أبوظبي (الاتحاد)

كانت مصر من أوّل الدول التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، وسارعت إلى الاعتراف بها، وقامت بتبادل العلاقات على مستوى السفارات، إلى جانب العديد من المحطات البارزة العديدة في العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين في مختلف المجالات.

في سنوات السبعينيات الأولى، قامت القاهرة بدور كبير في دعم الإمارات دولياً وإقليمياً، باعتبارها ركيزة للأمن والاستقرار وإضافة جديدة لقوة العرب. وأهدى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الرئيسَ المصري الراحل محمد أنور السادات في زيارته له سنة 1971 وشاح آل نهيان، تقديراً لدوره في مساندة قيام الاتحاد. وقدمت مصر دعماً كبيراً لدولة لإمارات في هذه المرحلة المبكرة من العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصاً مع بعثات المدرسين والمهندسين والأطباء التي استقبلتها الإمارات، فضلاً عن فتح مصر ذراعيها لاستقبال الطلاب الإماراتيين بحفاوة وترحاب.

وعقب قيام ثورة 30 يونيو بمصر عام 2013، دعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 سبتمبر من العام نفسه، إلى تقديم الدعم للحكومة المصرية وللاقتصاد المصري، بما يعزز مسيرة مصر نحو التقدم والازدهار، وهو العام ذاته الذي شهد زيارة مهمة قام بها سموه إلى مصر.

وبادرت دولة الإمارات في مساعدة الجانب المصري، فضلاً عن الاشتراك في استثمارات كبريات لدعم الدولة، ولن ينسى التاريخ مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال مشاركة سموه في المؤتمر الاقتصادي المصري في مارس 2015، إذ قال سموه «إن وقوفنا مع مصر في هذه الظروف ليس كرهاً في أحد ولكن حباً في شعبها، وليس منّةً على أحد بل واجب في حقها»، وتأكيد سموه على أن «دولة الإمارات ستبقى دائماً مع مصر».

«أمن الخليج من أمن مصر».. تعهد مصري
دائماً ما يكرر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مقولة: «أمن الخليج من أمن مصر»، وهي مقولة صارت منهجاً لدى الدولة المصرية في الفترة الأخيرة، وذلك تقديراً للدور الخليجي، لا سيما الإماراتي، في مساندة مصر وشعبها، بعد فترة عدم الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي التي شهدتها ما بين عامي 2011 و2013.
وقد انضمت مصر لعملية «عاصفة الحزم» التي بدأت عام 2015، وشاركت في مواجهة تهديد الملاحة العالمية في مضيق «باب المندب»، والتي تُعد تهديداً للأمن القومي الخليجي، والأمن القومي العربي بأكمله.

تكريم
في نوفمبر 2019، قلد صاحبُ السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حينما كان سموه آنذاك ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس المصري، فخامة عبدالفتاح السيسي، وسام زايد، وهو أعلى وسام تقدمه دولة الإمارات لملوك الدول ورؤسائها وقادتها؛ وذلك تقديراً لدوره البارز في دعم العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة.