إبراهيم سليم (أبوظبي)
احتفلت الإمارات بالمولد النبوي الشريف، على الصعيدين الرسمي والشعبي، وسط أجواء من التعايش والتسامح.
وعمت مظاهر الفرح والسرور في أوساط المواطنين والمقيمين بذكرى المولد، مستذكرين القيم النبوية الشريفة.
كما احتفل المواطنون والمقيمون بمولد الهادي، بتبادل التهاني. ويشتهر فن «المالد» في التراث الإماراتي، وهو احتفال شعبي ديني يؤدى في ذكرى المولد النبوي في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام، وفي المناسبات الدينية الأخرى، وهو أحد الفنون التراثية، يجتمع خلاله الجيران والأهل والأصدقاء، وتستخدم الدفوف أحياناً مع ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما قدمت بعض المراكز والمحال عروضاً خاصة بحلوى المولد، والتي عادة ما تحتفل بها بعض الجاليات وتوزع الحلوى الخاصة بهذه المناسبة. وتناولت خطبة الجمعة محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وأشارت إلى أن من صدق محبته صلى الله عليه وسلم، التحلي بأخلاقه، والتأسي بهديه، قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً).
وأشارت الخُطبة إلى الحديث «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، والله إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من أهلي، وأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك، فما أصبر حتى آتيك، فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك، عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وأني إذا دخلت الجنة خشيت ألا أراك. فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين)».
وأشارت الخُطبة إلى أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم، نبي الإنسانية، ورحمة الله للبشرية، محبة تزداد بذكراه وذكرى مولده الشريف، فتملأ على المؤمنين أفئدتهم، وتلهج بها ألسنتهم، فهو حبيب الله وخليله.
وبينت خطبة الجمعة، أن الأمة الإسلامية تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد سبق فضله علينا، وادخر صلى الله عليه وسلم دعوته المستجابة لأجلنا، قال صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة».
وقد حباه الله بكمال الأخلاق، وكريم الصفات، فوصفه عز وجل بقوله: (وإنك لعلى خلق عظيم)، إن خلقه صلى الله عليه وسلم لعظيم، فهو أسمح الناس نفساً، وأجودهم يداً، يصل من قطعه، ويعفو عمن ظلمه، ويوقر الكبير، ويترفق بالصغير.
والمحبون للنبي صلى الله عليه وسلم عليهم الإكثار من الصلاة والسلام عليه، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ أي: دعائي. فقال: «ما شئت». قلت: الربع. قال: «ما شئت، فإن زدت، فهو خير لك». إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلها. قال: «إذاً تكفى همك، ويغفر لك ذنبك».