سيكون نظام التتبع الإلكتروني في المنصة قابلاً للتطوير باستمرار.
ووصف مبادرة «تطمين» بأنها تشكل «تحولاً مهماً في القطاع الدوائي»، لكونها تعتمد على حلول «نظام التتبع الذكي» وتستعين بأفضل التقنيات والتجهيزات، لتعقّب رحلة المنتجات الدوائية والطبية في سلسلة التوريد وتعزيز الشفافية والموثوقية، حيث تأتي المبادرة تماشياً مع التوجهات الحكومية في استثمار التقنيات الرقمية ضمدن المشاريع الحيوية لتعزيز جودة الخدمات وتسريعها.
وذكر أن الهدف الرئيسي لمبادرة «تطمين» يتمثل في تطوير منصة لتتبع الأدوية باستخدام التسلسل بما يتوافق مع معايير GS1، حيث تساعد المنصة على تتبع المنتجات المقلّدة وتسهيل سحب الأدوية منتهية الصلاحية.
كما تساعد في تتبع الأدوية من مرحلة الاستيراد أو التصنيع المحلي وصولاً إلى مرحلة الاستخدام، وبالتالي ضمان سلامة المنتج وأصالة الحلول الصيدلانية.
وعن كيفية تطبيق المبادرة بدءاً من مرحلة طلب الاستيراد حتى وصولها إلى المريض، أجاب الدشتي: «انطلاقاً من دور «تطمين» كحل رقمي لتتبع مراحل تصنيع المنتجات الدوائية وتأمين إمداد مرافق الرعاية الصحية بالدولة بهذه المنتجات».
وأضاف: «يراقب «نظام التتبع الذكي» في المنصة المنتجات الصيدلانية من لحظة تسجيل طلب استيراد الدواء، ومن ثم وصولها إلى النقاط الجمركية وحتى استلامها من قبل المريض، دون تسجيل بيانات المريض الشخصية».
وأوضح أن المنصة الذكية لـ«تطمين» ستقوم بتعيين كل منتج برقم تسلسلي، وفقاً لمعايير GS1، بناءً على كود شريطي ثنائي الأبعاد DataMatrix ومعلومات يمكن قراءتها، ويمكن تتبع الوحدات من خلال سلسلة التوريد بأكملها، من الإنتاج عبر شركاء سلسلة التوريد إلى نقطة الاستهلاك النهائية. وعن الخطوات التي سيتم اتخاذها من خلال منصة «تطمين» الذكية، في حالة اكتشاف أي أنشطة غير قانونية خلال سلسلة تتبع الأدوية، أفاد أن نظام التتبع الذكي يخزن البيانات ذات الصلة، وإذا تم اكتشاف مشكلة معينة في سلسلة توريد الأدوية وتتبعها، يتم إرسال هذه المعلومات إلى مفتشي وزارة الصحة ووقاية المجتمع بشكل فوري من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة.
كما يوفر «نظام التتبع الذكي» مجموعة من التقارير التفاعلية التي تسمح للمفتشين بتتبع مصدر إدخال هذه الأدوية في سلسلة التوريد في الدولة.
وتحدث عن المخرجات المتوقعة من المنصة الذكية لمبادرة «تطمين»، حيث تستهدف ضمان أمان وموثوقية الأدوية المصنعة داخل الإمارات وكذلك المستوردة، إلى جانب تعزيز الثقة بالأصناف الدوائية، حيث تعمل المنصة كأداة للتحقق من أصالة المنتج ومنع توريد المنتجات المقلدة.
ولفت إلى دورها المتوقع في تمكين المستهلكين من خلال السماح لهم بالتحقق من المنتجات، كما تسهم المنصة في منع وصول الأدوية منتهية الصلاحية، وهو ما يؤدي في النهاية إلى رفع كفاءة الخدمات الصحية والذكية في الدولة.
وعن الاستعدادات التي تم القيام بها لإطلاق المنصة الذكية، ذكر وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد للخدمات المساندة، أنه تم الانتهاء من تطوير نظام التتبع الذكي للمبادرة، ويتلقى موظفو الوزارة المعنيين حالياً تدريبات على كيفية استخدام النظام، كما تم الانتهاء من كافة المستندات الفنية المتعلقة بترميز المنتجات الصيدلانية والربط الإلكتروني بنظام (B2B).
وأعلن وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لقطاع الخدمات المساندة، أنه تم الربط إلكترونياً مع 21 مصنعاً للمنتجات الدوائية عبر نظام «من الشركات إلى الشركات»، وسيوفر «نظام التتبع الذكي» قنوات إضافية أخرى للمستخدمين لتحميل بيانات المنتجات الدوائية، حيث سيتمكن مصنعو الأدوية من تحميل بيانات الأدوية على الموقع الإلكتروني لنظام التتبع الذكي.. وأوضح أن «من الشركات إلى الشركات» نظام إلكتروني تقني للسماح بتبادل المعلومات دون تدخل بشري، وتتمثل أهدافه الرئيسية في أتمتة عملية تبادل المعلومات بين الأنظمة التقنية وتقليل التداخل البشري وفرص أخطاء الإدخال ومعالجة البيانات.
وعن الجهات المستفيدة من مبادرة «تطمين»، أكد الدشتي، أن المبادرة تجسد تكاتف جهود العديد من الجهات الصحية في الدولة وتوجهاتهم في تعزيز مسيرة التحول الرقمي في جميع المجالات ومنها الدوائية، حيث يستفيد من المبادرة كل من، وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والجهات الصحية الحكومية الأخرى في الدولة، ومصنعي الأدوية العالميين والمحليين، ومستودعات الأدوية، والمنشآت الصحية التي تتعامل مع المنتجات الدوائية.