هناء الحمادي (أبوظبي)

يعتبر اليوم العالمي للمسنين أحد أهم المناسبات السنوية، والذي قررته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1991 في 1 أكتوبر من كل عام، بهدف الاهتمام بكبار السن وحث المجتمعات على حل المشاكل الخاصة بهم حول العالم، كما يبرز الاحتفال باليوم العالمي أهم الإنجازات التي يقدمها كبار السن للمجتمع، ومدى استفادة الشباب من خبراتهم وتجاربهم، لذلك هناك احتفالات عدة بالمسنين في كثير من الدول، مثل «يوم احترام المسنين» في اليابان، و«يوم الأجداد» في الولايات المتحدة الأميركية.

رعاية واهتمام
في دولة الإمارات يحظى كبار المواطنين برعاية خاصة منذ قيام الاتحاد، حيث يشملهم قانون الضمان الاجتماعي، ويحتلون المرتبة الأولى من ناحية المستفيدين من المساعدات الاجتماعية التي تقدمها الدولة للشرائح المختلفة، وتحرص الإمارات على تأمين الحياة الكريمة لكبار المواطنين من خلال توفير مراكز ودور رعاية اجتماعية وثقافية وصحية وترفيهية، تشهد أرقى أنواع الخدمات والعون لهم، باعتبارهم جزءاً أساسياً من المجتمع، كما تخصص في موازنتها السنوية مبالغ مالية لتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية للمقيمين مع أسرهم من خلال الوحدات المتنقلة إلى منازلهم. كما تقدم الإمارات لكبار المواطنين جميع أوجه الرعاية التي تتيح لهم التوافق النفسي وتساعدهم على التكيف الاجتماعي، مما يشعرهم بإنسانيتهم ويوفر لهم الراحة والطمأنينة، ويوثّق الصلة بأسرهم وبالبيئة الخارجية، ويدمجهم في الحياة الاجتماعية العامة، إضافة إلى مساعدتهم على مواجهة المشكلات الناتجة عن كبر السن، ووقايتهم من أمراض الشيخوخة بالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع.

خدمات وحقوق
وأكدت الدكتورة سلوى السويدي، استشاري طب المسنين، «أن القيادة الرشيدة تولى كبار المواطنين أهمية فائقة، لكونهم أفنوا حياتهم في سبيل أبنائهم ووطنهم، وتحملوا مشاق ومتاعب البدايات، بشكل يفوق طاقاتهم الجسمية والذهنية، ومن واجبنا اليوم القيام نحوهم بكل خير ورد الجميل إليهم، لحاجتهم إلى الرعاية والحنان والتعاطف والاهتمام». وقالت «إن الاهتمام الذي يحظى به كبار المواطنين في الدولة على نسبتهم القليلة يفوق الاهتمام الذي توليه الدول الأوروبية»، مشددة على أن الإماراتيين جميعاً يؤمنون بأن المسنين هم الأجداد والآباء، وأنهم ساهموا في تنمية مجتمعاتهم وبذلوا الكثير من الجهد والوقت لتأسيس وبناء أوطانهم، مما يحتم علينا أن نوليهم الأهمية التي يستحقونها، وأن تتوافر لهم الرعاية الشاملة ضمن رؤية عصرية تتوافق مع ما يتناسب والإنجازات العالمية والتقنية التي أنجزها عالمنا المعاصر.  وأوضحت السويدي أن الدولة تقدم أحدث الوسائل والخدمات الاجتماعية والعلاجية إلى كبار المواطنين، علاوة على الخدمات المتنقلة للرعاية المنزلية، بهدف ربط المسن بأسرته دون أن يشعر بالتغيير، واعتبرت أن جودة الحياة التي توفرها الدولة لكبار المواطنين تعد الأولى في منطقة الشرق الأوسط وتضاهي دولاً متقدمة، منوهة إلى أن الدولة توفر لهم أحدث الأدوية والعلاجات.  وأضافت السويدي أنه تم إطلاق قانون حماية «كبار المواطنين» عام 2019، وهذا القانون يحدد حقوقهم وواجباتهم وحمايتهم من الإساءة أو العنف، كما وفرت الدولة لهم دور رعاية وخدمات إيواء ورعاية مجتمعية، وقدمت لهم بطاقات مثل «ذخر» و«مسرة» ضمن حزمة من الخدمات. 

مبادرات وتسهيلات
وقال أحمد النوى (متقاعد): «يحظى كبار المواطنين في دولة الإمارات بمنظومة متكاملة من الدعم والرعاية الحكومية التي تضمن لهم سبل الحياة الكريمة، وتحافظ على مكانتهم في المجتمع للاستفادة من خبراتهم ومعارفهم التي تسهم في التنمية المستدامة، وفي هذا اليوم تنظم العديد من الهيئات الحكومية والخاصة فعاليات مُميزة للاحتفال بكبار السّن والترفيه عنهم وإطلاق مبادرات وخدمات من شأنها تسهيل الحياة اليومية لهم بشكل ملحوظ، مثل مبادرة «بركة الدار» التي أطلقتها مؤسسة التنمية الأسرية في 1 أكتوبر 2017 بمناسبة اليوم العالمي للمسنين، وتقدم هذه المبادرة ورش عمل تدريبية تفاعلية بهدف دعم حياة اجتماعية كريمة لكبار المواطنين، والوصول مباشرة إلى بيوت كبار السّن لخدمتهم ورعايتهم». 

رعاية منزلية
قال إبراهيم الشميلي (مواطن): «أولت دولة الإمارات اهتماماً كبيراً بكبار المواطنين، ولم تتوان عن دعمهم نفسياً واجتماعياً وصحياً، حيث توفر الرعاية المنزلية لهم، وتقدم العديد من الخدمات؛ منها تقييم الشيخوخة والرعاية التمريضية، وتقييم مستوى السلامة المنزلية، وإعادة التأهيل، وتقييم احتياجات التغذية، وغيرها».

كما أصدرت هيئة تنمية المجتمع بدبي، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، بطاقة «ذخر» لكبار المواطنين، مبادرة نوعية ترمي إلى توفير حزمة من الخدمات والتسهيلات لهذه الفئة. 
وفي الشارقة، تتوافر خدمات الرعاية المنزلية لكبار السن لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع، ورفع المستوى الصحي والمعيشي لهم.

أهداف ورسائل
اعتمد اليوم العالمي للمسنين العديد من المساهمات والرسائل والأهداف المقدمة حول العالم للمسنين، مثل أهمية الرعاية الصحية، وتوفير الخدمات التكنولوجيا الملائمة لتأهيلهم، وتوفير احتياجاتهم الحياتية، مع تعاون المؤسسات المجتمعية كافة من منظمات وجمعيات وحكومات وأفراد لتوفير حياة صحية لهم.