أحمد مراد (القاهرة)

أشاد خبراء ودبلوماسيون بمبادرات دولة الإمارات في مجال القضاء على الفقر إقليمياً ودولياً، مؤكدين أن الإمارات تتبنى سياسات رشيدة تُعطي أولوية لمكافحة الجوع، وتوفير الاحتياجات الأساسية والضرورية لملايين الفقراء حول العالم دون تفرقة على أساس النوع أو العرق أو الدين، وهو ما أكسبها مكانة مرموقة في المحافل الإقليمية والدولية.
وأكد الخبراء لـ«الاتحاد» أن المجتمع الدولي بات يعتمد على دولة الإمارات في كثيرٍ من المجالات الإنسانية، وأبرزها محاربة الفقر، ومكافحة الجوع، واستئصال الأمراض من المجتمعات الفقيرة، فضلاً عن رعايتها لسياسات وخطط تنموية ضخمة، بهدف دعم النمو الاقتصادي في البلدان الفقيرة والنامية.
وتشارك الإمارات العالم، اليوم، في إحياء ذكرى اليوم الدولي للقضاء على الفقر، الذي يرجع الاحتفال به إلى يوم 17 أكتوبر عام 1987.
وأشار الخبراء إلى أن مبادرات الإمارات الإنسانية الساعية للقضاء على الفقر عالمياً لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول، ولا الموقع الجغرافي، ولا أي اعتبارات أخرى غير الجانب الإنساني وقيم التسامح والتعايش المشترك التي تؤمن بها الإمارات، وتعمل على تطبيقها على أرض الواقع.

نموذج فريد
ثمن الشيخ طاهر محمود أشرفي، رئيس مجلس علماء باكستان، والأمين العام للمجلس العالمي لتعظيم الحرمين الشريفين، في تصريحات لـ«الاتحاد» مبادرات دولة الإمارات في مجالات القضاء على الفقر سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، مؤكداً أن أيادي الخير الإماراتية منتشرة في غالبية دول العالم، وبالأخص الدول الفقيرة والنامية، وقد حققت في العقدين الماضيين نجاحات وإنجازات مهمة في مجالات رعاية ودعم الفئات الفقيرة، وتوفير الخدمات الأساسية لأسر وأطفال الفقراء والمحتاجين، وهو ما جعل الإمارات نموذجاً فريداً يحتذى به في العمل الإنساني.
ومحلياً، نجحت الإمارات في القضاء على الفقر بنسبة 100 في المئة، فبحسب تقرير أصدرته الأمانة العامة للجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة في أغسطس عام 2019، وأعدته مؤسسة «أوليفر وايمان» للاستشارات، لا تواجه الإمارات أي تحديات متعلقة بالفقر، خصوصاً في ظل توافر الموارد، وهو ما انعكس في تحقيق الدولة لهدف القضاء الكامل على الفقر، ولا يوجد أحد في الإمارات يعيش تحت خط الفقر المحدد من قبل مجموعة البنك الدولي بـ1.25 دولار يومياً.

أولوية
أكد أشرفي أن الإمارات تتبنى سياسات راشدة تُعطي أولوية للقضاء على الفقر، ومكافحة الجوع، وتوفير الاحتياجات الأساسية والضرورية لملايين الفقراء والمحتاجين في مختلف دول العالم، الأمر الذي أكسبها سمعة طيبة ومكانة مرموقة بين شعوب العالم، وباتت يُنظر إليها في المحافل الإقليمية والدولية، باعتبارها «دولة رائدة» في مجالات العمل الإنساني، لا سيما فيما يتعلق بجهود مكافحة الفقر وما يرتبط به من أزمات، مثل الجوع، والمرض، والجهل، ونقص الخدمات.
وعلى مدى الـ50 عاماً الماضية، كانت الإمارات رائدة وسباقة في مجالات القضاء على الفقر، وقد وضع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» حجر الأساس لجهود الدولة في مجالات مكافحة الفقر سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وسجل التاريخ في هذا الشأن مواقف إنسانية خالدة لدولة الإمارات، حيث انتشرت أيادي الإمارات البيضاء لتكافح الفقر في مختلف دول العالم النامية والفقيرة، الأمر الذي جعل الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، يؤكد أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» كانت له مواقف عدة نبيلة، جعلت من دولة الإمارات جسراً في مساعدة المحتاجين والقضاء على الفقر حول العالم.
وأشاد رئيس مجلس علماء باكستان بجهود الإمارات الرامية إلى تعزيز أسس التضامن والتعاون الإنساني، وترسيخ مبادئ وقيم المشاركة الجماعية للحد من معدلات الفقر، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول الفقيرة والنامية، وتوفير احتياجات الحياة الكريمة لملايين البشر الذين يعانون الفقر، بغض النظر عن أي اعتبارات تتعلق بالعرق أو اللون أو الدين.
وفي إطار جهود الإمارات الرامية إلى الحد من معدلات الفقر في العديد من دول العالم، تتعاون الدولة مع بعض المنظمات الأممية والدولية لمحاربة الجوع في العالم، وفي هذا الإطار خرجت من أرض الإمارات مبادرة «المليار وجبة» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهدفها توفير الغذاء للفقراء في 50 دولة حول العالم.

تنمية
من جانبه، أوضح السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري سابقاً، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الإمارات منذ الإعلان عن قيامها في الثاني من ديسمبر عام 1971، ارتبطت بمبادرات وجهود إنسانية رائدة وعظيمة، فضلاً عن رعايتها لسياسات وخطط تنموية ضخمة بهدف دعم النمو الاقتصادي في البلدان الفقيرة والنامية، والحد من معدلات الفقر بها، والقضاء على أزمات الجوع، وسوء الخدمات والمرافق، والتسرب من التعليم، وتفشي الأمراض، وغيرها من الأزمات المرتبطة بالفقر.
وبعد أشهر قليلة من الإعلان عن قيام الدولة، أصدر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» قراراً بتأسيس صندوق أبوظبي للتنمية من أجل إضفاء الطابع المؤسسي والتنظيمي على المساعدات الإماراتية الخارجية، لا سيما المتعلقة بمجالات الحد من الفقر، وبعدها انضمت العديد من مؤسسات المجتمع المدني في الإمارات إلى الجهود الرامية لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الخارج.
وأرجع السفير جمال بيومي نجاح مبادرات الإمارات الإنسانية الساعية للقضاء على الفقر إلى أنها لا ترتبط بالتوجهات السياسية، ولا الموقع الجغرافي، ولا أي اعتبارات أخرى غير الجانب الإنساني وقيم التسامح والتعايش المشترك التي تؤمن بها الإمارات، وتعمل على تطبيقها على أرض الواقع. وجاءت دولة الإمارات في الأعوام 2013 و2014 و2016 و2017 في المرتبة الأولى عالمياً كأكبر دولة مانحة للمساعدات الإنمائية الرسمية، مقارنة بالدخل القومي الإجمالي، وحققت قفزة تاريخية في مجال منح المساعدات الخارجية، الأمر الذي صعد بها من المركز الـ19 خلال عام 2012 إلى المركز الأول في عام 2013، ووصلت المساعدات الإماراتية إلى 196 دولة حول العالم، منها 50 دولة من الدول الأقل نمواً، وبلغ العدد الإجمالي للمستفيدين حوالي مليار شخص، بينهم 767 مليوناً من النساء والأطفال.

اهتمام
أشار السفير جمال بيومي المساعد السابق لوزير الخارجية المصري إلى اهتمام الإمارات بالعمل على تحسين الأوضاع المعيشية في المجتمعات الفقيرة، والتخفيف من حدة الفقر، ودعم أسس الاستقرار في الدول المستفيدة من المساعدات الإماراتية، وغيرها من الأمور التي جعلت الإمارات «علامة بارزة» في مجالات العمل الإنساني والخيري، ويكفي الإشارة هنا إلى أن المجتمع الدولي بات يعتمد على دولة الإمارات في العديد من المجالات الإنسانية، أبرزها محاربة الفقر، ومكافحة الجوع، واستئصال الأمراض من المجتمعات الفقيرة. وتأتي هذه الجهود والمبادرات الإماراتية في إطار دعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، التي تهدف إلى القضاء على الفقر في كل مكان، وتتعاون الإمارات مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية والأممية لتقديم المساعدات اللازمة لأكثر من مليار شخص يعيشون في حالة من الفقر الشديد.

شريك
شدد السفير أحمد حجاج، الأمين العام الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية «الاتحاد الأفريقي حالياً»، على أهمية الجهود التي تبذلها دولة الإمارات لمساعدة الدول الأفريقية في الحد من معدلات الفقر، موضحاً أن القارة الأفريقية كان لها النصيب الأكبر من المساعدات الإماراتية الخارجية خلال العقد الأخير، ولعبت هذه المساعدات دوراً بارزاً في التخفيف من آثار الفقر والأزمات المرتبطة به في العديد من دول القارة.
وأكد السفير أحمد حجاج لـ«الاتحاد» أن دولة الإمارات العربية المتحدة كثفت جهودها ومبادراتها الإنسانية والإغاثية في السنوات القليلة الماضية لمساعدة المحتاجين والفقراء في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وحرصت على توفير الحاجات الأساسية كالصحة، والتعليم، والمياه، والغذاء، لملايين الأفارقة الذين يعانون تداعيات ارتفاع معدلات الفقر.
ووصف الأمين العام الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها «شريك رئيسي» في العديد من المبادرات الإنسانية الإقليمية والدولية المعنية بالقضاء على الفقر، لا سيما في قارتي آسيا وأفريقيا، الأمر الذي يمثل أحد أهم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.