إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
خطفت التمور الإماراتية ومسابقة الطبخ العالمية اهتمام زوار مهرجان ومزاد ليوا للتمور، وكشفت تمور الإمارات عن تميزها وريادتها بين التمور العالمية المشاركة، فيما شهدت مسابقة الطبخ الدولية للتمور وزيت الزيتون المقامة ضمن فعاليات مهرجان ومزاد ليوا للتمور، إقبالاً كبيراً من أشهر الطهاة حول العالم للمشاركة في تلك المسابقة الأولى من نوعها في منطقة الظفرة، والتي بلغ عدد المشاركين فيها 47 مشاركاً من مختلف دول العالم، وحرص المشاركون على تقديم أفكار مبتكرة وأكلات جديدة، مستخدمين في إنتاجها التمر وزيت الزيتون. وأسفرت نتائج «مسابقة الطبخ»، عن فوز الشيف مايكل كيتس بالمركز الأول، وفي المركز الثاني الشيف ديما شاكر، وفي المركز الثالث الشيف ميثاء الورشو. وتوجت اللجنة المنظمة للمهرجان الفائزين في «مسابقة الطبخ الدولية للتمور وزيت الزيتون»، بحضور عيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وعبيد خلفان المزروعي مدير إدارة التخطيط والمشاريع في اللجنة.
وأكدت إيمانويل ديشيوليت عضو لجنة التحكيم في مسابقة زيت الزيتون، أن مهرجان ومزاد ليوا للتمور مهرجان عالمي نظراً لما يتضمنه من فعاليات عالمية وبرامج متنوعة ومبتكرة ولأول مرة توجد مسابقة تخص زيت الزيتون.
ويتسابق الطهاة في مسابقة الطبخ الدولية لإعداد أطباق طيبة المذاق باستخدام التمر ومنتجات التمور وزيت الزيتون البكر الممتاز، يتنافس خلالها طهاة دوليون من فنادق ومطاعم عالمية على مدار ثلاثة أيام، ويؤخذ في الاعتبار عند إعداد الأطباق قدرة المتسابق على الإبداع وتحقيق التناسق بين الأطعمة المقدمة، وفق معايير تحكيم تراعي أصالة المنتج وجمال الطعم وجودة العرض ودرجة الصعوبة والإنجاز الفني.
وتتكون لجنة تحكيم المسابقة من خبراء اختصاصيين في إنتاج الزيوت وطهاة محترفين على دراية بتقييم جودة الطعام والزيوت المستخدمة في مثل هذه المسابقات، وهم: (الشيف راغبراساد بيلاي، الشيف منى المنصوري، الشيف مصبح الكعبي، الشيف يوسف إقليم، الشيف محمد الزبيدي).
وشهدت المسابقة مشاركة طهاة من كبريات الفنادق والمطاعم في الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث يقومون بإعداد وجبات شهية باستخدام التمر ومنتجاته وزيت الزيتون البكر الممتاز، على أن يكون أحد الأطباق المعدة مستوحى من المطبخ الإماراتي.
وتشمل المسابقة تقديم طبق مقبلات ثم طبق رئيسي ثم طبق حلوى، وجميعها تشمل التمر ومنتجاته المختلفة وزيت الزيتون البكر الصافي، كما يقام على هامش المسابقة أيضاً دروس في الطهي مقدمة للأطفال بمشاركة صغار الطهاة الإماراتيين.
بلدية الظفرة تستعرض المشاريع التنموية في المهرجان
تستعرض بلدية منطقة الظفرة مجموعة من المشاريع التنموية التي تنفذها في مختلف مدن منطقة الظفرة، سواء الجاري تنفيذها أو التي تم الانتهاء منها من خلال جناح البلدية في مهرجان ومزاد ليوا للتمور.
وأوضح الدكتور هامل سيف الهاملي، المدير التنفيذي لقطاع التخطيط الاستراتيجي بالإنابة في بلدية الظفرة أن البلدية حريصة على التواصل مع مختلف شرائح المجتمع، خاصة خلال الفعاليات والمهرجانات المختلفة التي تقام في منطقة الظفرة.
وأشار الدكتور هامل أن جناح البلدية يستعرض مع الزوار مجموعة من مشاريع البنية التحتية التي يتم تنفيذها، إضافة إلى الترويج لعدد من التطبيقات كتطبيق داري والخدمات الإلكترونية، بهدف التسهيل على المتعاملين إلى جانب عرض دليل النباتات المحلية وتعريف الزوار بها وبدور البلدية في استخدامها في عمليات التجميل الطبيعي بهدف استدامة الموارد الطبيعية.
ويقدم جناح البلدية أيضاً خلال المهرجان باقة من الخدمات التوعوية والتعريفية للجمهور بأهم الخدمات التي تقدمها البلدية في مختلف الأقسام والإدارات، وكذلك آلية الحصول على تلك الخدمات بسهولة ويسر وفق آليات عمل منظمة.
كما تقدم البلدية مجموعة من الفعاليات المجتمعية لجمهور وزوار المهرجان من مختلف الجنسيات، بهدف نشر الوعي التراثي وتعزيز مكانة النخلة وأهميتها، من خلال عدد من المسابقات التراثية والثقافية تتضمن أسئلة متنوعة ومسابقات ترفيهية يتم تنفيذها بشكل يومي، بالإضافة إلى مسابقات تراثية للسيدات تتضمن بعض الأعمال التراثية التي تشتهر بها منطقة الظفرة مثل مسابقة السدو ومسابقة المشغولات اليدوية، وغيرها من المسابقات الأخرى التي تستهدف السيدات العاملات في القرية التراثية واللاتي يقدمن مجموعة من الأعمال التراثية والمشغولات اليدوية لزوار وجمهور المهرجان، ما يساهم بشكل كبير في توعية وتعريف الزوار من مختلف الجنسيات بتلك الأعمال التراثية التي اشتهر بها الآباء والأجداد قديماً وحافظ عليها الأبناء.
التمور الإماراتية تحقق الريادة
تمكنت التمور الإماراتية المشاركة في مهرجان ومزاد ليوا للتمور في فرض مكانتها وريادتها بين التمور العالمية المشاركة في المهرجان، وشهدت إقبالاً كبيراً من مختلف الجنسيات نظراً لما تتميز به من تنوع وجودة وتميز، وذلك من خلال مزاد تمور ليوا أو المعروض في القرية العالمية.
ويؤكد صالح يعروف المنصوري ممثل الجناح الإماراتي في القرية العالمية للتمور، أن التمور الإماراتية تتميز بمجموعة من الصفات والمميزات أهمها التنوع والجودة، حيث نجحت الإمارات في زراعة عدد كبير من التمور غير المحلية والتي تم جلبها من الخارج ونجحت زراعتها وساهمت في إنتاج تمور متميزة ذات جودة عالية في الطعم والشكل والجودة.
وأشار المنصوري أن السوق المحلي الإماراتي يتضمن مجموعة كبيرة من التمور والتي تبلغ حوالي 120 صنفاً محلياً، هذه الأصناف بعضها نشأ محلياً بشكلٍ أساسي، والبعض الآخر تم إدخاله إلى الدولة من المناطق المجاورة، وأصبح معظم المزارعين والمهتمين بزراعة النخيل في الدولة يتسابقون في تطوير منتجات مزارعهم لإنتاج أفضل أنواع التمور، خاصة في ظل المهرجانات التي تحرص الدولة على توفيرها للمزارعين والملاك والتي ساهمت بشكل كبير في نشر الوعي الزراعي الصحيح بزراعة النخيل بين أصحاب المزارع، وكذلك فتح قنوات تسويقية جديدة لهم، حتى أصبح إنتاج النخيل في الدولة يحقق مردوداً اقتصادياً مربحاً للمزارعين.
وتشكل التمور الإماراتية مصدراً استراتيجياً من مصادر الغذاء وعنصراً رئيسياً من عناصر الأمن الغذائي والثروة في الدولة، وعلى مر السنين ارتبطت النخلة بالتراث الإماراتي ارتباطاً وثيقاً، حيث كانت مصدر الغذاء والمأوى والأمن والأمان ومصدراً للرزق من خلال استخدام رطبها وتمورها في الغذاء وجذوعها في التشييد والبناء وخوصها في صناعة أدوات السفرة والحصير، وجريدها كان يستخدم في صناعة بعض أنواع القوارب الصغيرة لصيد الأسماك، وليفها في صناعة الحبال. ومع التطور العمراني والنهضة الحديثة ظلت الشجرة المباركة في الوجدان، وأقيمت من أجلها المهرجانات والفعاليات التي ربطت أجيال اليوم بتراث وحضارة الأمس، كما تنوعت مصادر الاستفادة من أشجار النخيل لتؤكد مكانتها وقوتها.