آمنة الكتبي (دبي)
ينطلق المستكشف راشد والذي تم تصنيعه بالكامل بأيادٍ وخبرات إماراتية الشهر المقبل في أول مهمة عربية إلى القمر، ووصل إلى مركز كينيدي للفضاء بفلوريدا الشهر الماضي، استعداداً للانطلاق على متن صاروخ «سبيس إكس فالكون 9». وتتمثل أهمية مهمة المتكشف راشد في أنه يسهم في بناء وجود بشري مستدام على سطح القمر، واختبار تقنيات جديدة على سطح القمر الذي يمتاز ببيئة أقسى من بيئة المريخ وبقربه من كوكب الأرض، كما تسهم المهمة في الإجابة عن أسئلة علمية متعلقة بتشكل كل من النظام الشمسي وكوكب الأرض.
كما وتمهد التجارب على سطح القمر الطريق لإطلاق مهمات استكشاف مأهولة إلى المريخ، وسيتنقل في مواقع جديدة لم يسبق دراستها من قبل، لدراسة البلازما على سطح القمر، حيث سيقوم بجمع بيانات والتقاط صور نادرة، تصل إلى نحو 10 جيجابايت، ومن ثم إرسالها إلى محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي.
باق من الزمن
ولم يتبق سوى 14 يوماً لفتح نافذة إطلاق المستكشف راشد ويستعد فريق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر للمرحلة القادمة والأخيرة قبل الإطلاق من مركز كينيدي للفضاء بولاية فلوريدا الأميركية، والتي تشمل وضع المستكشف في صاروخ الإطلاق الياباني «سبيس إكس» بالفترة ما بين 9 و15 نوفمبر المقبل، من خلال مركبة الهبوط الفضائية «هاكوتو- آر»، التي ستتولى تقديم خدمات توصيل المستكشف والمعدات الخاصة بالمشروع، وتوفير الاتصالات السلكية والطاقة خلال مرحلة الاقتراب من القمر، والاتصالات اللاسلكية بعد الهبوط.
وأكدت الاختبارات التي أجراها فريق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، أن الأنظمة الهيكلية والإلكترونية لنموذج تأهيل مركبة راشد يمكنها تحمل الاهتزازات الشديدة خلال رحلتها نحو القمر، بما يشمل اختبار وتجربة الإطلاق من الأرض والهبوط على سطح القمر.
وخضع المستكشف «راشد» بعد الانتهاء من التصميم الأخير والنهائي له للعديد من الاختبارات المتنوعة التي تضمن جاهزية وكفاءة تامة لمكوناته وأجهزته العلمية كافة، فيما كان آخر هذه الاختبارات في مدينة تولوز بفرنسا، حيث تعرضت المركبة التي يبلغ وزنها 10 كيلوجرامات لاختبارات الاهتزاز والفراغ الحراري، وهي سلسلة من الفحوص النهائية للتأكد من قدرتها على تحمل البيئة القاسية أثناء انطلاق الصاروخ، بينما تم إلحاق المستكشف راشد ودمجه لاحقاً مع مركبة الهبوط اليابانية «هاكوتو- آر»، ومن ثم نقله إلى موقع الإطلاق في مركز كينيدي للفضاء.3
مجموعة من الاختبارات
خلال الشهور الأربعة الماضية، قطع المستكشف راشد شوطاً كبيراً من الاختبارات قبل وضعه في مركبة الهبوط، حيث خضعت أنظمة المستكشف لمجموعة من الاختبارات التي تشمل الاستعداد لكل من: مرحلة الإطلاق ومرحلة الملاحة ومرحلة الهبوط على سطح القمر، كما وأتم المستكشف خلال بداية العام الجاري مرحلة التجميع والمجموعة الأولى من اختبارات وظائف الأنظمة الكاملة للنموذج النهائي في مختبرات مركز محمد بن راشد للفضاء حيث تضمنت مرحلة الاختبار هذه تقييمات لجميع وظائف الأجهزة والبرامج ضمن جميع السيناريوهات المحتملة على سطح القمر.كما تضمنت هذه المرحلة اختبار الاهتزاز للنموذج في مختبرات مركز الامتياز لأنظمة الكهروبصريات «EOCE» التابع لمجموعة ايدج الإماراتية ومقرها في أبوظبي.